رئيس وزراء الصين: ضمان النقل الآمن لمنتجات الطاقة يخدم مصلحة جميع الدول

تحدث من الإمارات في إشارة إلى التهديدات الإيرانية

الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (وسط)، ورئيس الوزراء الصيني، وين غيابو (يمين)، وكيم هوانغ سيك، رئيس وزراء كوريا الجنوبية، خلال افتتاح مؤتمر «القمة العالمية لطاقة المستقبل» الذي تعقده الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي لمناقشة مستقبل الطاقة العالمية (أ.ب)
TT

موضوعان أساسيان ومترابطان كانا سيدي الموقف يوم أمس في لقاءات شهدتها العاصمة الإماراتية أبوظبي بين المسؤولين الإماراتيين ورئيس مجلس الدولة الصيني الذي يزور الإمارات العربية المتحدة في إطار جولة حملته إلى عدة دول في المنطقة، وبينما أكد الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عقب لقائه المسؤول الصيني، الرغبة «الصادقة» في توطيد علاقات بلاده مع بكين والتعاون «بما يحقق مزيدا من النمو والتطور في كلا البلدين واستقرار الاقتصاد العالمي»، اعتبر ولي عهده الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات ملتزمة بتحمل مسؤولياتها كمزود عالمي رئيسي للطاقة.

إلى ذلك قالت شركة «بترول أبوظبي» الوطنية (أدنوك) أمس إنه سيجري طرح امتيازات شركة أبوظبي للعمليات البترولية (أدكو) في عطاءات حين يحل موعد تجديدها في 2014 بينما يتيح قرب انتهاء هذه الامتيازات فرصة لشركات آسيوية لتعزيز حضورها، في حين توحي التصريحات الإماراتية بأن الشركات الصينية قد تكون على رأس تلك الشركات، علما أن نظام الامتيازات في الإمارات يتيح لمنتجي النفط والغاز الحصول على نصيب من إنتاج النفط والغاز، وقبل وصوله إلى الإمارات، كان المسؤول الصيني زار الأحد السعودية التي هي أهم مصدر للنفط بالنسبة للصين، والتقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأكد الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمس، «اعتزاز بلاده بتطور ونمو العلاقات مع جمهورية الصين»، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين «مرشحة لمزيد من التعاون والتطوير خلال المرحلة المقبلة في ضوء الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على صعيد الاقتصاد العالمي»، وذلك خلال استقباله ون جياباو رئيس مجلس الدولة الصيني.

وأمل الرئيس الإماراتي «أن تشكل زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لدولة الإمارات خطوة متقدمة نحو مزيد من التعاون وترسيخ الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين»، مشيرا إلى أن مشاركة الرئيس الصيني في القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد في أبوظبي «تشكل عنوانا لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين»، منوها «بالتطور الاقتصادي والعالمي الذي حققته الصين، مما جعلها لاعبا دوليا مهما على الساحة الاقتصادية العالمية»، مضيفا أن «دولة الإمارات لديها الرغبة الصادقة في توطيد علاقاتها مع الصين والتعاون بما يحقق مزيدا من النمو والتطور في كلا البلدين واستقرار الاقتصاد العالمي». بينما أشارت وكالة الأنباء الإماراتية إلى أن الرئيس الإماراتي تناول خلال لقائه رئيس مجلس الدولة الصيني «علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين وآخر التطورات الإقليمية والدولية»، وأن الجانبين أكدا «حرص البلدين على حل المشكلات الإقليمية والدولية وإرساء أسس التعاون الدولي الذي يقوم على احترام القوانين الدولية ويأخذ في الاعتبار مصالح جميع الدول».

بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الصيني أن «التطور الذي حققته الإمارات خلال العقود القليلة الماضية يؤكد أننا أمام نموذج مهم في التنمية الشاملة على المستويين الإقليمي والعالمي»، مؤكدا أهمية التعاون والتكامل بين الشعوب التي تطمح إلى بناء دولها، وأن التعاون بين الإمارات والصين يشكل نموذجا للتعاون الدولي في إطار من الشراكة الاقتصادية والتجارية وبما يحقق مصالح البلدين الصديقين، لافتا إلى أن «هذه التحركات أسست لتعاون مستمر وبناء بين البلدين ونتطلع إلى تعزيز أواصر التعاون بينهما خلال الفترة المقبلة».

