النظام السوري ينظم انتخابات محلية على وقع حصار المدن وقصف المدنيين

ميرزا لـ «الشرق الأوسط»: تندرج في إطار عملية التزييف الكبرى.. والنظام أجبر البعض على المشاركة فيها

TT

على وقع قصف المدنيين، ومحاصرة المدن والأحياء، وإرهاب السكان، نظمت السلطات السورية أمس انتخابات بلدية، استعملتها للترويج لـ«البرنامج الإصلاحي» الذي «يقوده» الرئيس بشار الأسد، الذي ينفذ حملة عسكرية شرسة في البلاد لقمع الانتفاضة التي قامت ضد حكمه قبل 9 أشهر، وأسقطت حتى الآن ما يزيد على 4 آلاف قتيل.

وقاطعت قوى المعارضة السورية انتخابات المجالس المحلية التي أعدّها نظام الرئيس السوري بشار الأسد باعتبار أنّها تندرج في إطار «عملية التزييف الكبرى وعملية الدعاية لشراء المزيد من الوقت».

وكانت الهيئات الثورية المحلية أعلنت في وقت سابق مقاطعة هذه الانتخابات، بينما لم يجد المجلس الوطني السوري داعيا لتعميم بيان رسمي في هذا الشأن «لوعي الشعب السوري بكل مكوناته لحقيقتها ونتائجها المعروفة مسبقا». وقال عضو الأمانة العامة للمجلس وائل ميرزا، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نصدر أي شيء رسمي في هذا الإطار، كوننا نعلم تماما أن السوريين وبانتماءاتهم كافة يدركون تماما أن هذه الانتخابات كالتي سبقتها خلال الـ20 سنة الماضية، محسومة النتائج مسبقا، وتندرج في إطار عملية التزييف الكبرى وعملية الدعاية لشراء المزيد من الوقت».

وأشار ميرزا إلى أن «الاهتمام البارز الذي يوليه إعلام النظام بهذه الانتخابات التي لم يكن يتم التطرق إليها في ما مضى، يندرج في إطار سعي النظام لإظهار أنه يستجيب لمطالبنا بينما الحقيقة أن أفعاله هذه جزء لا يتجزأ من عملية التزييف الكبرى»، وأضاف: «القانون الذي تجري على أساسه هذه الانتخابات ككل القوانين التي أقرها النظام قائلا إنها قوانين إصلاحية، هي مفرغة من مضمونها، ونحن لن نجاري النظام بلعبة التفاصيل والنظر بالبنود لأن العملية ككل عملية ذر رماد بالعيون».

وأعرب ميرزا عن «أسفي للمشاهد المؤلمة التي بثّها التلفزيون السوري والتي تظهر عددا من المواطنين متجهمي الوجوه يتوجهون مكرهين إلى مراكز الاقتراع، بينما شعب تونس ومصر يصطفّ بالطوابير وبحرية كاملة للقيام بواجبه الديمقراطي بالمشاركة في الانتخابات».

وعلى مواقع المعارضة السورية على شبكة الإنترنت، تهافت الناشطون لإعلان مقاطعتهم التامة للانتخابات، وهم كتبوا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «لا تنسوا.. أحد أكبر مظاهر الإضراب مقاطعة مهزلة الانتخابات.. يقولون إن هناك انتخابات للمجالس المحلية.. لم نسمع بهذا، فنحن مشغولون بتشييع شهدائنا، وإغلاق محلاتنا، وثورتنا للحرية».

وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن أهالي مدينة اللاذقية «نزعوا صور المرشحين للانتخابات، التي ملأت الشوارع، وقد عمد بعض من توجهوا مرغمين إلى مراكز الاقتراع لشطب الورقة الانتخابية كاملة قبل وضعها في الصندوق». وفي منطقة عامودا في محافظة الحسكة خرج العشرات بمظاهرة لإعلان مقاطعتهم للانتخابات والتزامهم بإضراب الكرامة، رافعين اللافتات المنددة بنظام الأسد والداعية للالتزام بالإضراب.