استنفار أمني شديد يشل الحركة وسط دمشق على خلفية دعوة للاعتصام

نشطاء سوريون: المدرعات الحكومية ما زالت موجودة داخل المدن

صورة من موقع للمعارضة للحظة وصول لجنة المراقبين إلى حماه أمس
TT

شهدت العاصمة السورية دمشق أمس استنفارا أمنيا كبيرا على خلفية الدعوة التي تداولها ناشطون عبر موقع «فيس بوك» للاعتصام في ساحة السبع بحرات وسط مدينة دمشق، والتي تعد من أكثر الساحات حيوية ونشاطا لوقوعها في الوسط التجاري، إضافة لقربها من مجلس الشعب.. فيما قال نشطاء سوريون إن قوات الأمن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سوريا في حالة تأهب للتعامل مع المحتجين، حتى بعد أن أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات.

وتداول الناشطون دعوة للاعتصام عند الساعة الثانية والنصف من يوم أمس الأربعاء، جاء فيها أن لجنة المراقبين العرب سيوجدون في الساحة في الموعد المحدد للاعتصام لتأمين الحماية لبدايته. وأكد ناشطون أن هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الوطني تبنيا الدعوة، وأنه تم «تجهيز كل مستلزمات استمرار الاعتصام». كما تمت دعوة عدد من السفراء الغربيين للحضور وإخطار رئيسة لجنة حقوق الإنسان في الجامعة العربية.

وبينما تردد عدد من الناشطين في الوثوق في مصدر الدعوة، سارع مؤيدو النظام بالدعوة إلى مسيرة مضادة في ساحة السبع بحرات.. فيما قامت قوات الأمن بإغلاق كل الطرق المؤدية للساحة، مع نشر كثيف لرجال الأمن والشبيحة في محيط الساحة وفي الشوارع المحيطة، مما أدى إلى ازدحام كافة الطرق في المنطقة.

وبينما قالت وكالة الأنباء السورية إن «الجماهير احتشدت في ساحة السبع بحرات لإعلان التأييد لبرنامج الإصلاح»، أوضح ناشط وصل إلى الساحة أن «مراقبي الجامعة العربية ذهبوا إلى الساحة، وقبل الوصول إليها هاجمت سياراتهم مجموعة من المؤيدين وحاولوا تكسيرها بالعصي، وأن قوات الأمن تدخلت لإبعادهم وإفساح المجال لمرور سياراتهم».

وكانت السلطات السورية وفي خطوة احترازية منعت صباح أمس وسائل النقل العامة القادمة من ريف دمشق من دخول المدينة، خشية أن تقل متظاهرين إلى الساحة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن «قوات الأمن قامت بتفتيش دقيق للسيارات، حيث يحمل عناصر الأمن أجهزة لكشف المتفجرات».

من جانب آخر وفي سياق تطورات الأوضاع الميدانية، أعلن ما يسمى «لواء الضباط الأحرار»، في مدينة الصنمين التابعة لمحافظة درعا، عن «انشقاق مجموعة من الجنود عن الفرقة التاسعة في الجيش السوري، وأنه تمت ملاحقتهم من قبل قوات الأمن والشبيحة وإطلاق النار عليهم، دون أن يسفر ذلك عن إصابة أي منهم».

وفي ريف دمشق، قالت مصادر محلية إن قوات الجيش مصحوبة بعشرات المدرعات والمركبات الأمنية اقتحمت مدينة داريا وانتشرت في معظم شوارعها، كما تم نشر قناصة فوق أسطح بعض الأبنية السكنية، وجرت محاولة لإجبار الناس هناك على فك الإضراب وفتح محلاتهم بالقوة، وجرت حملة اعتقالات واسعة، وذلك بعد قطع التيار الكهربائي عن المدينة.

وفيما واصل المراقبون العرب جولتهم في المناطق السورية، أعلن ناشطون سوريون عن سقوط نحو 20 قتيلا برصاص قوات الأمن معظمهم في حمص. حيث واصل وفد من المراقبين زيارته يوم أمس لعدد من أحياء حمص، وزاروا بابا عمرو والسجن المركزي، كما زاروا في ريف دمشق مدينة حرستا، ومدينة داعل في درعا.

وكانت فرق بعثة الجامعة العربية زارت يوم الثلاثاء حي بابا عمرو والرستن في حمص، وحي السبيل في درعا، كما زارت مدن حارم وسلقين وأرمناز وكفر تخاريم بمحافظة إدلب، ومدينة داريا بريف دمشق.

إلى ذلك، قالت جماعات معارضة في مدن أدلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب، إن الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مصفحة زرقاء اللون قائلا إنها تابعة للشرطة، وفي حالة تأهب للتعامل مع المحتجين حتى بعد أن أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات.