داود أوغلو يحذر من «حرب باردة طائفية» في المنطقة

بحث في طهران «الملفات الساخنة».. وأنقرة ترى أن إجراءات المالكي قد تدفع نحو الهاوية

TT

حذر وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو امس من«حرب باردة طائفية» في المنطقة قبيل توجهه إلى طهران أمس. وأضاف أوغلو في تصريحات لوكالة «أنباء الأناضول» التركية أوردتها وكالة «رويترز»: «دعوني أقل صراحة إن هناك البعض ممن يريد أن يشعل حربا باردة إقليمية». وتابع: «نحن مصممون على منع حرب باردة إقليمية. إن التوترات الطائفية الإقليمية ستكون بمثابة انتحار للمنطقة برمتها»، مضيفا أن «تداعيات حرب كهذه ستستمر عقودا».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده «ضد كل الاستقطابات بمعناها السياسي بين إيران والعرب وبمعنى تشكيل محور. هذا سيكون من الرسائل المهمة التي سأنقلها إلى طهران». وأضاف موضحا «تركيا تقف بقوة ضد التوترات الشيعية - السنية الإقليمية». وفيما حرصت إيران خلال زيارة الوزير التركي الى طهران امس على التركيز على الملف السوري باعتباره مؤشرا على تقدم أو تراجع العلاقات، كانت الدبلوماسية التركية تنظر إلى همين أساسيين، هما تطورات الملف النووي الإيراني والوضع العراقي، حيث يتصادم حليفا البلدين في العراق «بشكل قد يدفع الأمور نحو الهاوية»، كما قال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وقال مسؤول تركي بارز لـ«الشرق الاوسط» «إن من حق إيران أن تطلب منا تعديل الموقف من الوضع في سوريا، لكن في المقابل من حقنا أن نطلب منها الشيء نفسه في ظل الدور الإيراني في دعم النظام»، مشيرا إلى أن موقف تركيا في الأزمة السورية «مبدئي» ويتعلق برفض هدر الدم السوري كما يجري يوميا.

وقالت مصادر في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن المحادثات تركزت في طهران على موضوعين أساسيين، هما الملف النووي الإيراني والوضع في العراق. وأشارت المصادر إلى أن تركيا ترى إمكانية لتجنب العقوبات الدولية المتزايدة على طهران، وأنها حثت إيران على إبداء مرونة أكبر في التعاطي مع هذا الملف. أما في الملف العراقي، فقد أشارت المصادر إلى أن داود أوغلو عرض على المسؤولين الإيرانيين ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية، وتجنب كل ما يصدعها، واضعا الإجراءات القضائية التي أطلقتها الحكومة العراقية بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي في إطار «التصرفات التي لا تخدم الوحدة»، منبها إلى ضرورة تدارك تدهور الوضع العراقي.

وكان رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي استبق داود أوغلو إلى إيران بالقول إن هذه الزيارة تمثل «فرصة جيدة للجهاز الدبلوماسي لدى البلدين للتفاوض بشأن آليات إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة». وقال «إذا عدلت تركيا سياساتها السابقة تجاه سوريا وتقبلت الحقائق الموجودة في الساحة السورية، نظرا لاستقرار سوريا وضرورة حفظ الأمن في هذه المنطقة، واعترفت بسوريا كحلقة في سلسلة الأمن والاستقرار في المنطقة، فستتوافر الأرضيات اللازمة للدبلوماسية المشتركة بين إيران وتركيا بشأن القضية السورية».

وانتقد المواقف التركية حيال التطورات على الساحة السورية، وقال إن المسؤولين الأتراك كانوا يتحركون لفترة طويلة خارج إطار إرساء الاستقرار في المنطقة، و«طبعا لم يحققوا النتيجة المرجوة، حيث وقعت سوريا الاتفاق مع الجامعة العربية، وبالتالي لم تكن هذه السياسات في مصلحة تركيا في المنطقة».

إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز أن بلاده ستواصل استيراد النفط الخام الإيراني رغم فرض الولايات المتحدة عقوبات موسعة تشمل حظر تصدير نفط إيران إلى الخارج. وردا على سؤال بشأن عقوبات أميركية على طهران، قال يلديز «إن إيران إحدى الدول التي تستورد منها تركيا النفط الخام وستواصل ذلك في الوقت الحالي»، مشيرا إلى أن تركيا «لم تتلق أي معلومات بعد عن توسيع نطاق العقوبات الدولية المفروضة على طهران». وأوضح أن شركة المصافي النفطية التركية (توبراش) المملوكة للدولة «تشتري كميات كبيرة من النفط الخام من إيران»، مؤكدا أن العلاقات التجارية بين البلدين «سوف تستمر إلى أن يحدث تطور جديد يغير من هذا الاتجاه».