ناشط في حمص لـ «الشرق الأوسط»: مركز الهلال الأحمر محاصر من قبل الشبيحة

دعا الجامعة العربية إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لحماية المدنيين

TT

يقول الناشطون الميدانيون في سوريا، إن «نظام بشار الأسد صار متهالكا، وغير قادر على استيعاب كل ما يجري من تغيرات داخلية وخارجية على صعيد الدبلوماسية العربية الضاغطة، إضافة إلى الدور التركي المطالب بتنحي النظام وبدء صفحة جديدة في تاريخ سوريا». ويشيرون إلى «عدم قدرته على ضبط سيل الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاطه بعد حمام الدم الذي شمل مناطق سورية عدة»، لكنهم يعتقدون أن «حماية المدنيين لا يمكن أن تكون بعقوبات اقتصادية فقط».

ويشير رامي، أحد أعضاء «مجلس الثورة في حمص» إلى «عدم تفاؤله بالعقوبات العربية على نظام بشار الأسد»، مضيفا أن «النظام لديه مداخله ومخارجه، وخصوصا في لبنان والعراق يستطيع من خلالهما أن يعبر بحرية»، موضحا في الوقت عينه أن «النظام لن يستجيب للعقوبات العربية رغم قساوتها، بل سيستفيد مجددا من الوقت ليبيد شعبه». ويقول إن «نظام الأسد يستطيع أن يفلت من هذه العقوبات الاقتصادية ولن يهتم بأمرها، والدليل على ذلك هو استمرار آلة القتل التابعة له بحصد أرواح السوريين، وفي حمص تحديدا».

وتمنى رامي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «تتخذ الجامعة العربية تدابير أكثر صرامة لحماية المدنيين العزل المطالبين بحريتهم». وعول على «الدور الخليجي - التركي في حسم هذه المسألة».

وميدانيا، أكد الناشط السوري لـ«الشرق الأوسط»، أن «المبنى الرئيسي للهلال الأحمر بمنطقة الغوطة في حمص قد حوصر من قبل قوات الأمن السورية وشبيحة النظام، ومنع الطاقم الطبي العامل فيه من مغادرة الحي لإنقاذ الجرحى في الأحياء المقابلة، وتمت مداهمة المبنى عدة مرات بحجة إسعاف إرهابيين وتم اعتقال الطاقم الطبي». وقال إن «النظام يحول كل المناطق التي تسعف الجرحى إلى ثكنات للتفتيش الأمني والتعذيب، ويعمل على وضع القناصين فيه لقتل الجرحى قبل دخولهم إلى غرف الاستشفاء».

وأوضح رامي أن «مصفحات تابعة لأمن الدولة تقوم بالتجوال بشكل يومي من بعد الساعة الـ6 مساء في حي الغوطة وشارع الملعب في حمص لفرض حظر التجوال على السكان، وإطلاق الرصاص عليهم، خصوصا على الشبان الذين يظن النظام أنهم يخرجون لإقامة مظاهرات تطالب بإسقاطه»، مشيرا إلى أن «منطقة الغوطة تعد من الأحياء المحسوبة على الطبقة الوسطى والغنية، ويقع بالقرب منها فرع أمن الدولة، وهو مسؤول عن تعذيب الناشطين ومداهمة الأحياء وإرهاب الناس، إلا أن النظام لا يميز بين غني وفقير ويعامل سكان حمص بطريقة وحشية، حيث إن القتل يبدو وسيلة شائعة لدى النظام لمعاقبة السكان على تمردهم ورفضهم لديكتاتورية هذا النظام البائد»، موضحا أن «النظام يعاقب السكان حتى بمنع عمال التنظيف من القيام بواجبهم بجمع القمامة، حيث إن القمامة تتجمع منذ أسابيع في الأحياء، وتلافيا لذلك يقوم الأهالي بالتطوع برميها بعيدا رغم تعرضهم للقنص من قبل شبيحة النظام».

وأكد الناشط أن «فرع أمن الدولة اعتقل الكثير من النشطاء، وعذبهم وقتل بعضهم تحت التعذيب، ومن بينهم الصيدلاني الناشط جمال فتوى، حيث إنه اعتقل لمدة ثلاثة أيام ومن بعدها سلم جثة هامدة لذويه، حيث تعرض للضرب المبرح مما أدى إلى تهشم في جمجمة رأسه». وأوضح أن «أربع مصفحات، وعددا من سيارات الزيل، وهي مسؤولة عن قمع شارع الغوطة والملعب، تقوم بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين يوميا وترهب السكان عبر توجيه السلاح إليهم وشتمهم وإهانتهم واتهامهم بالخروج عن سلطة الدولة»، مشيرا إلى أن «حمص هي ظاهرة فريدة من نوعها في عنادها ووقوفها بوجه الطاغي بشار الأسد وآلة قتله التي لم تتوقف يوميا منذ بداية الانتفاضة».