تباين الميدان ينتقل للإعلام في ذكرى الثورة المصرية

الصحف الخاصة تبرز مطلب «رحيل العسكري»

TT

التباين الواضح الذي شهده الشارع المصري أول من أمس خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لثورة 25 يناير، والذي بدا في اختلافهم بين محتفل بما حققته الثورة، ومن يعتبرها لم تحقق إلا القليل ويدعو لرحيل المجلس العسكري الآن، انعكس على تناول وسائل الإعلام والصحف المصرية أمس، وكيفية تغطيتها للحدث حيث تنوعت بحسب انتماءاتها ورؤيتها. فبينما أبرزت الصحف الرسمية أن الشعب يريد استكمال ثورته وأنه احتشد في الميادين للتأكيد مجددا على مطالبه، صدرت الصحف الخاصة المستقلة دعوات المتظاهرين بسقوط حكم العسكر ورحيل المشير طنطاوي، وناصرت صحيفة «الحرية والعدالة» (الناطقة باسم حزب الإخوان المسلمين) المجلس العسكري، متجاهلة المطالبات برحيله؛ واعتبرت أن الشعب خرج ليحتفل بالثورة! وجاء عنوان صحيفة «الأهرام» الرئيسي يقول «الشعب يريد استكمال الثورة»، مشيرا إلى أن «الملايين يطالبون بمحاكم ثورية للقصاص للشهداء والمصابين»، وشددت على أن أبرز مطالب الميدان تمحورت في إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت، ووقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل وإيقاف المحاكمات العسكرية وتطهير القضاء والإعلام.

وبينما أبرزت «الأخبار» تصريحات المجلس العسكري المنوهة إلى أنه سيكشف أسرارا وحقائق تزيد فخر الشعب بقواته المسلحة.. اعتمدت صحيفة «الجمهورية» في عنوانها الرئيسي جملة «الثورة تجدد شبابها». وقالت: «الملايين في الميادين على الدرب سائرين»، متخذة مطالب الثورة في أربعة عناوين فرعية هي (سلطة مدنية، محاكمات فورية، قصاص، تطهير المؤسسات).

أما صحيفة حزب الوفد، فجاءت بعنوان «أيام العسكر معدودة.. والإخوان يهاجمون الثوار دفاعا عن العسكري»، مستنكرة احتفال الإخوان بالثورة وعدم مساندة الثوار. وكذلك فعلت صحيفة «الدستور» المستقلة، التي أكدت وجود انقسامات سياسية بين الإخوان والقوى السياسية في الإسكندرية والتحرير، حيث اجتمعوا دون تفرقة منذ عام مضى، حيث رابط الثوار حول (صينية) الميدان، بينما فضلت الجماعات الإسلامية أن تدق خيامها بجانب مسجد عمر مكرم. وجاءت صحيفة «المصري اليوم» بعنوان ذي دلالة من جملتين فقط تقول فيه «التحرير: كِشْ مشير».

لكن «الحرية والعدالة»، التابعة لحزب الإخوان، أكدت على الدور الكبير الذي قام به الإخوان في الميدان يوم عيد الثورة الأول؛ بداية من تأمين مداخل الميدان واحتضان منصتهم لأسر الشهداء، وتجاهلت مطالب رحيل العسكري، وفضلت أن تعنون صفحتها الأولى بـ«مصر تجمعنا».

ودوليا، لفتت الصحف الأميركية الكبرى في تغطيتها لذكرى الثورة إلى التباين بين التيارات الإسلامية الحاصلة على الأغلبية في البرلمان والتيارات الليبرالية الأخرى حول الاحتفال بذكرى سقوط مبارك. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن روح الوحدة التي كان يرمز إليها الميدان تخللتها بعض عناصر الفرقة بين الإسلاميين في مواجهة الليبراليين، في حين نوهت «واشنطن بوست» إلى تخوفات الليبراليين من حدوث تفاهم بين التيارات الإسلامية والمجلس العسكري لكي يضمن الإسلاميون هيمنتهم السياسية.

وجاء في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن تصريحات المجلس العسكري بأن الذكرى الأولى للثورة ستكون للاحتفال، أعطى إيحاء للناشطين بأن ثورتهم قد خطفت، خاصة أنهم كانوا عاقدين العزم على مواصلة الاحتجاج على المجلس العسكري لمطالبته بتسليم السلطة.