منتقدو أكل «الملفوف» على بحر الإسكندرية يتحولون إلى النشاط السياسي

بعضهم رفض الانتخابات الحالية لأن أكثر الفائزين فيها يحرِّمون الديمقراطية

TT

منذ أكثر من عامين اشتهرت مجموعات من نشطاء مدينة الإسكندرية الساحلية برفضها لسلوكيات زوارها القادمين من الأرياف؛ بسبب سلوكيات منها «أكل المحشي (الملفوف)» على كورنيش المدينة في قدور الطبخ الكبيرة، في مظهر اعتبره أولئك النشطاء «غير حضاري».. لكن هؤلاء الشباب، الذين طوروا أنفسهم من خلال صفحة على «فيس بوك» وصل عدد أعضائها إلى نحو 18 ألفا، تحولوا إلى النشاط السياسي، وبادروا برفض الانتخابات الحالية التي أحرز المرشحون الإسلاميون في مرحلتها الأولى تقدما ملحوظا.

ويقول أحد الناشطين من هؤلاء الشباب، ويدعى حسين أحمد، إن ممارسات مرشحي التيار الإسلامي في هذه الانتخابات «يشوّه وجه مصر الحضاري، كما كان جلب المحشي (الملفوف) إلى كورنيش المدينة في الصيف يشوّه وجهها الحضاري». ويضيف أن قدور الملفوف ليس مكانها شاطئ البحر، وكذلك دعاة الإسلام السياسي ليس مكانهم البرلمان.. خصوصا بعد ما قاموا به من خرق لقوانين الاقتراع من أجل مكاسب دنيوية كان يفترض - باعتبارهم يتحدثون باسم الدين - أن لا يقحموا أنفسهم بها».

وتقع مدينة الإسكندرية على البحر المتوسط، وتبعد نحو مائتي كيلومتر شمال غربي القاهرة. وفي الصيف الماضي كانت صفحة هؤلاء النشطاء تدعو لمظاهرات في أيام الجمعة لطرد زوار المدينة والمصطافين سيئي السلوك من الإسكندرية، ثم تطورت في الأشهر الأخيرة إلى صفحة ضد السلوكيات السلبية للشعب المصري، خصوصا بعد الثورة.. وتحولت مؤخرا إلى اسم جديد هو «طرد مفسدي الحياة السياسية».

ومن الانتقادات التي كان يوجهها النشطاء إلى زوار المدينة إلقاء القمامة، وارتداء ملابس غير لائقة، وإحضار أواني الطعام إلى الشواطئ، والمبيت على الكورنيش.

ويقول أعضاء المجموعة على «فيس بوك» إن ما تعيشه مصر حاليا من تحولات سياسية يشبه الكوميديا السوداء، معترضين على إجراء الانتخابات البرلمانية الحالية ومؤشراتها التي توحي بضياع ثورة 25 يناير، التي يقولون إن الشباب كانوا هم طليعتها، وإن الإسلاميين «ركبوا الثورة» بعد يوم من المؤشرات على نجاحها.

ومن التعليقات على العملية الانتخابية الحالية قول صفحة الشباب المنتقدين لأكل المحشي على الكورنيش: «حكومة مُقالة، تشرف على انتخابات برلمان بلا صلاحيات، في عهد سلطة منقلبة على شعب يؤكد أنه يكتب التاريخ بانتخاباته، فيصوت لمن قال إن الديمقراطية حرام»، في إشارة إلى الإسلاميين الذين أثار تقدمهم في الانتخابات أمس لغطا كبيرا في الشارع المصري.