مسيرة حاشدة من تعز إلى صنعاء تطالب بمحاكمة صالح

استمرار المواجهات في زنجبار

متظاهرون يمنيون يخزنون القات أمس عند «ساحة الحرية» في مدينة تعز قبل المشاركة في مسيرة متجهة إلى صنعاء (رويترز)
TT

بدأ آلاف من المتظاهرين أمس مسيرة انطلقت من تعز بجنوب اليمن متوجهة إلى العاصمة صنعاء التي من المفترض أن يصلوها يوم الأحد المقبل، للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح، الذي ما زال يعتبر رئيسا شرفيا للبلاد رغم تسليم جميع سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي.

ويتجه المتظاهرون على الأقدام معربين عن رفضهم للحصانة التي منحت لصالح مقابل تنحيه عن السلطة بعد 33 عاما قضاها رئيسا للبلاد، وتمر بمحافظة إب بعد انطلاقها الثلاثاء الماضي من تعز التي تشهد احتجاجات حاشدة ضد النظام، وتبعد 270 كيلومترا جنوب غربي صنعاء.

وبدأت المسيرة بتقدم خمسين امرأة نحو خمسة آلاف محتج في تعز، انضم إليهم الآلاف من الشباب بطول المسيرة، حسبما أوضحت مصادر اتحاد شباب الثورة اليمنية. ويتوقع المنظمون أن يصل حجم المشاركين في المسيرة إلى 50 ألفا مع ترقب وصولها صنعاء الأحد المقبل.

ويتمسك المحتجون بضرورة محاكمة صالح والمقربين منه لمحاسبتهم على أعمال القمع التي شهدتها الحركة الاحتجاجية مما أدى إلى مئات القتلى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. كما يسعى المتظاهرون إلى الضغط على حكومة الوفاق الوطني التي شكلت مؤخرا لتحقيق مطالبهم وإجراء تحقيق في أعمال القمع.

ويطالب المحتجون بمحاكمة صالح رغم التوقيع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) على اتفاق للخروج من الأزمة بمبادرة خليجية على أساس ترك صالح الرئاسة بالكامل في فبراير (شباط) المقبل، والذي يتهمه المعارضون بالفساد والمحسوبية، مقابل منحه هو والمقربين منه حصانة تحول دون مقاضاتهم.

وتتواصل الاحتجاجات ضد صالح في وقت تستمر فيه المواجهات العسكرية بين فصائل متفرقة في مناطق عدة في اليمن. وتواصلت المعارك بين الجيش اليمني ومقاتلين تدعي السلطات اليمنية أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة في محيط مدينة زنجبار جنوب اليمن، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود، وفق ما أفاد مصدر عسكري يمني أمس. ودارت المعارك الليلية في ثلاثة أحياء من مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، الواقعة منذ مايو (أيار) تحت سيطرة مجموعة «أنصار الشريعة» الموالية لتنظيم القاعدة، وأسفرت عن سقوط نحو عشرين جريحا عسكريا إضافة إلى القتلى. وأكد مسؤول محلي من جانبه أن نحو عشرة مقاتلين متشددين قضوا في هذه المعارك التي تواصلت لليلة الثالثة على التوالي.

إلى ذلك، قتل الضابط في جهاز الاستخبارات محمد صالح الطاووس برصاص رجلين كانا يستقلان دراجة نارية في الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب اليمن، على ما أفاد مصدر أمني، متهما «القاعدة» بالوقوف وراء الهجوم.