شيخ الأزهر مخاطبا شباب ثورة «25 يناير»: التاريخ سيكتب أنكم أنقذتم مصر ولم تسلموها للفوضى

وائل غنيم لأول مرة في رحاب الطيب: الأزهر يعطي الحكم وعلينا الطاعة والحماس

الشيخ أحمد الطيب
TT

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مخاطبا شباب ثورة «25 يناير» خلال لقاء جمعه بهم أمس، بمقر مشيخة الأزهر إن «التاريخ سيكتب أنكم أنقذتم مصر ولم تسلموها للفوضى». وبدوره أكد الناشط السياسي وائل غنيم الذي كان في مقدمة الحضور إن «الأزهر يعطي الحكم وعلينا الطاعة والحماس».

وقال طارق الخولي عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل لـ«الشرق الأوسط» إن «شيخ الأزهر حملنا أمانة بأن وثيقة الأزهر لمستقبل مصر (التي أعددها علماء الأزهر والمثقفين في يوليو /تموز الماضي)، لم تعد ملكا له؛ بل ملك لكل من وقع عليها، وطالبنا بأن نكتب فيها كل طلباتنا.. وتعهد أن يحملها بنفسه إلى المجلس العسكري (الحاكم)، بقوله: (سأدافع عنها بقوة).. كما دعانا أن نعتبر الأزهر هو المنتدى الذي نلجأ إليه».

يأتي لقاء شيخ الأزهر بوفد من شباب الثورة ضمن محاولات يقوم بها الأزهر الشريف لتفادي أي احتكاكات بين شباب الثورة والمجلس العسكري (الحاكم في مصر) خلال احتفالات ذكري ثورة «25 يناير» الأولى.

وقال شيخ الأزهر إن «مصر تحتاج في المرحلة المقبلة إلى صياغة جديدة لشخصيتها على جميع الأصعدة الفكرية والثقافية، وعلى شباب الثورة أن يتحمل مسؤوليته وسيكتب التاريخ أنهم أنقذوا مصر ولم يسلموها للفوضى التي كان يدعيها البعض».

وأضاف شيخ الأزهر إن «مصر تطلب منا أن نقف موقف التصويب ونأمل من الشباب العمل والمثابرة والإصلاح في كل حركاتهم وسكناتهم»، موضحا أن «ثورة مصر المباركة جاءت بعد أن (بلغ السيل الزبى) وهذا من فضل الله وسيكتب التاريخ للشباب والثوار أنهم أنقذوا مصر في وقت لم تعد تتحمل فيه الظلم والتهميش لمدة تزيد على 60 عاما من التشويه والعبث بأبنائها».

وتابع الدكتور الطيب: إن «الثورة هي الوجه الأكثر إضاءة لمصر وللعالم العربي فقد استطاعت في فترة وجيزة أن تقطع جميع الحبال التي أوثقت القلب والعقل والوجدان المصري»، قائلا: «متأكد ومتيقن أن مصر لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل ذلك؛ إلا بتحرير الوعي وإرادة الشباب الأسود». وطالب شيخ الأزهر الشباب أن يصححوا ثورتهم وأن يقبضوا بأيديهم عليها، مشددا على أن الأزهر مع الثورة، فالأزهر حاضن الثورات ومبدعها ودوره وطني وليس سياسيا كما يدعي البعض ولا ينتمي لحزب أو طائفة ولو انحاز في يوم من الأيام لكان في «خبر كان».. فمنهج الأزهر تعددي يقبل الرأي والرأي الآخر.

وشدد الدكتور الطيب على أن «الأزهر أمين على الأمة كلها ومصر على وجه الخصوص، وعمل جاهدا على حفظ تراثها وثقافتها وعلومها وحفظ بوسطيته واعتداله المسلمين مما تعرض له أتباع الأديان الأخرى من حروب وصراعات ولم يسل سيف مسلم على أخيه في يوم من الأيام من أجل العقيدة أو المذهب كما حدث في الغرب حتى كاد البعض أن يفني الآخر».

وقال وائل غنيم إن «شباب الثورة يؤمن بدور الأزهر الإيجابي وفي رسم مستقبل مصر فهو يعطي الحكم وعلينا الطاعة والحماس».

وأضاف غنيم أنه وشباب الثورة والائتلافات المختلفة كل ما يشغلهم هو التزام المجلس العسكري بالجدول الزمني لتسليم السلطة للمدنيين دون تأخير.

وقال محمد القصاص عضو ائتلاف شباب الثورة إن «الأزهر أمام مسؤولية تاريخية في الحفاظ على وسطية الأزهر في الشارع المصري في مواجهة محاولات الاستقطاب الفكري ونحتاج إلى برامج عملية من الأزهر على أرض الواقع تعمل على تنفيذ ما طرحه في وثائقه وأن يأخذ وضعه السياسي في وضع الدستور».