مرشد «الإخوان» يؤكد عدم مزاحمة الجماعة في انتخابات الرئاسة

مراقبون: رسالة طمأنة للعالم بأنهم لا يريدون «التهام مصر»

TT

أكد المرشد العام للإخوان المسلمين، محمد بديع، أمس، مجددا، أن الجماعة لن تدعم أي مرشح إسلامي لانتخابات رئاسة الجمهورية، وستسعى إلى دعم شخصية تحظى بتوافق وطني لهذا المنصب.. فيما وصفه المراقبون بكونه سطرا جديدا في رسالة التطمين التي يسعى الإسلاميون لبثها للعالم.

وقال بديع، في تصريحات للصحافيين، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إن «الجماعة لن ترشح أحد أعضائها، ولا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح» (القيادي السابق في الجماعة، الذي انشق عنها قبل بضعة أشهر وأعلن اعتزامه الترشح للرئاسة كمستقل) في انتخابات الرئاسة المقبلة، وكذلك فإن الجماعة لن تدعم «أي مرشح لديه مرجعية إسلامية في تلك الانتخابات».

وأضاف بديع أن «الإخوان».. «سيشاركون كل القوى الوطنية في اختيار شخصية توافقية، على أساس قواعد لا تحابي أحدا وتحدد مواصفات الرئيس المصري المقبل، حرصا على مصلحة مصر»، من دون مزيد من الإيضاحات.

وبعد تنامي سيطرة القوى الإسلامية المتتابعة على دول الربيع العربي، وكذلك حصول جماعة الإخوان المسلمين على نسبة تشكل أكبر الكتل البرلمانية (نحو 47 في المائة من المقاعد)، في أول انتخابات لمجلس الشعب بعد ثورة 25 يناير التي أنهت عهد الرئيس السابق حسني مبارك، فإن الكثير من المحللين أكدوا أن ثمة مخاوف معلقة لدى العالم الغربي من مثل ذلك النفوذ المتزايد للقوى الإسلامية، التي كانت مقموعة في تلك الدول حتى عهد قريب.

ويرى المعلقون أن رسالة المرشد، ربما تحمل رسالة مباشرة إلى العالم، مفادها أن «الإخوان» لا يريدون «التهام كعكة مصر» وحدهم، خاصة بعد مزاحمتهم على الترشح لرئاسة أغلب اللجان البرلمانية، التي يجري الاقتراع عليها، الأسبوع المقبل، وذلك بعد حصول الدكتور سعد الكتاتني (القيادي الإخواني) على مقعد رئاسة المجلس بالفعل.

في حين يرى آخرون أن معادلة السلطة ستكون أكثر قبولا لدى كل الأطراف العالمية في حال احتوائها على طرف إسلامي (البرلمان وربما الحكومة) وطرف مستقل (الرئيس)، مع ابتعاد الطرف العسكري عن إدارة البلاد.. وذلك أفضل من أن تكون كل أركان الدولة محسوبة على التيار الإسلامي. وهو ما يبرر في نظرهم تعميم المرشد لعدم مساندة أي مرشح محسوب على التيار الإسلامي، على الرغم من إعلان ثلاث شخصيات إسلامية نيتها للترشح في انتخابات الرئاسة، هم المحامي سليم العوا، والقيادي السلفي حازم أبو إسماعيل، إضافة إلى الدكتور أبو الفتوح.

وكان المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الذي يتولى شؤون البلاد منذ إسقاط الرئيس السابق في 11 فبراير (شباط) الماضي، قد تعهد بإجراء انتخابات الرئاسة قبل نهاية يونيو (حزيران) المقبل.

ويشير المراقبون إلى أن موقف المرشد لا يعني أن «الإخوان» ستساند حتما أحد الوجوه التي أعلنت ترشحها بالفعل من الموجودين على الساحة، مثل أحمد شفيق أو عمرو موسى أو حمدين صباحي أو هشام البسطويسي، ولكن قد يدعمون مرشحا توافقيا لم يظهر على السطح بعد.

وسبق أن أكد بديع في حوار له الأسبوع الماضي على إحدى القنوات الفضائية المصرية، أن «جماعة الإخوان تفضل أن يكون المرشح يشبه الرئيس الفلسطيني أبو مازن في معادلة السلطة الفلسطينية». وقال: «سندعم مرشحا رئاسيا واحدا، إلا أننا لم نستقر عليه حتى الآن، ودعمنا مبادئ البرادعي في السابق، لكن انسحابه غير مقبول في هذا التوقيت».

فيما أوضح الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، وعضو مكتب الإرشاد، الشهر الماضي أن الجماعة لم تتوصل بعد للتوافق حول مرشح بعينه لدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الملف سيكون مطروحا في وقت قريب على مائدة البحث لاختيار مرشح يحظى بدعم الجماعة والحزب (حزب الإخوان «الحرية والعدالة»).

ويرى المراقبون أن جماعة الإخوان المسلمين، وهي الأكثر تنظيما في الحياة السياسية المصرية، سيكون لدورها أثر بالغ في تحديد شخصية الرئيس المصري القادم، وأن إعلانها لدعم أحد المرشحين المحتملين يرفع من معدلات فوزه بصورة كبيرة في الانتخابات الرئاسية المزمعة.