سعود الفيصل: السعودية تشعر بـ«الإحباط والغضب» وفشل بوش في وضع ثقله وراء التسوية يجعل العاقل يفقد صوابه

اعتبر أن الرئيس الأميركي لن يكون «وسيطا أمينا» إذا لم يلتق عرفات

TT

قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ان حكومته تشعر «بالاحباط والغضب» من فشل ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في اطلاق مبادرة سلمية جديدة تعهدت بها في الشرق الأوسط. واضاف ان الرئيس بوش لا يمكن ان يصبح «وسيطا نزيها» في عملية السلام في الشرق الأوسط ما لم يوافق على الالتقاء بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، علما بأن البيت الابيض، اعلن اول من امس ان بوش لن يتلقى عرفات لدى حضورهما افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة هذا الاسبوع.

وقال الامير سعود الفيصل في مقابلة صحافية اجريت معه في واشنطن قبل ان يتوجه الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة، ان فشل الرئيس بوش في وضع ثقله وراء التوصل الى تسوية سلمية نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين «يجعل العاقل يفقد صوابه».

واوضح ان «الامر المحزن هو ان المطلوب لتحقيق السلام شيء بسيط للغاية». واضاف ان على بوش ان يؤكد وضعه كـ«وسيط امين، ولا يمكنه ان يصبح وسيطا نزيها بمجرد الاجتماع بطرف واحد»، علما بأن بوش لم يلتق عرفات قط.

في الوقت ذاته اوضح الامير سعود الفيصل ان السعودية تؤيد الحملة ضد الارهاب.

الجدير بالذكر ان رفض بوش القيام بدور فاعل في انهاء العنف في اسرائيل والاراضي المحتلة والتوسط في اتفاقية سلام اشعر اقرب حلفاء الولايات المتحدة بالاحباط.

وكان الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي قد حذر، في اغسطس (اب) الماضي، الرئيس بوش في خطاب، ان فشل الولايات المتحدة الواضح في انهاء العنف الفلسطيني ـ الاسرائيلي وضع المنطقة في موقف صعب ويمكن ان يضر بالعلاقات بين الطرفين. وذكر مسؤولون سعوديون ان الرئيس بوش رد على رسالة الامير عبد الله قائلا انه سيعمل من اجل قيام دولة فلسطينية والتوصل الى قرار بخصوص وضع القدس.

وكان من المتوقع، قبل احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، ان يلتقي بوش بعرفات خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، الا ان عددا من كبار المسؤولين في الادارة الاميركية يشعرون الان بالقلق من ان تراجع بوش سيحرج عرفات ويدفعه الى مقاطعة اجتماعات الجمعية العامة، وهو الامر الذي سيبعده اكثر عن الولايات المتحدة.

وتجدر الاشارة الى ان بوش لم يدع عرفات للبيت الابيض على الاطلاق. وقد ذكر عدد من كبار المسؤولين السعوديين في اجتماعات في واشنطن الاسبوع الماضي لنظرائهم الاميركيين، انه في الوقت الذي ربما لا توجد فيه علاقة بين القضية الفلسطينية والحرب ضد «القاعدة»، فإن دورا اكثر فاعلية للولايات المتحدة في عملية السلام سيدعم مصداقيتها في انحاء العالم العربي.

وفي تعليق على تصريحات الامير سعود الفيصل قال المتحدث باسم البيت الابيض لاري فلايشر امس، قبل اجتماع الرئيس مع الامير سعود: ان الرئيس بوش يتطلع الى الاجتماع مع الامير سعود والاستماع منه الى اي افكار، وستكون لهما مناقشات حول الشرق الاوسط، وسيستمع الى الرسالة من الامير سعود الفيصل.

وشدد فلايشر على القول: «ان الرئيس مرتاح الى التعاون مع السعودية».

من جهة ثانية اشار وزير الخارجية كولن باول في تعليق له على الموضوع في مقابلة مع «سي. ان. ان» الى الاحداث في الشرق الأوسط بأنها «تبعث على الشعور بالخيبة بطريقة او بأخرى كل يوم. ولكنه (الامير سعود) يعرف اننا ملتزمون بشكل تام بمحاولة التحرك قدما بعملية السلام».

واشار الوزير باول الى عدد من الاجتماعات التي سيعقدها (اليوم وغدا) في نيويورك مع عدد من قادة العالم، وقال ان بلاده ملتزمة بالعمل لتنفيذ خطة ميتشل.

واكد باول ان الرئيس ملتزم تماما بان يبقى معنيا ومشاركا بشكل فعال في عملية السلام واجراءات بناء الثقة، والعودة الى المفاوضات على اساس القرارين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام. وكرر التأكيد على ان الادارة ملتزمة وستظل ملتزمة رغم الشعور بالخيبة والانتكاسات التي تشهدها من فترة لفترة.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»