عبد الله تركماني: متيقنون من أن الأسد سيتلاعب على البروتوكول العربي

عضو المجلس الوطني السوري: عزلة النظام قد تدفعه إلى خيار شمشون ونؤمن بأنه سيتفكك

عبد الله تركماني
TT

عبر عبد الله تركماني عضو المجلس الوطني السوري عن يقينه من أن نظام الأسد سيتلاعب على البروتوكول العربي، وأن نجاح الورقة العربية شبه مستبعد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المعارضة السورية تطلب تدخل المجتمع الدولي في سوريا عبر مؤسساته المدنية ومنظماته الإنسانية، وإنه إذا ما تم تدخل عسكري خارجي يوما ما واستخدمت القوة فإن سلوكيات النظام هي التي ستكون مسؤولة عن هذا الأمر.

وقال تركماني إن نهاية الأسد محققة وإنه يرى سيناريوهات مختلفة لها، واستبعد الباحث السوري في الشؤون الاستراتيجية صعوبة أن يقع التغيير من داخل النظام، لكنه رجح أن الخناق الذي تضربه الثورة السورية حول الأسد سيؤدي إلى تفكك النظام وسيصنع مرحلة انتقالية في سوريا نحو نظام جديد.

وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أعرب الناشط السوري المقيم في تونس عن تخوفاته من السيناريوهات السلبية وقال: «وهذا ما لا نتمناه وهو الحرب الأهلية واللعب على المسألة الطائفية والتي ستكون مدمرة».

وبين المعارض السوري أنه يتفهم مسألة جيش سوريا الحرة، وأنه لا مشكلة في تكون الجيش الوطني السوري المتكون من عناصر الجيش المنشقة وأن وجوده لا يعني تشجيعهم على أن تتحول الثورة إلى مسلحة، بل يحرصون على تواصل الثورة السورية بشكلها السلمي.

وعن الموقف التركي من سوريا قال تركماني «الإخوة الأتراك رغم انزعاجهم من الوضع السوري واحتضانهم اللاجئين، لكن لهم حساباتهم خاصة بالنسبة للتركيبة الإثنية في تركيا، فإذا تدخلوا عسكريا في سوريا سيسبب حراكا كرديا وكذلك المسألة العلوية ولكن يمكن أن يتدخلوا أو يكونوا رأس حربة خاصة إذا كان التدخل تحت مظلة عربية». وأضاف «حتى علاقاتهم مع إيران يضعونها في حساباتهم فإيران لن ترضى على الإطلاق بتدخل». وعن العلاقات التركية الإيرانية قال الباحث إن هناك «تعاونا وتنافسا لم يصل بعد لصراع».

وحول علاقة إيران بسوريا بين تركماني أنهما في تحالف استراتيجي منذ عهد حافظ مستمر إلى الآن واستدرك «ولكن الإيرانيين بشكل عام كلما أحسوا بأوراق النظام تضعف يفكرون ببديل. وتم لقاء رسمي مع سوريين معارضين في السفارة الإيرانية في باريس، وإيران بغض النظر من موقفها كدولة تبحث عن مصالحها لا يمكن أن تبقي بيضها في سلة النظام السوري إلى الأبد، وهي أيضا تسعى لأن تربط خيوطا من خلال مثل هذه اللقاءات بتنسيق محادثات عبر إيران لتكون وسيطا لها مع المعارضة».

وعبر المعارض السوري عن يقينه من أن سوريا المستقبل لن تكون كما سوريا الماضي، وقال: «نتمنى الانتقال الديمقراطي وتحقيق المساواة بين العرب والأكراد والعلويين والدروز حقوقا وواجبات». وأضاف: «نحن نحرص أن تكون سوريا المستقبل دولة الأحرار ومركز استقرار وأمن في الشرق الأوسط وتمد يدها لإخوانها وتلتزم بتعهداتها الدولية وأن لا تكون عنصر توتير في الشرق الأوسط».

وعن أهم الاتفاقات التي حققها مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في تونس الأسبوع الماضي قال تركماني لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في تونس «أولا توسع عدد أعضاء المجلس لـ250 عضوا بعد أن كانوا 150، وفتحت آفاق لزيادات تقدر بـ25%، كما تم الاتفاق على زيادة عدد النساء، فالمرأة السورية مشاركتها كبيرة ولها دور كبير في الحراك الشعبي والتنسيقيات، كذلك دار لغط كبير حول الجيش الوطني الحر، واتفقنا أنه ظاهرة طبيعية رغم تمسكنا بسلمية الثورة ورأينا أن وجودهم لا يحرف الثورة عن سلميتها هم رفضوا أوامر إطلاق النار على شعبهم وقرر المجلس التنسيق مع الجيش الحر. وطرح علينا موضوع كيفيات البحث عما يساعد المدنيين، وإعلان بيان مؤتمرنا تزامن مع بروتوكول الجامعة العربية واعتبرنا إمضاءه خدعة». وأضاف: «لسنا متخوفين من تدخل المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة ونحن مع التدخل المكثف بمنظماته الإنسانية لحماية المدنيين السوريين وسحب الدبابات والشبيحة والمسلحين والسماح بالتظاهر السلمي لتظهر حقيقة النظام السوري وفرض التغيير الديمقراطي».

وقال أيضا إن السمة الرئيسية هي البحث عن كل الكفاءات السورية بغض النظر هي من خارج أو من داخل المجلس. وعن مستقبل الثورة قال تركماني «في الحقيقة نحن المهتمين بالشأن العام نعرف بنية النظام، ونحن كنا نقدر أن شعبنا لا بد أن يثور وكنا على يقين أن البنية الأمنية للنظام السوري ستؤدي إلى خسائر، وبما أن شعبنا حطم جدار الخوف فلا يمكن لنا التراجع، ونحن نعتقد أن الخطة البيانية لموازين القوى هي لصالح ثورتنا، والنظام يعيش عزلة حتى قاعدته الاجتماعية تتقلص. هذه العزلة قد تدفعه إلى خيار شمشون ونحن نؤمن بأنه سيتفكك وأن قوى مؤتلفة معه ستتركه».