المجلس الوطني السوري يرى في مشروع روسيا بادرة تغيير في موقفها

القضماني: يأتي لقطع الطريق لأي قرار يعزل النظام

TT

اعتبرت بسمة القضماني، عضو المجلس الوطني السوري، أن مسودة المشرع الروسي المقدم لمجلس الأمن، «بادرة تغيير في الموقف الروسي الذي كان طوال العشرة أشهر الماضية متجاهلا لمطالب الشعب السوري وثورته، وبعدما شعر بأنه أصبح محرجا أمام الإدانة الدولية لما يحصل في سوريا، لكنها في الوقت عينه هي محاولة لقطع الطريق أمام أي محاولات أخرى لاتخاذ قرار من مجلس الأمن بما يتوافق مع الصيغة التي تراها روسيا مناسبة والتي ترتكز بشكل رئيسي على الحفاظ على مصالحها بالدرجة الأولى وعلى الاستقرار السوري بحسب مفهومها الخاص، بالدرجة الثانية، بعيدا عن أي قرارات قد تعزل النظام وتدينه».

وقالت لـ«الشرق الأوسط» «يساوي الطرح الروسي بين الطرفين، كأنه وضع النظام في مواجهة العدو، رغم أن العالم كله أصبح على يقين بأنه نظام قمعي وخسر شرعيته». وأضافت «مع العلم أن موقف روسيا لا يرتبط فقط بالأزمة السورية، بل هو استياء روسي من الغرب، ولا سيما أميركا، يدفع ثمنه الشعب السوري».

وأشارت القضماني إلى أن تضمين المشروع بند البدء بالتحقيقات في ما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان وحث النظام على وقف قمع الشعب الذي يمارس حريته في التظاهر، ساهم في ترحيب الدول الأعضاء في مجلس الأمن به، ولكنها أضافت: «لكن هذا الأمر لن يكون مفيدا إلا إذا كان خطوة أولى ضمن تحركات وخطوات أخرى تدين النظام في أقرب وقت ممكن لأن الشعب السوري لن ينتظر طويلا».

كما اعتبرت القضماني أن الترحيب الفرنسي والأميركي بالمشروع هو «موقف دبلوماسي يحتاج إلى نقاش طويل للوصول إلى قرار نهائي»، ورأت أن على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات عملية في القضية السورية كسحب السفراء وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وحظر تصدير الأسلحة.

وفي ما يتعلق بموضوع نشر المراقبين الذي تضمنه المشروع، اعتبرت القضماني أن «النظام لن يوافق على أمر كهذا، إذا طبق يجب أن يسبقه وقف للعنف، الأمر الذي سيشكل حافزا أكبر لنزول السوريين بالملايين إلى الشارع والمطالبة بإسقاط الأسد، وهذا ما يدركه النظام». وأضافت «لذا، المطلوب أن يتعامل النظام بحسن نية مع قرار كهذا وليس التحايل عليه».

من ناحيته، اعتبر رئيس المجلس الوطني برهان غليون أن «القرار الروسي في مجلس الأمن أمر جديد وتغير في الموقف الدولي ككل»، معتبرا أن «النقطة المهمة في الخطوة الروسية أن القرار أرسل إلى مجلس الأمن بعد أن كانت روسيا تعترض على إدخال مجلس الأمن في الملف السوري، وفيه إدانة للعنف المفرط وهذا شيء جديد بعدما كانوا يرددون أن هناك مؤامرة غربية وغيرها».