أنباء عن قرب الإعلان عن إنشاء «المجلس العسكري السوري الأعلى» المناهض للنظام في تركيا

معارض لأبناء المؤسسة العسكرية: لا تكونوا وقودا لحرب أنتم لستم طرفا فيها

سوريون يتظاهرون بمنطقة باب عمرو القريبة من حمص ضد نظام الأسد أمس (رويترز)
TT

أكد مستشار أبناء الجالية السورية في الخارج، فهد المصري، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أنه «سيتم الإعلان في وقت لاحق عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى الذي سيكون برئاسة العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ»، الذي انشق قبل أيام عن الجيش النظامي ولجأ إلى تركيا، بحسب معلوماته من بعض الأوساط العسكرية.

وأضاف أن المجلس سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام وتنظيم عمليات الانشقاق، وذلك بالتنسيق مع الجيش السوري الحر. وسيتم الإعلان عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى.

وأوضح المصري الذي اتصلت به «الشرق الأوسط» هاتفيا في مقره بباريس أن «المجلس العسكري الأعلى سيضم كبار الضباط وسيكون بمثابة هيئة تشريعية للعمل العسكري من حيث الدراسات والتخطيط وتنظيم عمليات الانشقاق والاتصال مع قياديين في الجيش لتحفيزهم على الانشقاق كفرق وليس فقط كأفراد والانقلاب على النظام»، مؤكدا أن إنشاء المجلس العسكري سيكون له دور في تنظيم العمل العسكري المسلح لحماية المدنيين في سوريا وتعزيز عمل المنشقين عن الجيش ليكونوا نواة صلبة لتحرير سوريا، وأنه «سيكون عبارة عن هيئة تنظيمية تشريعية، وللتخطيط للأعمال التي يمكن أن يقوم بها المنشقون من أجل التقدم بخطوات نحو التحرير، وبالتنسيق بين قيادة الجيش الحر والضباط المنشقين على رأسهم العميد مصطفى أحمد الشيخ فرع الكيمياء، وضابط أمن المنطقة الشمالية في سوريا». وأضاف «أعتقد أن وجود شخصية لها بعد استراتيجي كبير على المستوى العسكري سيكون له أداء كبير على المستوى العسكري في حماية المدنيين، كونه ضابط أمن المنطقة الشمالية فذلك يعني أن فرض مناطق آمنة وممرات إنسانية من قبل المجتمع الدولي على الحدود التركية - السورية بالتعاون مع المجلس العسكري على اعتبار أنه له معرفة دقيقة بهذه المنطقة».

وعن انشقاقات الجيش في سوريا، قال المصري لـ«الشرق الأوسط»: «نلاحظ أنه منذ أسبوعين أصبحت الانشقاقات يومية، ويكاد لا يمر يوم دون انشقاق على مستوى الضباط أو الجنود الذين يلتحقون بالجيش السوري الحر في تركيا أو ممن بقوا في المناطق الداخلية»، مضيفا أن هناك انشقاقات كبيرة في إدلب، وجبل الزاوية، وحمص، ودرعا، وريف دمشق، ودير الزور واللاذقية. وأكد: «نتوقع في المرحلة المقبلة أن تكون هناك انشقاقات ليس فقط على مستوى الأفراد وإنما على مستوى كتائب أو فرق عسكرية».

ودعا المستشار السياسي والإعلامي لتجمع أبناء الجالية السورية في الخارج، أبناء المؤسسة العسكرية السورية للتوقف عن قمع السوريين، وقال: «لا تكونوا وقودا لحرب أنتم لستم طرفا فيها».

كما طالب المصري المجتمع الدولي «عبر مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بفرض الحظر الجوي على سوريا، وإقامة المناطق الآمنة ودعم المنشقين، والتدخل الجوي عبر ضربات جوية محددة وواضحة الأهداف»، مؤكدا بهذا التصريح نداء «تجمع أبناء الجالية السورية في الخارج» للتدخل العسكري في سوريا.

لكن نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي نفى ما تم تداوله لـ«الشرق الأوسط» أمس عن نية العميد الركن مصطفى الشيخ، أعلى الضباط المنشقين عن الجيش السوري رتبة حتى الآن.

وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «لا صحة على الإطلاق لهذا الخبر، والعميد الشيخ موجود بجواري ولا علاقة له بتسريب هذا الخبر، ونحن لم نسمع قط باسم المدعو فهد المصري»، مذكرا بأن للجيش السوري الحر «مجلسا عسكريا تم الإعلان عن تأسيسه في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت». ولفت إلى أن «للنظام السوري عيونا في كل مكان ويحاول فرض الأمر الواقع وعلينا أن نكون حذرين»، من دون أن يستبعد أن يكون تسريب هذا الخبر «لعبة من لعب النظام».

ويأتي ترويج هذا الخبر غداة مظاهرات حاشدة شهدتها مدن سورية عدة أمس في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، طالب خلالها المتظاهرون بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم «الجيش الحر». ولم ينكر الكردي أن «اجتماعا حصل مؤخرا وتم خلاله تداول أفكار معينة تتعلق بالمجلس العسكري وإمكانية توسيعه وتنظيمه وتحديد آليات عمله وكيفية استيعاب الرتب العالية التي تنشق تدريجيا عن الجيش النظامي». وقال: «لدينا مشكلة إدارية وتنظيمية داخلية نحاول حلها، ونناقش أفكارا واقتراحات في هذا الصدد».

وقال لؤي صافي، عضو المجلس السوري الوطني لـ«الشرق الأوسط» إنه لا علم على الإطلاق للمجلس بتأسيس «مجلس عسكري سوري أعلى» في تركيا، واكتفى بوصف الخبر بأنه «غير مقنع لأنه يعني حصول انشقاق داخل الجيش السوري الحر، وهو ما لا صحة له»، من دون أن يستبعد أن يكون الخبر مسربا من قبل متعاونين مع النظام السوري. وقد أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم أوسع تمثيل للمعارضة السورية أول من أمس، أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة مثلى للثورة السورية».

والعميد الركن مصطفى أحمد الشيخ كان قد انشق نجله وشقيقاه، أحدهما أمين فرع حزب البعث في محافظة إدلب، والثاني مقدم في الجيش، معه في الوقت نفسه، وجميعهم موجودون حاليا في تركيا. وأعلن الشيخ الذي كان ضابط أمن المنطقة الشمالية في سوريا في بيان انشقاقه: «لقد آلمني (..) وأغاظني واستفز مشاعري ما يتعرض له شعبنا من قتل وبطش وتنكيل قرابة العشرة أشهر».

وأضاف أن النظام «قتل الرجال والنساء والأطفال، وارتكب مجازر جماعية في أكثر من مكان (...) واجتاح من يفترض أنه جيش الوطن كل تراب الوطن محتلا المدن والبلدات والقرى وقطع أوصالها».

وأعلن «براءته من هذا النظام المجرم الخائن لشعبه»، واضعا نفسه «تحت تصرف الشعب». وأهاب الشيخ «بجميع أفراد القوات المسلحة وكل الرتب أن يحسموا أمرهم بالانحياز للشعب ويبروا بقسمهم العسكري في هذه اللحظة التاريخية الفارقة».

وأفاد قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، في وقت سابق هذا الشهر بأن عدد المنشقين عن الجيش النظامي بات يناهز الأربعين ألفا، ومعظمهم موجودون داخل الأراضي السورية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.