اعتقال المدونة السورية رزان غزاوي أثناء توجهها للمشاركة في مؤتمر بعمان

درويش لـ «الشرق الأوسط» : لم تتعرض لضغوط سابقا

رزان غزاوي
TT

يستمر النظام السوري في عملية تضييقه على حركة الإعلاميين والمدونين السوريين، الذين لم يتوانوا عن التعبير عن آرائهم بحرية وعلانية، وآخرهم المدونة والناشطة السورية الشابة رزان غزاوي، التي أقدمت شرطة الهجرة والجوازات السورية، عصر الأحد الفائت على اعتقالها عند الحدود السورية الأردنية.

وأفاد «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، الذي تعمل رزان في إطاره كمنسقة إعلامية، بأن توقيفها تم أثناء توجهها «لتمثيل المركز في ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي في عمان». ورأى، في بيان أصدره أمس، في اعتقالها «استمرارا لعملية تقييد وخنق المجتمع المدني في سوريا ومحاولة بائسة للإجهاض على حرية التعبير».

وطالب المركز، المرخص في فرنسا منذ عام 2004 والحاصل على صفة استشارية لدى الأمم المتحدة في عام 2011، السلطات السورية «بوقف التنكيل المنهجي الممارس ضد المدونين والصحافيين السوريين وإطلاق سراح رزان فورا دون قيد أو شرط والإفراج عن كافة المعتقلين في سوريا». وشدد على «ضرورة احترام السلطات السورية لالتزاماتها الدولية التي التزمت بها من خلال التصديق على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية»، محملا إياها «مسؤولية أي أذى جسدي أو نفسي يلحق بالمدونة رزان غزاوي».

وفي سياق متصل، أوضح مؤسس ومدير «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» مازن درويش لـ«الشرق الأوسط»، أن «اعتقال رزان وتوقيفها يأتي في إطار الضغط والتضييق المستمر على حرية التعبير، وهو محاولة لترهيب الإعلاميين والمدونين بشكل عام بهدف تقييد حركة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي لا تعترف الحكومة السورية بوجودها أصلا». ورأى أن عملية توقيفها «ترسل إشارة مؤسفة وسيئة للغاية عن ادعاءات النظام بالإصلاح وإعطاء هامش أكبر لحرية التعبير في سوريا، بحيث لا يزال كل ناشط يشعر بأنه غير آمن»، مبديا أسفه لأن «الوضع لا يزال على ما هو عليه لناحية توقيف الإعلاميين والمدونين وناشطي المجتمع المدني، لا بل إنه يذهب باتجاه الأسوأ، واعتقال رزان خير دليل ومؤشر على ذلك».

وإلى جانب عملها كمنسقه إعلامية في المركز، تعرف رزان بإطلالاتها الإعلامية وبمقالاتها ومشاركاتها الأدبية، خصوصا من خلال مدونتها الشخصية «رزانيات» التي أطلقتها في عام 2009. وهي نشطت كعضو في اللجنة الثقافية لـ«نادي لكل الناس» بين عامي 2005 و2007، كما حصلت على الجائزة الثانية في الشعر العربي من جامعه البلمند اللبنانية، وهي خريجة قسم الأدب الإنجليزي في كلية الآداب في جامعة دمشق وحاصلة على ماجستير في الأدب المقارن من جامعة البلمند في لبنان.

«من خلال عملها لا مؤشرات أو عمليات ضغط تعرضت لها رزان بشكل مباشر»، يقول درويش لـ«الشرق الأوسط»، مسارعا بعدها للإشارة إلى أن «أي شخص يعمل في مجال حرية التعبير والمجتمع المدني ويعبر عن رأيه معرّض للتوقيف في سوريا». وشدد درويش على أنه «كما شعرنا منذ سنوات طويلة بألا سجون تتسع للكلمة الحرة، فنحن على ثقة من أن رزان اعتقلت لأنها تعبر عن آرائها بحريّة وبسبب التزامها العميق بالكلمة الحرة»، مؤكدا أن «رزان وأمثالها يشكلون بالنسبة لنا مصدر الأمل بسوريا المستقبل».

ويصدر «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، الذي تنشط رزان في إطاره، تقارير دورية ترصد الواقع الإعلامي في سوريا، حيث أصدر في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، تقريرا بعنوان: «إعلاميون في سوريا.. الانتهاكات تعصف بهم من كل الجهات»، أعلن خلاله عن رصد مائة وتسع حالات انتهاك بحق 95 صحافيا وعاملا في الحقل الإعلامي في سوريا، خلال الفترة الممتدة بين شهري فبراير وأكتوبر الماضي. كما أصدر المركز أمس تقريرا حول تواتر توزيع المطبوعات في سوريا منذ بدء الأزمة السورية، أفاد خلاله أنّ «إجمالي ما أصدرته المطبوعات العربية التي شملها الرصد خلال فترة العمل وصل إلى 2908 أعداد، منعت المؤسسة العامة لتوزيع المطبوعات في سوريا وصول 1080 منها إلى القارئ السوري».

وأشار درويش في هذا السياق إلى أن «تقارير المركز علنية ويتم نشرها وتوزيعها على كل المهتمين من أفراد وجهات، حتى إننا نرسلها إلى الجهات الرسمية السورية، على أمل إحداث تغيير في طريقة تعاطيها».