موسكو تنفي استقبال الشرع سرا باعتباره «خليفة» للأسد

صحيفة إسرائيلية كشفت عن الزيارة والإعداد لتوليه الرئاسة لمرحلة انتقالية

فاروق الشرع
TT

نفت المصادر الرسمية الروسية ما تردد من أنباء حول أن فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، زار موسكو سرا، وأن موسكو تنوي التركيز عليه خلفا للرئيس السوري بشار الأسد في حال إرغام الأخير على الرحيل.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيانها الذي أصدرته أمس: «إن عددا من وسائل الإعلام الأجنبية أشار إلى قيام فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، بزيارة سرية إلى موسكو، وإن هناك من يحاول الربط بين مثل هذه الأخبار ومختلف التوقعات حول ما قد تتخذه روسيا من خطوات بشأن الموضوع السوري». وإذ أكدت الخارجية الروسية عدم صحة هذه الأنباء وأن الشرع لم يزُر موسكو قالت إن لعبة الدبلوماسية السرية لا تتناسب مع نهج موسكو، وإن ما تجريه من اتصالات مع القيادة السورية سواء في موسكو أو دمشق أو أي من عواصم العالم معروفة جيدا.

لكن ما تقوله موسكو في هذا الشأن لا يتسم بقدر كبير من الدقة؛ حيث سبق أن أنكرت عددا من الزيارات السرية التي قام بها كل من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لروسيا ولم تعترف بها إلا بعد أن كشف عنها الجانب الإسرائيلي، وهو ما علق عليه الرئيس ديمتري ميدفيديف في حينه بقوله إن الجانب الإسرائيلي طلب من موسكو عدم الكشف عن هذه الزيارات ثم عاد وكشف عنها بنفسه، وهو ما يثير الدهشة، على حد قوله آنذاك.

كانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد كشفت، أول من أمس، عن زيارة سرية قام بها الشرع في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي؛ حيث التقى وزير الخارجية لافروف ومسؤولين آخرين بحث معهم إمكانية أن يحل محل الأسد في الرئاسة لفترة انتقالية في الوقت الذي يغادر فيه الأسد مع عائلته إلى موسكو التي يمكن أن تمنحه حق اللجوء السياسي. وقد جاء ذلك بعد إعلان كيم كوشيف، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية التضامن والتعاون مع شعوب آسيا وأفريقيا، عن نبأ زيارة الشرع ومشاركة المنظمة في تنظيم الزيارة، وهي التي طالما أجرت موسكو من خلالها الاتصالات غير الرسمية مع ممثلي المعارضة في الكثير من البلدان العربية مثل ليبيا وسوريا والسودان، فضلا عن إعلان ممثل الكرملين، حسبما نشر موقع قناة «روسيا اليوم»، حول أن «موسكو تنتظر الشرع لإجراء حديث جدي معه».

من جانبه، أعلن لافروف، وزير الخارجية، أمس، في تصريحات أدلى بها إلى وكالة أنباء «إنترفاكس»، ترحيب موسكو بتوقيع دمشق على بروتوكول إرسال مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، مشيرا إلى مشروع القرار الذي قدمته موسكو إلى مجلس الأمن والذي يستهدف أيضا حماية سكان سوريا واستعادة الاستقرار إلى جانب المساهمة في وقف العنف وبدء حوار وطني واسع النطاق. كان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسية، قد أعلن في حديثه إلى قناة «روسيا اليوم»، الناطقة بالإنجليزية، أن لديه معلومات موثوقا بها تؤكد وجود أناس مسلحين غير مسالمين يتلقون الدعم من الخارج بين صفوف المعارضة السورية، وإن أشار إلى أنه لا يريد الوقوف إلى أي جانب من أطراف الأزمة السورية. وإذ قال إن نقطة اللاعودة لم تحِن بعد، أكد ريابكوف ضرورة الحوار وأهمية دعم وساطة الجامعة العربية بعيدا عن الحاجة إلى فرض أي عقوبات في الوقت الحاضر، على حد قوله.

كانت تقارير، لم يتم التأكد من صحتها، قد تحدثت عن خلاف بين الشرع والأسد ظهر جليا باختفاء الأول عن المسرح السياسي لفترة غير قصيرة، بينما قالت تقارير أخرى إن الشرع تعرض لإطلاق نار من قبل ماهر الأسد داخل القصر الرئاسي عندما نشب نزاع بينهما على خلفية أعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية ضد المتظاهرين.