السنيورة يخالف رغبة الحريري في إقامة مخيم للنازحين السوريين بلبنان

المرعب: وضع اللاجئين في مخيم ليس واردا على الإطلاق

TT

قال رئيس الحكومة الأسبق، النائب فؤاد السنيورة، إنه «ضد إيجاد المخيمات التي يتحدث البعض عنها من أجل النازحين السوريين، وهذا الموضوع غير مطروح بنظري، ولكن نحن ضد هذا الأمر». وأضاف: «إما إن هناك بعض الإخوان السوريين الذين يلجأون بسبب الأوضاع غير المستقرة؛ فهؤلاء من أبناء جلدتنا وهؤلاء عرب يلجأون إلى لبنان بشكل مؤقت، كما لجأ اللبنانيون في فترة سابقة إلى سوريا واضطروا لأن يلجأوا إليها».

ورأى السنيورة، في تصريح أمس خلال جولة قام بها على عدد من المرجعيات الروحية، أنه «علينا أن نكون حريصين على أوضاعهم إلى أن تستقر الأوضاع إن شاء الله في سوريا الشقيقة، وبالتالي يعود السوريون اللاجئون إلى وطنهم».

ويأتي موقف السنيورة، الذي يترأس كتلة تيار المستقبل النيابية، بعد موقف أعلن عنه في وقت سابق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر «تويتر»، إذ كشف عن نيته «إقامة مخيم للاجئين السوريين في الشمال، بعد عيد الأضحى»، وأوضح أنه «يحتاج إلى مساعدة الجميع، فاليد الواحدة لا تصفق، وعلى (14 آذار) أن تفعل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين، ويجب القيام بالمزيد من أجل هؤلاء اللاجئين، لكن هذه الحكومة منحازة ويجب أن نضغط عبر جمعيات المجتمع المدني».

وكانت مصادر في تيار المستقبل أبلغت «الشرق الأوسط» في وقت سابق أن «مساعي الحريري لإقامة مخيم للنازحين السوريين لم تتخط بعد إطار النوايا»، موضحة أن «الحكومة أبلغت المعنيين بالموضوع، من نواب عكار وغيرهم، بشكل شبه رسمي رفضها فكرة إنشاء أي مخيم للنازحين في أي منطقة كانت».

وأكد السنيورة أن «موقفنا كان ولا يزال أننا لطالما دافعنا عن استقلال لبنان وسيادته وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية، وما نرضاه لأنفسنا يجب أن نرضاه لغيرنا ولأشقائنا، وبالتالي عدم التدخل بالشؤون الداخلية لسوريا وهذا لا يعني عدم الاكتراث لما يجري»، معتبرا أن النازحين «مواطنون سوريون وعرب وبالتالي نحن نتعاطف معهم، ولكن ما نرضاه لسوريا هو ما يرضاه الشعب السوري لنفسه، وهو أدرى بشعابه».

وفيما اكتفت أوساط مقربة من السنيورة، بالإشارة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن رفض السنيورة إقامة مخيم للنازحين السوريين «يعبر عن موقف كتلة وتيار المستقبل ككل»، نافية تبلغها بأي موقف للرئيس الحريري بهذا الشأن، أكد النائب في كتلة المستقبل معين المرعبي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا يمكن لنا أن نقبل بوضع أهلنا السوريين ضمن مخيمات، نظرا لصلات القربة والمحبة والعلاقات العائلية التي تجمعنا بهم»، مشددا على أن «وضع أشقائنا السوريين في مخيم ليس واردا على الإطلاق، وإن كان لدينا مشكلة في إيواء النازحين السوريين مع بدء موسم الصقيع والشتاء».

وأشار إلى أن «طرح إنشاء مخيم ليس واردا من الناحية الإنسانية، لأنه لا يجوز أن نحمّل اللاجئ البرد والصقيع والظروف المناخية الصعبة، كما أن ذلك معيب بحقنا وبحق أشقائنا السوريين، كما أن من شأنه أن يسبب حرجا للحكومة اللبنانية أمام الحكومة السورية»، مذكرا أنه «لو راجعنا المحطات السابقة لوجدنا أن السوريين استقبلوا اللبنانيين النازحين في منازلهم وبيوتهم».

ورأى المرعبي أن «الأهم في الموضوع هو قدرتنا على الاستمرار في إيواء اللاجئين في منازل وشقق»، وقال: «في كثير من الأحيان يتم استئجار منازل لنازحين بمبادرات وتبرعات فردية لأشهر عدة»، لافتا في الوقت عينه إلى أن «حضور الدولة في هذا الإطار ليس كافيا، وغالبا ما يضطر الأشقاء السوريون للعودة مع أفراد عائلاتهم إلى سوريا بسبب عدم قدرتهم على دفع إيجارات المنازل وتحمل هذه التكاليف».

تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي تقدر فيه مصادر ميدانية وجود ما يقارب 7000 نازح سوري في لبنان، أحصت المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) في تقريرها الدوري الأخير، الصادر يوم الجمعة الماضي، ارتفاع عدد النازحين المسجل لديها من 3789 إلى 4272 نازحا.