استمرار «إضراب الكرامة» في معظم المدن السورية وانتقاله إلى حلب

الششكلي لـ «الشرق الأوسط» : الإضراب سيزيد الخناق الشعبي على نظام الأسد

TT

استمر الإضراب في المدن السورية أمس الذي دعت إليه اللجان التنسيقية المحلية تحت عنوان «إضراب الكرامة»، رغم كل التشديدات الأمنية والاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن السورية لتضييق الخناق على السكان المنتفضين بـ«وجه آلة القتل»، حسب أحد الناشطين. وقد امتد الإضراب أمس إلى داخل مدينة حلب التي «تعاني شللا في حياتها الاقتصادية بسبب إغلاق الحدود التركية – السورية وتراجع الإنتاج الصناعي فيها بعد اعتمادها على السوق التركية» وفق أحد الناشطين الميدانيين. وقال الناشط في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «التجار في حلب ملوا من تفاقم الأزمة وتأثيرها على أوضاعهم التجارية بعد أن صار النظام يضيق كل منافذه معاندا، حيث لم يعد بمقدور هؤلاء التجار تحمل المزيد من الخسائر التي لحقت بمصانعهم ومراكزهم التجارية فالتحقوا بركب الانتفاضة منذ أسبوع وشارك السكان والتجار بالإضراب حيث أغلقت المحال رغم كل محاولات النظام بحث التجار على الامتناع عن المشاركة».

وقد وثقت «لجان التنسق المحلية» بتقرير لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، 147 نقطة للإضراب في يوم أحد «إضراب الكرامة»، والذي شاركت فيه 12 محافظة بدرجات متفاوتة، علما بأن هذه النقاط هي ما تم توثيقه بالفيديوهات فقط، والتي استطاع أهالي المناطق إرسالها رغم انقطاع الإنترنت عن الكثير من البلدات والمدن.

وطالب الناشطون على موقع «فيس بوك» كل الأحرار في كل مكان أن يبدأوا مباشرة بتغيير صورة البروفايل الشخصية وتوحيدها طبقا لصورة «إضراب الكرامة: كلنا مضربون حتى إسقاط السفاح»، فهذا يعتبر من أهم علامات الوحدة بين الثوار على الـ«فيس بوك» أولا وعلى الأرض ثانيا (بحسبهم)، مشيرين إلى ضرورة «الالتزام بذلك حتى وإن كانت جنسيتكم غير سورية، يمكنكم المشاركة والتضامن معنا على الأقل بتغيير الصورة، هدفنا هو تكثيف الحملة الميدانية والإعلامية للثورة من أجل تحريك الفئات الصامتة في الشعب وأيضا لإرهاق النظام واستنزافه عسكريا واقتصاديا وصولا إلى عيد الحرية».

وأكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة ستشمل إضرابا عاما في كل القطاعات وفي كل المدن، إضافة إلى إضراب طلاب المدارس الثانوية والابتدائية في هذين اليومين، وفي المرحلة الثانية سينتقل الناس إلى إغلاق الهواتف النقالة مدة 4 ساعات يوميا، ومن ثم بدء إغلاق شوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، إضافة إلى بدء الذهاب للوظيفة مع التوقف عن العمل وتأخيره، وفي المرحلة الثانية التي ستمتد مع مطلع الأيام الأخيرة من هذا الشهر سيبدأ إضراب المحلات التجارية بشكل كامل، أما المرحلة الثالثة فسيبدأ إضراب الجامعات، أما المرحلة الرابعة فسيبدأ إضراب النقل مع إغلاق الطرق في المدن وإلى الأرياف، أما المرحلة الخامسة في أواخر الشهر الحالي فسيبدأ موظفو الدولة بالإضراب، أما المرحلة الأخيرة التي ستكون بداية العصيان المدني فستكون ببدء إغلاق الطرق الدولية».

ويوضح أديب الششكلي أحد أعضاء المجلس الوطني السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الناس أذهلونا بالتزامهم بالإضراب، حيث لم نكن نتوقع هذا الغضب الكبير من قبل مدن سورية محددة بوجه هذا النظام»، مشيرا إلى أن «نجاح هذا الإضراب سيشكل اندفاعة مختلفة لمسيرة الانتفاضة حيث سيكون متوقعا أن يزيد هذا الإضراب الخناق على نظام الأسد وسيعرقله قريبا»، مؤكدا أن «الإضراب دعت إليه كل الأطراف ليشمل حتى مقاطعة الانتخابات (الهزلية) التي يقوم بها نظام الأسد البائد»، موضحا أن هذا الإضراب هو توطئة لسلسلة خطوات سيقوم الناشطون بتنسيقها إضافة إلى جهود مشتركة يقوم بها المجلس الوطني السوري مع الجيش السوري الحر من أجل الضغط سياسيا وأمنيا على هذا النظام إلى حين إسقاطه. مؤكدا أن «الناس مصممون على عدم العودة إلى الوراء واستنفاد كل الطرق حتى يتم التخلص من هذا النظام»، مشيرا إلى أن السكان جهزوا لهذا الإضراب من خلال تأمين مؤونة وخبز لشهرين لاحقين حتى يتمكنوا من الصمود.