دمشق تتحرك ضد نظام الأسد الذي واجهها بالقمع

طلاب يتظاهرون في المدينة وقوات الأمن تعتقل العشرات

TT

خرجت مظاهرة في وسط العاصمة دمشق في منطقة البرامكة مساء أمس (الخميس) وقوبلت بهجوم عنيف من قبل قوات الأمن والشبيحة بالعصي الكهربائية مع إطلاق نار وأنباء عن اعتقالات وإصابات بين المتظاهرين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الأمن السورية فرقت بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم واعتدت بالضرب المبرح عليهم». وأضاف المرصد أن قوات الأمن «اعتقلت ما بين 30 إلى 40 من الشباب». وتقع منطقة البرامكة قرب عدد من الكليات التابعة لجامعة دمشق.

وكان لافتا يوم أمس في مدينة دمشق، التي قطعت أوصالها الحواجز الأمنية، نشوب حريق في مبنيين حكوميين؛ الأول في مبنى الأمانة السورية في حي المزة فيلات شرقية، وتمت السيطرة على الحريق دون إصابات بشرية، والثاني في مبنى دائرة النفوس في باب الجابية وسط دمشق، الذي يحوي سجلات ونفوس مناطق دمشق القديمة وخاصة الشاغور والقنوات مع تأصيل لكل العائلات الدمشقية، كما يوجد في البناء ذاته أيضا دائرة الصحة والتموين. وقيل إن الحريقين كانا بسبب ماس كهربائي.

وكانت مدينة دمشق، قد شهدت تفجيرات كثيرة تزامنت مع خروج مظاهرات معارضة للنظام الحاكم، حيث سقط أكثر من 40 قتيلا وأكثر من 150 جريحا منذ أسبوعين تقريبا نتيجة انفجار كبير وقع في منطقة كفر سوسة قرب مقر المخابرات العامة. وفي يوم الجمعة الماضي، الذي أطلقت عليه المعارضة اسم «التدويل مطلبنا»، شهد حي الميدان الدمشقي، انفجارا راح ضحيته 26 قتيلا و63 جريحا.

وفي الوقت الذي يتهم فيه النظام السوري، تنظيم القاعدة، بتنفيذ الانفجارين. ترى المعارضة السورية، أن «نظام بشار الأسد يخطط وينفذ هذه الانفجارات الدموية، عبر أجهزته الأمنية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، ليربك مهمة المراقبين العرب، ويخلق حالة من الالتباس لدى الرأي العام العربي والعالمي، فيغطي على جرائمه بحق المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية».

ويرى حازم (اسم مستعار)، وهو أحد الناشطين في مظاهرات مدينة دمشق، «أن النظام السوري يفضح نفسه، حين يقوم بالتفجير يوم الجمعة، اليوم الذي يخرج فيه الناس للتظاهر ضده». ويتساءل الناشط المعارض «لماذا تستهدف الانفجارات أكثر الأحياء معارضة للنظام الحاكم، كفر سوسة، الميدان» ويتابع: «بشار الأسد يريد إخافتنا وترهيبنا ومنعنا من التظاهر، لكن مدينة دمشق لن تخضع للقمع وسنرى أحياء جديدة تنتفض ضد نظام القتل، رغم الحصار الأمني الشديد الذي تعاني منه شوارع العاصمة السورية».

وتعد الأحياء التي استهدفتها التفجيرات في الفترة الماضية، من أكثر بؤر التظاهر نشاطا ضد نظام بشار الأسد في العاصمة السورية دمشق، حيث انضم أهالي حي الميدان العريق إلى الثورة السورية منذ بدايتها، منطلقين كل يوم جمعة، من جامع الحسن، مرددين شعارات تندد بممارسات النظام السوري. أما منطقة كفر سوسة فقد شهدت حركة اعتراض واسعة، بعد الاعتداء الذي قام به «شبيحة» النظام السوري ضد الشيخ أسامة الرفاعي الذي يمثل مكانة دينية ورمزية مهمة لأهل المنطقة.

وفي الوقت الذي يبدي فيه معارضون سوريون أسفهم على الضحايا الذين يسقطون في التفجيرات التي ينفذها نظام بشار الأسد، فإنهم لا يجدون أن هذه الممارسات ستفيد النظام السوري بل ستزيد من أزمته، خاصة أنها تورطه أكثر في دماء الشعب السوري الذي سيحاسب بعد انتصار الثورة على كل قطرة سفكها من هذا الدم، وفقا للمعارضين.

وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة جرت في مدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب بين منشقين من الجيش «الجيش الحر» وبين الجيش النظامي عند حاجزي التل وشعبة التجنيد. فيما تحدثت مصادر محلية عن قيام قوات الجيش النظامي باقتحام المدينة وإطلاق النار بشكل عشوائي، أسفر - في حصيلة أولية - عن سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من 50 جريحا، وناشد الأهالي منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إغاثتهم.

وفي مدينة حمص استمر تصاعد الأحداث، حيث تم قصف أحياء باب الدريب وباب تدمر وجب الجندلي والإنشاءات وجورة الشياح بالأسلحة الثقيلة وتزايد الحصار الذي يفرضه النظام على مدينة حمص التي تعاني ظروفا إنسانية ومعيشية قاسية، ويوم أمس قالت مصادر في المدينة إن مكاتب الصرافة والتحويل المالي وصلها إخطار من فرع الأمن السياسي بوجوب تزويد الفرع الأمني بجميع كشوفات الحوالات المرسلة من الخليج إلى نحو أربع عائلات حمصية معروفة.

وفي مدينة درعا، وصلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة قادمة من القنيطرة، وشهدت سماء مدينة نوى في ريف درعا تحليقا لطيران حربي في وقت أعلن فيه ناشطون عن انشقاق نحو عشرين جنديا مع العتاد الكامل وكانوا في حاجز عند بلدة النعيمة في ريف درعا.