«فرق موت» تجوب حمص.. والعثور على عشرات الجثث خلال أيام

ناشط من المدينة: التفسير قد يكمن في دائرة من أعمال القتل الانتقامية التلقائية

TT

تعمل فرق موت غامضة في مدينة حمص السورية المضطربة، حسب روايات من ناشطين معارضين للحكومة، بحسب تقرير لوكالة رويترز. ويقول ناشطون وسكان إن أشخاصا قتلوا في اليومين الماضيين في ظروف غامضة أكثر من الذين قتلتهم قوات الأمن الحكومية التي تطلق النار في الشوارع. لكن لا يعرف الكثير على وجه اليقين بشأن من يقف وراء أعمال القتل هذه التي تستهدف فيما يبدو مؤيدي الحكومة ومعارضيها.

ومع زيادة الأكمنة وهجمات القنابل من جانب المنشقين على الجيش الذين شكلوا «الجيش السوري الحر» فإن ظهور ميليشيا غير نظامية عقّد ما بدأ في مارس (آذار) كانتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد.

ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن سوريا قريبة من «حرب أهلية»، وهناك مخاوف أيضا من أن الانقسامات الطائفية يمكن أن تعمق الصراع مثلما حدث في السنوات الماضية في العراق.

ولا تقدم التقارير المتاحة سوى تفسير جزئي بشأن من وراء خطف وقتل أكثر من 60 سوريا ألقيت جثثهم الاثنين في مكانين منفصلين في حمص. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا عن شاهد في حمص قوله يوم الاثنين إنه رأى جثث 34 شخصا «كانوا قد خطفوا على يد شبيحة في وقت سابق اليوم من الحي الذي يشهد مظاهرات ضد النظام».

ومنذ الشهور الأولى للانتفاضة يوجه الاتهام إلى الشبيحة بارتكاب أعمال خطف واغتيالات وإطلاق رصاص من سيارات مسرعة في عدد من المدن والبلدات الأكثر انقساما في سوريا. وقال ناشط آخر مناهض للحكومة في حمص تحدث بشرط عدم نشر اسمه إنه تم جمع 32 جثة على الأقل من مواقع مختلفة ونقلت إلى المستشفى الحكومي في المدينة أول من أمس الاثنين شملت معارضين ومؤيدين للأسد. وقال ناشط يعرف باسم شادي إن التفسير قد يكمن في دائرة من أعمال القتل الانتقامية التلقائية وليست بالضرورة فعل جماعات منظمة أو جماعات متواطئة مع الدولة وإنما تعكس تقاليد الثأر المحلية التي فاقمتها الانقسامات الدينية. وقال شادي لـ«رويترز»: «على سبيل المثال العائلات في منطقة ما تسترد جثث القتلى من أقاربهم». وأضاف «ربما يجلس الغالبية في المنزل ويحزنون. لكن كل ما يحتاج إليه الأمر هو أن يذهب شخص ويقول.. أريد الثأر.. ولذلك وفجأة تجد هذه الحالات التي يؤخذ فيها بعض الأشخاص ويقتلون».

وأضاف «ثم يعود بضعة أشخاص من منطقة أخرى ويفعلون نفس الشيء مع أناس من المنطقة التي يعتقدون أن الشبيحة أتوا منها».

وتقول حكومة الأسد إن الاضطرابات العنيفة تثيرها جماعات مسلحة منظمة وممولة من الخارج. وانشق عدة آلاف من أفراد القوات المسلحة وانضموا إلى المتمردين في الأشهر القليلة الماضية. وفي تقرير تلفزيوني دولي نادر من داخل حمص قال مراسل لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس الثلاثاء إن الأسد «يستخدم الميليشا لمهاجمة» معارضيه والمحتجين ضده.

وقال جندي من الجيش السوري الحر لشبكة «سكاي» إن ميليشيا الشبيحة لا يهمها من تقتل وكل ما يريدونه هو أن يروا الدماء مضيفا أنهم يقتلون المسنين والأطفال والعجائز.

وكان الجندي يرتدي زيا مموها ويحمل سلاحا آليا وصور في موقع به سواتر من أكياس الرمل قالت شبكة «سكاي» إنها تبعد 100 متر فقط عن قوات حكومية في إحدى ضواحي حمص.

وقال مراسل «سكاي نيوز» ستيوارت رامزي «يوجد مشاعر بأن الأجواء مثل أحداث سراييفو حقيقية بشأن هذا الوضع». وأضاف أن تسعة أشخاص قتلوا في أسبوع واحد بنيران قناصة عند مفترق طرق في ضاحية متربة بالمدينة «ولم يكن أي منهم مسلحا».

وأظهر تقريره سوريين يركضون في أرض مفتوحة من ملجأ في بناية إلى ملجأ آخر في مشاهد تذكر بحصار سراييفو في حرب البوسنة في التسعينات. وقال التقرير إن نيران القناصة والأسلحة الآلية منتشرة ليلا ونهارا.

لكن الأمر الغامض هو أعمال الخطف ومن وراء هذه الأعمال. وقال رجل آخر يقيم في حمص لـ«رويترز» عبر الهاتف «الجميع يتحدثون بشأن أعمال خطف وقتل وقعت. الشائعات منتشرة في كل مكان. ما هو عدد من قتلوا.. وما هو عدد من خطفوا.. ولماذا خطفوا». وأضاف «لا أحد يعرف حقا لأن الجميع جالسون في منازلهم. من يدري ما هي الحقيقة..».

ومثل معظم الناشطين المعارضين للحكومة نفى شادي أن تكون الانتفاضة تتحول إلى حرب طائفية. وقال «لست واثقا من أنه يمكن حتى القول إنها معارك واضحة بين مؤيدين ومناهضين للأسد». وأضاف «إنه الغضب والثأر». وفي حين أنه من المستحيل معرفة من هم وراء كل عملية قتل تشير تقارير من الجانبين إلى شيء واحد واضح وهو أن الجيش السوري الحر يكبد القوات الحكومية أعدادا متزايدة من القتلى والجرحى.