«الجيش الحر» يتحدث عن انشقاقات واشتباكات عنيفة على الحدود اللبنانية

أحد ضباطه لـ «الشرق الأوسط»: عناصرنا موزعة على كل الحدود

TT

بعد الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في منطقة «بصرى الحرير» في درعا بين الجيش النظامي السوري والمنشقين عنه، بات واضحا أن الحدود السورية على جبهاتها الثلاث؛ التركية والأردنية واللبنانية تشكل أرضا خصبة لإمكانية اندلاع أي معارك بين الطرفين في أي لحظة. وهذا ما يؤكده أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط» ويقول: «عناصرنا موزعة على كل الحدود، ونحن دائما في حالة استنفار، وبالتالي لا يمكننا القول إن حدودا أخطر بالنسبة إلينا من حدود أخرى.. فالممرات كلها في يد القوات الأمنية التي قد لا تتوانى عن استخدام سلاح الطيران في أي وقت».

وآخر هذه المعارك كانت تلك التي وقعت، بحسب الضابط، في بلدة القصير، على الحدود اللبنانية، أول من أمس، عندما رفض أحد الضباط برتبة عميد ركن تنفيذ الأوامر بقصف المدنيين في البلدة بالمدفعية، فتمت تصفيته أمام أعين العسكريين، الأمر الذي أدى إلى إعلان أكثر من 30 منهم انشقاقهم، ووقعت اشتباكات ضارية بين الوحدات الخاصة والأمن العسكري، مضيفا: «لكننا لم نتدخل إلى حين انتهاء الاشتباك، وانضم بعد ذلك 22 من العسكريين إلى صفوف الجيش الحر الذي دمر أمس في منطقة القصير ناقلتي جند».

وفي ما يتعلق بالاشتباكات التي وقعت على الحدود الجنوبية، أكد الضابط أن «هذه الاشتباكات اندلعت بعدما سجل انشقاق عدد كبير من عناصر الجيش النظامي الموجود في منطقة بصرى الحرير في درعا، الأمر الذي دفع القطاعات إلى التحرك بنحو 6 آليات عسكرية وطوقتهم فوقع الاشتباك بين الطرفين وأسفر عن تدمير 3 دبابات ووقع عدد من القتلى والجرحى». ويلفت الضابط إلى أن «هذه الاشتباكات قد توقفت مساء الأحد بعدما فك الطوق وأبعدت الدبابات على مسافة أكثر من 500 متر، ولا نزال بالتالي في حالة استنفار».

ويشير الضابط إلى أن «منطقة بصرى الحرير تبقى عصية على الاقتحام من قبل كتائب الأسد نظرا لطبيعة أرضها، وهي آمنة بالنسبة إلينا إذا ما واجهناهم بقوة السلاح الدفاعي الخفيف والمتوسط».

أما في ما يتعلق بالوضع على الحدود التركية في الفترة الأخيرة، فيقول الضابط: «سبق لكتائب الأسد أن هاجمت تجمعات (الجيش السوري الحر) في منطقة بديتا، لكنهم لمسوا عدم قدرتهم على المواجهة فعادوا وتراجعوا، والوضع اليوم لا يزال على حاله». وعن المعلومات التي أشيعت مؤخرا عن تهديد النظام المنشقين بتسليم أنفسهم أو سيعمد إلى اجتياح حمص، أكد الضابط أن «هذه المعلومات ليست جديدة، فالتهديدات نفسها لا تزال منذ 9 أشهر، وكيف لهم أن يهددوا باجتياح حمص مرة ثانية وهي محاصرة والجيش الأسدي في مناطقها منذ أكثر من 7 أشهر».