وزير الداخلية اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: لا معلومات رسمية عن وجود «القاعدة» في لبنان

بعد إعلان السلطات السورية تلقيها معلومات من لبنان عن تسلل عناصر التنظيم إلى سوريا

مظاهرة في الجرذي بدير الزور أمس (أوغاريت)
TT

يسود الترقب والحذر الساحة اللبنانية، في ظل الوضع المتفجر في سوريا والتخوف من انعكاس ذلك على لبنان، لا سيما بعد التطور الدرامي المتمثل بالتفجيرين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق، واللذين جاءا بعد ساعات قليلة على إعلان السلطات السورية تبلغها من الحكومة اللبنانية تسلل عناصر من تنظيم القاعدة من لبنان وتحديدا من بلدة عرسال البقاعية إلى الأراضي السورية. ورغم نفي مراجع أمنية لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات، فإن هذا النفي لم يحجب القلق المتزايد مما إذا كان ضخ مثل هذه الروايات مؤشرا إلى أي تطور أمني مرتقب.

وأوضح وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، أنه «لا معلومات رسمية عن وجود عناصر لـ(القاعدة) في لبنان، لكن تبلغنا من وزير الدفاع خلال جلسة مجلس الوزراء بوجود مثل هؤلاء العناصر في منطقة عرسال». وقال شربل لـ«الشرق الأوسط»: «إن وزير الدفاع تحدث عن معلومات توفرت له وليس عن ضبط عناصر من (القاعدة)، لا سيما أن المناطق الحدودية تقع تحت سلطة الجيش، ولا أدري إن كانت هذه المعلومات نتيجة تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري». وردا على سؤال عما إذا كان يتخوف من انعكاس الوضع الأمني المضطرب في سوريا على لبنان، خصوصا بعد الانفجارين في دمشق، لفت إلى أنه «سواء كانت هناك انفجارات في سوريا أم لم تكن، فهي لن تنعكس على لبنان إذا بقي اللبنانيون سواء في الموالاة أم في المعارضة ملتزمين بوحدتهم وبالحرص على بلدهم، وعلينا أن نتحسب لدخول فريق ثالث على الخط متضرر من الاستقرار الأمني». وأكد أن «الفترة الانتقالية التي نمر بها مريحة جدا، والدليل على ذلك توافد المغتربين والأجانب والأشقاء العرب إلى لبنان بأعداد هائلة في عطلة الأعياد، والحجوزات الكبيرة في الفنادق والمؤسسات السياحية». وأضاف وزير الداخلية «ثقتنا كبيرة بوعي اللبنانيين أولا وبأجهزتنا الأمنية ثانيا، ويجب ألا نتأثر بما يحصل في سوريا سواء تغير النظام السوري أم بقي، فعلاقتنا مع الأشقاء السوريين قوية ويجب أن تبقى قوية ومتينة أيا كان النظام، بحكم روابط التاريخ والجغرافيا والقربى والمصالح المشتركة، ومن مصلحتنا أن نبقى على الحياد وأن نترك للشعب السوري أن يقرر مصيره لأنه الأدرى بمصلحته». وطمأن شربل بأن «الوضع الأمني في لبنان مريح وممتاز، ونحمل مفاجأة لكل اللبنانيين ستعلن بين العيدين (الميلاد ورأس السنة) وهي ستريحهم وتتعلق بإلقاء القبض على عصابات للسطو والسرقة، ولكن ننتظر القبض على باقي العصابات لنعلن التفاصيل في اليومين المقبلين».

إلى ذلك، نفى مرجع أمني لبناني رفيع هذه المعلومات، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا وجود لخلايا (القاعدة) في لبنان ولا صحة لما يحكى عن تسلل إرهابيين من لبنان إلى سوريا». وأسف لكون «الزمن توقف عند البعض منذ عشر سنوات». وقال «إذا ذهب المريض إلى الطبيب ولم يخبره بحقيقة مرضه فإن الطبيب لن يتمكن من إعطائه الدواء الذي يشفيه من المرض، هذا هو حال أصحاب هذه الاختراعات الذين يعرفون مكمن دائهم ويمتنعون عن أخذ العلاج». ورأى المرجع أنه «إذا كان الغرض من المعلومات المفبركة عن تسلل عناصر (القاعدة) من عرسال، هو إرباك هذه البلدة أو التحضير لشن هجوم عليها، فإن ذاك الزمن ولى بغير رجعة، وعلى من يفكر بمثل هذا الخيار أن يعيد حساباته جيدا».

بدوره، لفت عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح إلى أن «قول وزير الدفاع فايز غصن إن عناصر من (القاعدة) تتسلل من لبنان إلى سوريا، وليس العكس، ربما هو اختلاط في الأمر عليه عندما طُلب منه أن يدلي بهذا التصريح»، لافتا إلى أن «بعض الوزراء يحاولون توريط لبنان في الأزمة السورية، التي قد يكون لها تداعيات خطيرة على الوضع اللبناني». وقال «عرسال ليست ممرا لـ(القاعدة)، وليس لنا تاريخ في احتضان الأصوليات بل إن النظام السوري كان يرعى هذه الأصوليات، ونحن لا ننسى كيف صدر (فتح الإسلام) إلى مخيم (نهر البارد)، وإرسال (القاعدة) إلى العراق»، مشددا على «الترابط بين حديث وزير الدفاع فايز غصن وتفجيرات سوريا، لا سيما أن التحاليل العسكرية والتحقيقات تقول إن النظام هو من قام بالتفجيرات في دمشق، وكان الأفضل ألا يتورط وزير الدفاع اللبناني بالتصريح الذي أدلى به».