الزبداني ومضايا تحت الحصار العسكري.. والمعارضة تحصي 500 نقطة تظاهر في جمعة «الجيش الحر»

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: نجدد مطالبتنا الجامعة العربية والمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين

اعتصام بساحة الحرية في تدمر أمس (أوغاريت)
TT

واصل السوريون أمس مظاهراتهم اليومية تحت عنوان «ثورتنا منتصرة بإذن الله»، غداة المظاهرات الحاشدة التي عمت مدنا سورية عدة في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، على الرغم «من الأمطار والبرد والثلوج في كثير من المناطق.. ورغم آلة القتل الأسدية وعصابات الأسد التي عاثت فسادا وتدميرا في سوريا الحبيبة»، وفق ما أفادت به صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، على موقع «فيس بوك».

وفيما أفادت صفحة «الثورة السورية» بأن نقاط التظاهر في «دعم الجيش السوري» الحر ازدادت بمعدل 40 نقطة عن الجمعة التي سبقتها، قال محمد سرميني، عضو المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «مظاهرات الجمعة عبرت عن حراك شعبي واسع، حيث تم إحصاء 498 نقطة تظاهر، أبرزها في إدلب (131 نقطة)، تليها حماه (72 نقطة)، ودمشق (63 نقطة) فدرعا وحمص (45 نقطة)». موضحا أن «الشعب السوري يبهر العالم بإصراره على انتزاع حريته من فم الأسد، ويسجل صورة مشرقة لنضاله ضد كل أشكال العنف والإجرام الذي يقوم به النظام الساقط».

وجدد سرميني مطالبة «جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين»، داعيا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «بالأخذ بالتقرير الذي قدمه المجلس أول من أمس حول عمل لجنة المراقبين ومحاولات النظام المستمرة لتضليلها، وعدم منح النظام أي مهلة جديدة للمراوغة».

وكان السوريون واصلوا التظاهر أمس في عدد من المحافظات والمدن السورية، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد ظهر أمس مقتل «ستة مدنيين سوريين، ثلاثة منهم قتلوا برصاص أصيبوا به أمس، في حين قضى ثلاثة آخرون متأثرين بجروح أصيبوا بها الجمعة». وأشار إلى أن رجلا قتل أمس في مدينة حمص بعد إصابته برصاص قناصة عندما كان يعمل على سطح أحد الأبنية، فيما قتل فتى (13 عاما) إثر إطلاق رصاص عشوائي في حي باب الدريب، وقتل شاب (27 عاما) برصاص قناصة في حي باب هود.

وذكر المرصد السوري أن «تفجيرا استهدف صباح أمس سكة القطار في قرية حيلة التابعة لناحية محمبل بمحافظة إدلب، مما أدى إلى انحراف قطار محمل بالوقود كان متجها من بانياس إلى حلب عن مساره وإصابة سائقه بجروح». وأفاد بأن «أهالي المنطقة اتهموا السلطات السورية بافتعال التفجير لاتهام الثوار بتنفيذه».

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «إطلاق نار كثيفا شهده أمس كورنيش مدينة إدلب»، وأعلنت عن مقتل المجند حمزة عبد الرحمن خرفان من بلدة اسقاط القريبة من مدينة سلقين «خلال محاولة انشقاقه عن جيش النظام بعد إصابته برصاصة في رأسه من الخلف».

وفي سراقب، اعتصم أكثر من خمسة عشر ألف شخص، وفق لجان التنسيق المحلية، أمام مبنى البلدية «لاستقبال لجنة المراقبين العرب، وتوجهوا نحو معمل الزيت حيث يتمركز الجيش عند المدخل الجنوبي للقائها، ليبدأ الجيش بإطلاق نار كثيف على المتظاهرين أمام نظر اللجنة، مما أدى إلى سقوط خمسة جرحى». وأشارت إلى أن «اللجنة توجهت إلى مشفى الحسن ودخلت إلى غرفة العمليات وقابلت الجرحى وشرح الأطباء نوع الإصابات، كما قابلت أسر الشهداء». وذكرت أنه «شوهد عبد اللطيف الجبالي، رئيس اللجنة في إدلب، وهو يبكي خلال تحدث إلى والدة الشهيد وئام عبد اللطيف عبيد».

وفي ريف دمشق، «لا تزال منطقة الزبداني تشهد اشتباكات عنيفة بين منشقين وعناصر نظاميين من الجيش، أثناء محاولة الجيش اقتحام المنطقة عن طريق شارع بردى وسهل الزبداني ومضايا، في ظل استمرار قطع الاتصالات والكهرباء وانتشار الدبابات والمدرعات في محيط المنطقة ونشر مدافع عدة على التلال المطلة على المنطقة».

وذكر ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» أن «منطقة الزبداني ومضايا تعرضت في اليومين الأخيرين لحصار من قبل أكثر من 40 دبابة وعدد كبير من حاملات الجند، بالتزامن مع قصف البيوت والمناطق السكنية مما أسفر عن وقوع عشرات الجرحى بين المدنيين، وأغلب إصاباتهم خطرة».

ودعا ناشطون من الزبداني المعارضة السورية إلى الاستنفار العام اليوم «نصرة للزبداني ومضايا»، مناشدين «رفع لافتات تأييد ومساندة للزبداني ومضايا، ودعم صمود أحرار المنطقة بالهتافات، والعمل على تصعيد الحراك الثوري لأعلى درجاته في المناطق الأخرى لا سيما في دمشق وريفها».

وفي جامعة حلب، التي تشهد اعتصامات طلابية متكررة، أفاد «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» بأن إدارة الجامعة أصدرت أمس قرارا بفصل ثلاثة طلبة من المدينة الجامعية على خلفية مشاركتهم في المظاهرة المسائية أول من أمس، والطلاب هم: محمد عثمان وخالد الخطيب (كلية الهندسة الكهربائية)، ويوسف صالح يحيى (كلية التربية).