مصر: تحذيرات من استخدام الشعارات الدينية في المرحلة الثانية

السلطات استبقتها بإجراءات أمنية بالتعاون بين الجيش والشرطة

عماد عبد الغفور زعيم حزب النور السلفي خلال مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية بشان الجدل حول تقدم الاسلاميين في الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

تبدأ اليوم الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المصرية التي تجرى على ثلاث مراحل، بعد أن انتهت المرحلة الأولى بفوز كبير للتيارات الإسلامية على حساب التحالفات والتكتلات الليبرالية واليسارية، التي تأمل في إحراز نتائج أفضل في هذه الجولة تمكنها من اعتلاء مرتبة متقدمة داخل المشهد السياسي في مصر بعد الثورة. وأتمت الجهات الرسمية المصرية استعداداتها أمس لبدء الجولة الثانية في تسع محافظات مصرية هي الجيزة والإسماعيلية والمنوفية والسويس وأسوان والبحيرة والشرقية وبني سويف وسوهاج، ويأمل العديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في مصر أن تخرج الجولة الثانية بالصورة نفسها التي كانت عليها الجولة الأولى من حيث إقبال الناخبين وسير العملية الانتخابية، بالإضافة إلى تعهدات اللجنة القضائية العليا للانتخابات بتلافي سلبيات المرحلة الأولى من الانتخابات من تأخر فتح بعض اللجان وعدم ملائمة بعض اللجان لعملية الاقتراع.

إلى ذلك؛ أتمت القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع قوات الشرطة استعدادها لتأمين العملية الانتخابية، حيث شهدت المحافظات التسع انتشارا كثيفا من قوات الشرطة والجيش بالقرب من المقار الانتخابية المختلفة. وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط»: «أصدر وزير الداخلية تعليمات مشددة باتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع حدوث أية تجاوزات أو عقبات كانت قد وقعت في المرحلة الأولى»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه تم شن حملات أمنية مكثفة بالتنسيق مع القوات المسلحة لضبط العناصر الخارجة عن القانون وحائزي الأسلحة النارية. وأكدت اللجنة العليا للانتخابات أنها أنهت كل الاستعدادات الإجرائية وأنها سلمت رؤساء اللجان أوراق التصويت لمنع حدوث أي تأخير في العملية التصويتية وحذرت اللجنة من اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من يستخدمون شعارات دينية تصل لشطب المرشح وإلقاء القبض على من يمارس أي شكل من أشكال الدعاية الانتخابية أمام المقار الانتخابية. وتواصلت في محافظات الجمهورية المختلفة الاستعدادات للانتخابات؛ ففي محافظة الإسماعيلية استمرت الأحزاب السياسية والعديد من المرشحين على مقاعد الفردي في حملاتهم الدعائية طوال أمس، وخالف المرشحون بمن فيهم أحزاب التيارات الإسلامية والليبرالية القانون واستمرت أعمال الدعاية الممثلة في جولات ميدانية ومسيرات بالسيارات ولقاءات جماهيرية في أغلب مناطق الإسماعيلية، خاصة داخل قرى مركزي الإسماعيلية والتل الكبير. وقال اللواء جمال إمبابى محافظ الإسماعيلية خلال اجتماع اللجنة العليا للانتخابات بالمحافظة إن المحافظة أنهت الاستعدادات الخاصة بانتخابات المرحلة الثانية وتأمين كل اللجان والمقار الانتخابية. وفي السويس، قال اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس إنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية بالمحافظة بدءا من فجر اليوم الأربعاء وحتى انتهاء عملية فرز الأصوات خلال فترة الانتخابات بالمحافظة، وقال إنه تم التنسيق بين قوات الجيش الثالث وقوات الشرطة لنشر قوات مشتركة أمام اللجان الانتخابية والشوارع المؤدية إليها.

وتأتي محافظة المنوفية أبرز المحافظات التي تظهر فيها حملات لمحاربة «فلول» الحزب الوطني (المنحل)، الذين يكثر وجودهم بها، كون المنوفية مسقط رأس العديد من قيادات الحزب السابقين على رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك، ومن قبله الرئيس أنور السادات مؤسس الحزب الوطني، وكذلك أميني التنظيم السابقين كمال الشاذلي وأحمد عز.