مستشار أمني في الهند يؤكد أن العمل المشترك مع دول الخليج سيسهم في مواجهة التحديات

قال: مفاهيمنا للتحول كقوى عظمى تتمثل في العمل التنموي والسلام والتفاهم الدولي

TT

شدد مسؤول هندي رفيع المستوى على أن بلاده لن تكون مشابهة للقوى الكبيرة التقليدية، وإنما ستكون قوة مختلفة، تنتهج العمل التنموي، والسلام والتفاهم الدولي، لتحقيق مصالحها ومصالح أصدقائها في المنطقة، منوها بأن العمل المشترك ما بين الهند ودول الخليج سيمكنهم من مواجهة التحديات الجيوسياسية، والنمو.

وجاء حديث المسؤول الأمني الهندي، الذي يشارك في فعاليات منتدى «لخليج والعالم» الذي تنظمه وزارة الخارجية السعودية في العاصمة الرياض، ووصف شيفشنكار مانون مستشار الأمن القومي بالهند ما شهدته منطقة الخليج في السنوات الخمسين الماضية بأنها التحولات الأكبر والأكثر تأثيرا، مشيرا إلى أن التغيرات الحاصلة تتخطى قدرة الفهم والاستيعاب في الفترة الراهنة، سواء أكانت تحولات اقتصادية بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمنطقة 2008، أو التغير السريع في توازن القوى العالمية.

وبحسب مستشار الأمن القومي الهندي فإن بعض هذه التغيرات يعد إيجابيا، كتحول موازين القوى والتغيرات التكنولوجية والتقنية، مشيرا إلى اعتقاده بتوجه العالم نحو تعدد القوى الكبرى في النظام العالمي مع القدرة على التأثير.

من جهة أخرى اعتبر المسؤول الهندي أن التغيرات والتحولات غير المتوقعة، التي تشهدها المنطقة، حتما تسببت في فقدان الثقة والأمن، إلا أن هذه التحديات من جهة أخرى فتحت وبحسبه المنظومة العالمية أمام القوى المتوسطة، وأمام لاعبين جدد بدأ يظهر لهم دور بارز في موازين القوى الجديدة.

ولخص محركات التغيير هذه في جوانب عدة، اقتصادية وتكنولوجية، أبرزها الطاقة النووية، وسياسية، وقضية الاحتباس الحراري، مضيفا أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قامت بتعزيز موقع منظمات صغيرة وأفراد، والدولة بحد ذاتها فاتحة الباب أمام متحكمين جدد بقواعد وممارسات مختلفة. وعلى الجانب الآخر من الازدهار المشترك هو الأمن المشترك، حيث إن أمن آسيا مرتبط بشدة بالأمن في جميع أنحاء هذه القارة.

وحول علاقة الهند بالسعودية والمنطقة الخليجية أوضح مستشار الأمن القومي أن العلاقات الثنائية بين البلدين «هي علاقة شراكة وصداقة، حيث بلغ عدد الهنود ممن يعملون في المنطقة الخليجية 6 ملايين عامل، تبلغ تحويلاتهم المالية سنويا أكثر من 100 مليار دولار».

من جهته قال بايلهاري كوسكان مساعد وزير خارجية جمهورية سنغافورة إن هناك من القوى الناشئة من سترفع شعارات تسويقية، إلا أن لهذه القوى أهدافا أخرى، أما بشأن الصين والهند وحول اعتبارهما ضمن القوى الناشئة، فإن ما في هاتين الدولتين من نفوذ غربي وتخليهما عن الشيوعية مقابل الاندماج بالاقتصاد الأوروبي، أمورا لا بد من إعادة النظر فيها، مضيفا أن العلاقات ما بين الولايات المتحدة والصين من أهم العلاقات في المنطقة، وحقيقة إن الندية بين الهند والصين لا يمكن التخلي عنها، فإعادة التوازن على حد قوله ليس سهلا، فالصين لا يكفيها أن ترضي الولايات المتحدة وأوروبا وإنما لا بد من الاهتمام بالاقتصاد، وكانت الولايات المتحدة قد بدأت بقطع مخصصات، مشيرا إلى أن على الصين التمسك بمعايير الاقتصاد الدولي.

وتمنى أن تقتصر التغيرات والتحولات في المنطقة على سقوط بعض الدول، دون أن تتحول آسيا بسبب التواصل القديم مع الغرب وتواؤم نظمها مع الغرب، إلى فقدان هويتها، وإنما أن يكون مقتصرا على التعامل مع الحضارة الغربية، مناديا كوسكان بضرورة فهم العالم كما هو وليس كما نريد نحن.

من جانبه أكد السفير سن شوزهونغ لوزارة الخارجية الصينية على حرص الصين على الحفاظ على السلام لما ما مرت به في العقود الماضية، وليعتبر الرضاء أهم دعائم السلام، دون تجاهل التنمية، التي تساعد على خلق بيئة مستقرة، مشددا على اختيار الصين للسلام، بالابتعاد عن استخدام منطق التحالفات مع دول أو منظمات أو الأخذ بالاعتبار النظام الاجتماعي أو الآيديولوجي للمناطق أو الدول.

وشدد السفير الصيني على التزام الصين بتحقيق التنمية السلمية، مشيرا إلى أن التعاون مع المنطقة الخليجية يمثل تطورا، حيث أصبحت شريكا رئيسيا في التعاون بشأن الطاقة، ونادى بضرورة أن يكون القرن الـ21 قرن السلام والتنمية، وأن يتاح للجميع المشاركة فيه.

من جهة أخرى أكد الدكتور بولنت ارس رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بتركيا وعي بلاده الشديد بمسألة اللاعبين الجدد، وإضافة إلى حرصهم بالتمسك بالأدوار ولعب دور أكبر، والذين يحاولون بحسبه لعب دور مهم في النظم المستقرة، كما أن لتركيا القدرة على تطوير النظم الناشئة.