وتولي الإمارات العربية المتحدة أهمية كبيرة لمشاركة رئيس مجلس الدولة الصيني، في القمة العالمية لطاقة المستقبل التي افتتحت أعمالها في أبوظبي أمس، على اعتبار أنها تعكس الدور المتنامي لدولة الإمارات وأبوظبي في الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.

وأكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو التزام بلاده إرساء السلام في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا من خلال الأمم المتحدة، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين الدول الغربية وطهران بسبب البرنامج النووي الإيراني، وقال في كلمته أمام المشاركين في قمة طاقة المستقبل التي تنعقد في أبوظبي، «إن الصين كعضو دائم في مجلس الأمن وكدولة مسؤولة، ستستمر في العمل مع باقي أعضاء المجتمع الدولي من أجل إرساء السلام والاستقرار والتنمية في غرب آسيا وشمال أفريقيا»، مشددا على «الموقع الاستراتيجي والمهم» للمنطقة التي قال إنها تعوم «على أكثر من نصف الاحتياطات النفطية المثبتة في العالم وأكثر من 40 في المائة من إجمالي الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي»، معتبرا أن «ضمان النقل الآمن والإمدادات الفعالة واستقرار أسواق منتجات الطاقة يخدم مصلحة الدول النامية والمتطورة والمصدرة للنفط على حد سواء».

بدوره، شدد الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، في افتتاح أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل، على أن الإمارات العربية المتحدة «ملتزمة بتحمل مسؤولياتها كمزود عالمي رئيسي للطاقة»، مشيرا إلى أن الدولة تعكف على ترسيخ هذه المكانة من خلال خلق مزيج متنوع من المصادر يشمل تطوير القدرات في مجال الطاقة المتجددة.

واعتبر الشيخ محمد بن زايد أن «الطاقة هي الشريان الحيوي الذي يغذي كافة أوجه الحضارة الإنسانية، وفي ظل التحديات التي تواجه العالم على مختلف الصعد من واجبنا العمل على ضمان أمن الطاقة والتركيز على تطوير التكنولوجيا النظيفة لاستغلال المصادر المتجددة على نحو يحفظ الموارد الطبيعية ويسهم في تحقيق التنمية المستديمة»، مضيفا «بدأنا بالعمل على بناء القدرات في مجال الطاقة المتجددة منذ ما يزيد على خمس سنوات، واليوم نرى أن هذا التوجه أخذ يحظى باهتمام متزايد، سواء على مستوى المنطقة أو العالم، حيث لا يمر وقت طويل دون أن نسمع عن إطلاق مشاريع جديدة في مجال الطاقة الشمسية أو غيرها من المصادر المتجددة».

وعلى هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل التي يحضرها مئات من القادة والمسؤولين والمشتغلين في قطاع الطاقة، قالت شركة «بترول أبوظبي» الوطنية (أدنوك) إنه سيجري طرح امتيازات شركة أبوظبي للعمليات البترولية (أدكو) في عطاءات حين يحل موعد تجديدها في 2014.

وقال عبد الله ناصر السويدي، المدير العام لـ«أدنوك» للصحافيين إنه «سيجري طرح امتيازات (أدكو) في عطاء بهدف فحص الشركات»، ومن المعلوم أن نظام الامتيازات في الإمارات يتيح لمنتجي النفط والغاز الحصول على نصيب من إنتاج النفط والغاز، حيث تملك شركات متعددة الجنسيات، أغلبها شركات نفط غربية، حصصا ضخمة في الامتيازات منذ عقود، وقد يتيح قرب انتهاء أجل امتيازات فرصة لشركات آسيوية لتعزيز حضورها، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وكانت الصين علنت في وقت سابق أن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو سيقوم هذا الأسبوع بجولة تشمل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، على خلفية توترات دولية مرتبطة بملف إيران تتسبب بارتفاع أسعار النفط، وأعلن عن هذه الجولة فيما وصل وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر الأسبوع الماضي إلى بكين ليبحث فيها عقوبات على المصرف المركزي في إيران البلد الذي يؤمن 11 في المائة من الاستهلاك الصيني للنفط.

وقالت تقارير صحافية الأسبوع الماضي، إن شركة صينية حصلت على 3 عقود لأكبر أعمال مسح للتنقيب عن النفط في تاريخ السعودية في إطار خطة لزيادة إنتاج المملكة العربية السعودية إلى 15 مليون برميل بحلول 2020.