مقتل 18 شخصا في سوريا.. اشتباكات شرسة في إدلب ومسلحون يعتدون على شاحنة تركية

المفوضية العليا للاجئين في الأردن تستعد لتدفق كبير للاجئين السوريين

صورة مأخوذة من أحد مواقع المعارضة لقوات سورية تمشط حي الأربعين في حماه أمس
TT

قتل 18 شخصا على الأقل في سوريا، أمس، برصاص القوات السورية، بحسب لجان التنسيق المحلية، بينهم 4 نساء وطفلان. وقالت اللجان إن 12 قتيلا سقطوا في حمص، بينما سقط قتيلان في إدلب، وقتيل واحد في دوما بريف دمشق.

وجاء ذلك في وقت استمرت فيه الاشتباكات العنيفة بين منشقين والجيش النظامي في محافظة إدلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس. وفي محافظة درعا بجنوب سوريا، هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية، أمس، مما أدى إلى إصابة العديد، وفقا للمرصد السوري.

إلى ذلك، أطلق مسلحون مجهولون النار على شاحنة تركية في سوريا، أمس، لدى اقترابها من الحدود مع تركيا. وأصابت بضع طلقات الشاحنة لكن سائقها تمكن من عبور الحدود إلى تركيا سالما. وقالت وكالة دوجان للأنباء (دي إتش إيه)، إن 12 رصاصة أصابت الشاحنة، وكانت آثار الرصاص واضحة في لقطات صورتها الوكالة. وقال سائق الشاحنة، صالح يالدريم، إن نحو 100 شخص يرتدون الملابس المدنية قطعوا الطريق وحاولوا وقف الشاحنة على مسافة 15 كيلومترا من الحدود.

وأضاف السائق أنه تمكن من الفرار لكن المهاجمين فتحوا النار على الشاحنة من بنادق ومسدسات.

وتابع: «أثناء اقترابنا من معبر جيلويقوزو في سوريا قطعوا الطريق على مسافة 15 كيلومترا من الحدود، لوحوا لنا بأيديهم لإجبارنا على التوقف. وعندما أبطأنا فتحوا الطريق فحاولنا الهرب. تمكنا من ذلك لكنهم أطلقوا النار». وردا على سؤال عن عدد المهاجمين الذين قطعوا الطريق على الشاحنة قال إنهم «100 شخص على الأقل». وقالت الوكالة إن الشاحنة كانت عائدة إلى تركيا بعد أن نقلت أكياسا فارغة للسعودية.

وفي الشهر الماضي هاجم مسلحون مجهولون حافلة تقل حجاجا أتراكا في طريق عودتهم إلى تركيا وأصيب اثنان بجروح في الهجوم.

ومع استمرار أعمال العنف في سوريا يستعد مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن لتدفق محتمل للسوريين بأعداد كبيرة عبر الحدود طلبا للجوء. وأبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن هربا من حملة القمع التي تنفذها السلطات السورية ضد المعارضين للنظام. وذكر عرفات جمال، ممثل المفوضية في الأردن، إن المفوضية استعدت لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.

وقال: «منذ مارس (آذار) وفي نحو الشهرين الماضيين.. زادت الحركة بعض الشيء. وفي الوقت الحالي يوجد 1500 سوري مسجلين لدينا. ليس هذا العدد الإجمالي في المملكة. هناك ما يقدر بعدة آلاف لكن العدد الرسمي لا يتوفر لدينا. لكن الحركة مستمرة بالتأكيد ونأمل أن يتحقق الأفضل، ونحن نستعد لأسوأ الاحتمالات». وأوضح أن المفوضية تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لتفادي حدوث أزمة إنسانية على حدود الأردن الشمالية مع سوريا. وقال: «نعمل بالتعاون مع حكومة وشعب الأردن لضمان بقاء الحدود مفتوحة وأن لا يمثل الوافدون عبئا على المؤسسات والمجتمع في الأردن. هذا هو ما نفعله بصفة أساسية. لدينا وقت كاف لنستعد ونحظى بمساندة مانحينا لنستعد لهم. نحن نحاول أن نفعل ذلك بالنسبة للوقت الحاضر.. التعامل مع الأعداد الموجودة عندنا الآن.. لكن أيضا أن نكون مستعدين إذا حدث تدفق كبير».

ومعظم اللاجئين السوريين في الأردن من أهالي درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للأسد التي تشترك في حدود طويلة مع الأردن. ويقول العاملون في المفوضية إن لاجئين آخرين جاءوا من حمص إما لوجود أقارب لهم في الأردن أو بدلا من الخروج إلى لبنان حيث يشكو اللاجئون السوريون هناك من أنهم ليسوا آمنين من السلطات السورية. ويقول اللاجئون إن الوضع في درعا وغيرها من المدن السورية أصبح بالغ الصعوبة. وقال لاجئ سوري في عمان: «كل فترة يأتون كبسات على الدور.. يبحثون عنا. أنا مصاب بظهري. وإذا ما وجدوني اعتقلوا أخي وإن لم يجدوا أخي هددونا. فمرة صوبوا (الكلاشن) (البندقية) على هذه الفتاة بصدرها بحثا عني فهربنا إلى الأردن لا نعرف أين نختبئ بالليل أو النهار ولا نستطيع أن نمكث في منازلنا».