السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»

المعارضة السورية تتوقع تفجيرات جديدة اليوم.. وتتهم النظام بافتعالها

جندي سوري منشق عن جيش النظام اختار الانضمام لصفوف «جيش سوريا الحر» أول من أمس (رويترز)
TT

دعا الناشطون السوريون إلى التظاهر اليوم في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، بعد أن نالت هذه التسمية النسبة الكبرى من أصوات المشاركين في عملية التصويت على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، بفارق أكثر من عشرة آلاف صوت عن باقي الاقتراحات.

ويأتي اختيار هذه التسمية بعد أن أطلق الناشطون تسمية «جمعة الجيش السوري الحر يحميني» على المظاهرات التي خرجت يوم الجمعة في الخامس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نتيجة «غياب إجراءات ملموسة من قبل جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي لتأمين الحماية الفعلية للمدنيين السوريين»، على ما أفاد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» آنذاك.

وقال عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق تسمية «دعم الجيش السوري الحر» على مظاهرات اليوم يأتي في إطار «استمرار الشعب السوري في شعوره بأنه ما من جهات عربية أو دولية تقوم بحماية دمائه وأرواحه»، معتبرا أنهم «توصلوا لقناعة بأنه لا بد من دعم الجيش السوري الحر باعتباره يشكل الدرع الوحيدة الواقية للشعب السوري».

ويتزامن إطلاق هذه التسمية مع سجال حاد قائم بين مكونات المعارضة السورية لناحية موقفها من «الجيش السوري الحر»، الذي يتولى قيادته العميد المنشق رياض الأسعد. وفيما يعتبره المجلس الوطني السوري «فصيلا من فصائل الثورة السورية، ما دام يدافع عن المواطنين ويوفر ملجأ للمنشقين عن الجيش النظامي»، تحمل «هيئة التنسيق السورية» على «الجيش الحر»، متهمة إياه بـ«عسكرة الثورة» و«تنفيذ أجندة تركية».

وأعرب سرميني عن اعتقاده بأن «الشعب السوري يوجه رسالة واضحة اليوم بعد التخاذل الكبير من كل الجهات الدولية وجامعة الدول العربية، إذ لم تتمكن البيانات والتوصيات ولا الشجب والتنديد من حماية الشعب السوري»، مشيرا إلى أنه «لا تزال أعداد كبيرة من الشهداء تسقط يوميا في سوريا منذ عشرة أشهر فيما النظام مستمر في القتل والقمع والعنف ضد المدنيين، ومن هنا بات لزاما على الشعب السوري اليوم التضامن لدعم الجيش الحر».

وإذا كانت الدعوة للتظاهر اليوم تهدف لتوجيه «نداء استغاثة» لدعم «الجيش الحر»، رأى سرميني أن السوريين سيوجهون اليوم «رسالة إلى تركيا من أجل توفير البيئة والظروف المواتية لقيام الجيش بمهامه، في وقت خذلته فيه الدول المجاورة»، مذكرا بأن «عناصر (الجيش الحر) هم من شرفاء الجيش النظامي الذين اختاروا أن ينشقوا عنه لرفضهم سفك دماء مواطنيهم، وهم يحملون أرواحهم على أيديهم ويعرضون أنفسهم للخطر».

وقال سرميني: «من المهم اليوم دعم (الجيش الحر) لما يقوم به من تضحيات للدفاع عن السوريين»، وأوضح أن «المجلس الوطني منذ اجتماع تونس أكد دعمه له وعمله بكل الوسائل المتاحة من أجل توفير دعمه»، لافتا في الوقت عينه إلى أن «المجلس الوطني يواجه مشكلة حتى اللحظة في دعم مكونات الثورة السورية، وبينها (الجيش الحر)، إن على صعيد الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية، وإن على الصعيد المادي، ولم نلق أي استجابة من أي طرف على الرغم من المساعي التي نقوم بها».

وفي الوقت الذي يستعد فيه السوريون للتظاهر اليوم، يتخوف كثيرون من حدوث انفجار جديد في أحد أحياء مدينة دمشق، أو في مدن سوريا أخرى. حيث بات النظام السوري، وفقا للناشطين المعارضين، يتبع استراتيجية التفجيرات، في كل يوم جمعة، الموعد الذي يخرج فيه السوريون للتظاهر ضد النظام بهدف «تخويف الناس وبث الرعب في نفوسهم».

وقد تساءل أحد معارضي النظام في صفحته على «فيس بوك» بأسلوب ساخر «برأيكم أين سيكون التفجير غدا؟ لا بد أن يحولوا السؤال إلى مسابقة على شاشة التلفزيون السوري، ويعطوا كل مشاهد ثلاثة خيارات». فيما اقترح معارض آخر على النظام السوري «تغيير مدينة دمشق»، قائلا «لماذا لا تضع المخابرات الأسدية، عبوتها الحاقدة، هذه المرة في حلب، لتقطع الطريق على أي محاولة لدخول المدينة في مناخ الانتفاضة».