صالحي ينتقد هجوم الطلبة على السفارة البريطانية

الناطق باسم الخارجية: لندن تبحث عن دولة تحفظ مصالحها في إيران

علي أكبر صالحي
TT

انتقد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، هجوم «طلبة باسيج» إسلاميين إيرانيين على السفارة البريطانية في طهران نهاية الشهر الماضي، مؤكدا أنه «كان الأجدر ألا يحدث» ذلك. إلا أنه استنكر، في الوقت ذاته، ما سماه «القرار البريطاني المتسرع»، الرامي إلى فرض حظر على المصرف المركزي الإيراني، قائلا: إن العلاقات بين إيران وبريطانيا لم تنقطع حتى الآن على الرغم من ذلك.. بينما أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية أن بريطانيا تبحث عن دول أوروبية أخرى - لها سفارات لدى إيران - كي تتخذ فيها مكتب رعاية لمصالحها، على غرار النموذج الأميركي.

وأوضح صالحي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الناميبي، يوتوني نوجوما، الذي يقوم بزيارة إلى طهران، عن استنكاره لاعتداء السفارة في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بقوله: «إننا نأسف لما حدث، وكان الأجدر ألا يحدث»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، مضيفا أن «اقتحام السفارة لم يكن في الحسبان، تم الترخيص لمظاهرة احتجاج في إطار القانون».

وقد أعرب صالحي عن أسفه لهذا الهجوم خلال لقاء مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي الأسبوع الماضي في بون، لكنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الوزير عن ذلك الحادث أمام الصحافة الإيرانية.

وشرح وزير الخارجية الإيراني أسباب هجوم الطلبة في إيران على السفارة قائلا: «إن هذا الأمر يعبر عن مدى الغضب الكامن في نفوس شرائح الشعب الإيراني تجاه السياسات البريطانية إزاء إيران، لكن دخول الطلاب إلي مقر السفارة كان خارج إرادة الخارجية ومجلس الشورى الإسلامي وقوى الأمن؛ حيث كان من المقرر أن يتظاهر الطلاب أمام السفارة البريطانية فقط». لكنه أضاف أن التراكمات النفسية والغضب الكامن في نفوس الطلاب أدت إلى وقوع مثل هذه الأحداث. وعقب مهاجمة مئات من الطلاب لسفارة المملكة المتحدة، قامت لندن بسحب دبلوماسييها واتهمت النظام الإيراني بالوقوف وراء الهجوم.. بينما انتقد عدة مسؤولين إيرانيين الهجوم الذي نفذه طلبة الباسيج.

وانتقد صالحي، أيضا، الحكومة البريطانية؛ لأنها فرضت عقوبات جديدة على البنك المركزي الإيراني وسحبت دبلوماسييها، مؤكدا أن البريطانيين تحركوا «من دون تروٍّ» في هذه القضية، وأنه «قرار متسرع»، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن العلاقات بين إيران وبريطانيا لم تنقطع حتى الآن.

وأضاف صالحي، ردا على سؤال لمراسل وكالة «مهر» حول العلاقات بين إيران وبريطانيا: «نحن في إيران منذ أكثر من قرن نعاني العداء البريطاني، وهم يتحينون الفرص لتوجيه انتكاسة إلى الشعب الإيراني»، مشيرا إلى أن فرض الحظر على المصرف المركزي الإيراني من قِبل الحكومة البريطانية غير مجدٍ؛ لأنه لا يوجد أي تعامل مالي بين إيران وبريطانيا.

في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية، مهمان باراست، أمس، على القناة الإيرانية الأولى، أن بريطانيا تبحث عن دول أوروبية أخرى، لها سفارات لدى إيران، كي تتخذ فيها مكتب رعاية للمصالح البريطانية. وقال باراست، بحسب وكالة أنباء «فارس»: إن محاولات بريطانيا إيجاد مكتب لرعاية شؤونها في إيران، بما يشمله ذلك من جوانب قانونية وسياسية، في طور البحث الآن.

يُذكر أن الولايات المتحدة الأميركية اتخذت مكتبا لرعاية شؤونها بالسفارة السويسرية لدى طهران منذ عام 2009؛ حيث تمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران دون وجود دبلوماسيين أميركيين مقيمين هناك.

وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع طهران خلال أزمة احتجاز رهائن بين عامي 1979 و1981، التي احتجز خلالها مجموعة من الطلبة الإيرانيين 52 دبلوماسيا أميركيا كرهائن في مقر السفارة الأميركية لمدة 444 يوما.. بينما تبقي إيران على قسم لرعاية مصالحها في سفارة باكستان في واشنطن.