غليون يلتقي قيادات إقليم كردستان في مسعى لكسب أكراد سوريا

قيادي كردي يؤكد: لن ننضم إلى المجلس الوطني ولكننا مستعدون للتعاون

برهان غليون
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من رئاسة إقليم كردستان، أن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون زار كردستان خلال الأيام الماضية والتقى عددا من مسؤولي الإقليم للتباحث معهم حول مستقبل سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس الحالي بشار الأسد.

وتأتي زيارة غليون إلى كردستان العراق في إطار مساعي المجلس الوطني لضم الأحزاب والقوى الكردية السورية إلى المجلس الوطني المعارض الذي يقود معارضة الخارج ضد نظام الأسد، وذلك بعد الخلافات التي وقعت بين المجلس الوطني الذي يترأسه غليون والمجلس الوطني الكردي الذي شكلته الأحزاب الكردية.

وبحسب المصادر الخاصة بـ«الشرق الأوسط» فإن غليون التقى أثناء زيارته التي أحيطت بكتمان شديد من قبل مسؤولي الإقليم، عددا من القيادات الكردية العراقية وأجرى مباحثات تركزت حول التطورات التي تشهدها الساحة السورية ومحاولة توسيط القيادات الكردية، وتحديدا الرئيس مسعود بارزاني، بين المجلس الوطني والأحزاب والقوى الكردية السورية، بشأن ضمّها إلى المجلس الوطني، ولكن غليون لم يلتقّ ممثلي أي أحزاب كردية سورية التي لها مكاتب تمثيلية في إقليم كردستان.

وأكد ذلك القيادي عبد الباقي يوسف عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي السوري في اتصال معه، حيث قال «إن الأحزاب الكردية لم تتلق أية دعوة من غليون للقائه، وإن العلاقة الحالية مع المجلس الوطني تقتصر على مشاركة حزبين كرديين هما حزب اليكيتي وحزب آزادي، وهما علقا عضويتها في المجلس وسيصدر قرار في غضون الأيام المقبلة بالخروج التام من المجلس»، وعزا عبد الباقي يوسف أسباب هذا الموقف الكردي إلى «تهميش المكون الكردي داخل المجلس رغم أنه مكون أساسي ناضل باستمرار ضد النظام السوري وقدم تضحيات كبيرة، كما أن الكرد شاركوا بفعالية في الانتفاضة الحالية التي تشهدها سوريا، لذلك فإن الأحزاب الكردية اتجهت نحو تشكيل مجلس وطني كردي خاص يمثل جميع الأحزاب والقوى الكردية داخل وخارج الوطن السوري». وأبدى القيادي السوري استعداد الأحزاب الكردية السورية للتعاون والتنسيق مع المجلس الوطني الذي يترأسه غليون، وقال «ليست لدينا أية تحفظات بشأن التعاون مع المجلس الوطني السوري، ولكننا نرفض الانضمام إليه، وقدمنا مشروع عمل ميثاق وطني مع المعارضة السورية ككل بما فيها المجلس الوطني الذي يرأسه غليون، ونحن في المجلس الوطني الكردي السوري نريد أن نحفظ استقلاليتنا مع عدم رفض التنسيق والتعاون المشترك». وحدد القيادي في حزب اليكيتي أسباب الخلاف مع المجلس الوطني السوري بثلاث نقاط أساسية، وهي «الخلاف حول مستقبل سوريا، فالكرد يريدون أن تكون سوريا في المستقبل دولة ديمقراطية، لا مركزية، دستورية، تفصل الدين عن الدولة، وتضمن حقوق جميع المكونات والقوميات والأقليات الدينية، والخلاف الثاني، حول الطريقة التي تعتمدها المعارضة السورية وخصوصا المجلس الوطني حول خطة حل القضية الكردية بسوريا، فهم يقولون بإدارة ذاتية للمناطق الكردية، وهذه الإدارة التي يطرحونها لا تختلف كثيرا عن الإدارة الذاتية الحالية التي ابتكرها النظام السوري، نحن نوافق على هذه الخطة في حال سمحوا لنا باختيار شكل تلك الإدارة فقط، والنقطة الثالثة وهي النقطة الجوهرية في خلافنا مع المجلس الوطني، حيث إن المجلس يريد انضماما أو ضما كاملا للأحزاب الكردية إلى إطار المجلس، وهذا أمر نرفضه، لأننا نريد أن نبقى مستقلين وليس جزءا من المجلس الوطني، وأن يكون هناك ميثاق وطني للعمل المشترك بيننا وبين بقية القوى المنضوية إلى إطار المجلس، لأننا لسنا مجرد أحزاب سياسية بل لأننا نمثل مكونا أساسيا في سوريا ومن حقنا أن نمتلك الإطار المناسب بما يمثل جميع القوى الكردية، وأن يكون حجمنا متناسبا في إطار المعارضة الحالية، وكذلك في مستقبل سوريا بعد سقوط النظام الحالي».