خبير في الشأن السوري: صورة أسماء الأسد تحطمت تماما بعد اندلاع الانتفاضة السورية

أندرو تابلر: هي جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظام

أسماء الأسد عند استماعها لخطاب زوجها الأربعاء الماضي بصحبة ابنيها كريم وزين (أ.ف.ب)
TT

كانت أسماء الأسد تمثل للكثيرين في سوريا أملا واعدا بالحداثة في بلد عانى طويلا من العزلة الدولية، وقد نسب إلى هذه السيدة التي عملت في مصارف دولية في لندن دور كبير في تحرير الاقتصاد السوري من النظام الموجه.

لكن هذه الصورة التي كانت سائدة عنها وعن زوجها «تحطمت تماما» بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، بحسب الخبير في الشأن السوري أندرو تابلر الذي وصف أسماء الأسد بأنها «ذات شخصية قوية قادرة على فرض رأيها بظاهر لطيف».

وحتى وقت قصير مضى، كانت زوجة الرئيس السوري محط أنظار الإعلام الغربي الذي أسهب في وصف أناقتها وانفتاحها وثقافتها، واعتبرها مصدر فخر الشعب السوري لما أدخلته من نفحة عصرية على الرئاسة الأولى، إلا أن صمتها إزاء الأحداث المستمرة في بلادها منذ عشرة أشهر قسم السوريين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة.

وأثار ظهور أسماء الأسد للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في منتصف مارس (آذار)، إلى جانب زوجها الذي تعهد أمام حشد من مؤيديه بالقضاء على «المؤامرة» التي يواجهها نظامه، جدلا واسعا.

وقال الخبير في الشأن السوري الذي عمل في عام 2003 مستشارا إعلاميا للجمعيات الخيرية التي ترأسها أسماء، إن ظهورها مع زوجها الأربعاء الماضي في ساحة الأمويين في دمشق «يدل على وقوفها إلى جانب زوجها وأنهما متوافقان. من الواضح أنها جزء من النظام»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واحتلت صور أسماء الأسد إلى جانب طفلين من أولادها الثلاثة في ساحة الأمويين الأربعاء الماضي الصفحات الأولى من صحف عربية ودولية عدة، مثيرة انتقادات حادة من طرف السوريين المعارضين.

وكتب ناشط على موقع «تويتر» ساخرا «ماما والأطفال جاءوا ليصفقوا لبابا الطاغية»، بينما طالب مدون آخر بسحب الجنسية البريطانية من أسماء الأسد التي ولدت وتلقت دروسها في لندن، ومن أفراد عائلتها «المتواطئين في ارتكاب جرائم حرب».

وكان صمت السيدة الأولى عن القمع الدامي للمحتجين المستمر منذ عشرة أشهر أثار استياء المعارضين الذين وصفها أحدهم على موقع «تويتر» بأنها «ماري أنطوانيت العصر الحديث».

وفي المقابل، لم يتوقف المؤيدون للنظام عن كيل المدائح لها. وكتب أحدهم على موقع «فيس بوك» الإلكتروني للتواصل «تستحقين لقب السيدة الأولى على مستوى العالم وليس سوريا فقط». وكتب آخر «خلف كل رجل عظيم امرأة وخلف قائدنا العظيم عظيمة نساء الكون جميعا».

ولطالما نظر إلى أسماء الأسد (36 عاما)، ابنة طبيب القلب المرموق في بريطانيا فواز الأخرس والدبلوماسية السورية المتقاعدة سحر عطري، على أنها تمثل «الوجه اللطيف والعصري» من النظام السوري.

وقد استقبلت أسماء مع زوجها في السنوات الماضية شخصيات عالمية بينها ملك إسبانيا خوان كارلوس وزوجته صوفيا والممثلان الزوجان براد بيت وأنجلينا جولي. ويقول تابلر الذي وضع كتابا عن النظام السوري بعنوان «في عرين الأسد» إن أسماء الأسد «جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظام».

وصرحت أسماء الأسد خلال زيارة مع زوجها لباريس عام 2010 لمجلة «باري ماتش» الفرنسية، بأنها اقترنت بزوجها لما يجسد من «قيم». ولم تتوان المجلة الفرنسية عن وصفها يومذاك بأنها «شعاع نور في بلد تسوده الظلمات».

أما مجلة «فوغ» الأميركية فقد اختارت لها صفة «وردة الصحراء»، إلا أنها عادت وسحبت المقابلة معها عن موقعها الإلكتروني بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف مارس الماضي.

وكان بشار وأسماء الأسد يشكلان رمزا للتعايش بين الطوائف المتعددة في سوريا، إذ ينتمي هو إلى الأقلية العلوية، بينما هي من عائلة سنية. ومع سقوط آلاف القتلى جراء قمع الحركة الاحتجاجية، بدا كل منهما منفصلا عن الواقع.

وفي عام 2009 تحدثت أسماء الأسد لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية عن أطفال غزة ومعاناتهم جراء العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، مستغربة وقوع عملية كهذه في القرن الحادي والعشرين.

واستعاد ناشط سوري معارض مؤخرا هذه المقابلة قائلا على موقع «يوتيوب» الإلكتروني «توقفي عن النفاق! أنتم تقتلون شعبكم».