المجلس الوطني يتوجه برسالة مفتوحة إلى اللبنانيين لطي صفحة الماضي

سمير جعجع يرى أن المجلس وضع يده على الجرح فيما يخص العلاقات اللبنانية ـ السورية

TT

رحبت المعارضة اللبنانية بالرسالة المفتوحة التي وجهها المجلس الوطني السوري عبر مكتبه التنفيذي إلى الشعب اللبناني، التي قال إنها «فرصة لطي صفحات سود في تاريخ العلاقات السورية - اللبنانية, مرد سوادها إلى النظام الديكتاتوري في سوريا».

وكان المجلس الوطني السوري أعرب، في رسالته، عن «تطلعه إلى عمل مشترك مع لبنان المستقل والديمقراطي، من أجل معالجة فورية مباشرة لملفات ملحة»، من أبرزها «إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، في سبيل التوصل إلى اتفاقيات جديدة تراعي مصالح كل من البلدين من ناحية والمصالح المشتركة بينهما من ناحية ثانية»، إضافة إلى «تركيز العلاقات بين البلدين والدولتين في إطار التمثيل الدبلوماسي الصحيح على مستوى سفارتين، وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري، وترسيم الحدود السورية – اللبنانية، لا سيما في منطقة مزارع شبعا»، فضلا عن «ضبط الحدود المشتركة بين البلدين، وإنهاء الدور الأمني - المخابراتي، سواء التدخل في الشؤون اللبنانية، أو تهريب السلاح لجعل لبنان ساحة تتنافى ومبادئ الكيان والدولة والقانون»، على أن يتم «تشكيل لجنة تحقيق سورية لبنانية مشتركة لمعالجة ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام».

ونوهت المعارضة اللبنانية، المتمثلة في فريق «14 آذار»، برسالة المجلس الوطني. وأشار عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «ما من شك في أن مسألة العلاقة بين لبنان وسوريا هي مسألة محورية بالنسبة للبلدين، لا سيما أنها مرت، حسب التجارب في العقود السابقة، بكثير من الأزمات، بسبب عدم العمل على تنظيمها وتوثيقها».

وشدد على أن «رسالة المجلس الوطني هي مساهمة أكيدة في تأمين شروط واضحة ومفيدة للعلاقة بين البلدين، متى تغير النظام في سوريا».

وقال علوش: «لا شك في أن صدور هذه الرسالة عن المجلس الوطني سيؤدي إلى إحراج جديد للحكومة اللبنانية، التي بات في سياستها الكثير من الحرج على مستويات وطنية وعربية ودولية عدة»، مشددا على أنه «من المستغرب أن يكون الإخوة في سوريا أكثر حرصا على استقرار لبنان من الحكومة اللبنانية، ومن أتباع سوريا في لبنان».

وكانت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» أعربت، مساء أول من أمس، عن تلقيها «بسرور كبير الكتاب المفتوح الصادر عن المجلس الوطني»، واعتبرت أن «هذه الرسالة بادرة أمل وخطوة شجاعة لفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية - السورية المرتكزة على سيادة واستقلال كلا البلدين». ورأت في «هذه الرسالة التاريخية ما يستحق رد التحية بكتاب مفتوح يتناول تفاصيل ما ورد في رسالة المجلس الوطني، نظرا لأهمية الحدث بمضمونه وتوقيته، كما تتطلع إلى مزيد من التواصل لمصلحة شعبينا وبلدينا».

وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، إن بيان المجلس الوطني «يحوي الكثير من النقاط العملية التي تجعل منه مهما على صعيد العلاقة مع لبنان»، لافتا إلى أن «المجلس وضع يده على الجرح بما خص العلاقات اللبنانية - السورية». ورأى أن «بيان المجلس مدخل جديد لتصويب العلاقة بين سوريا ولبنان، على الرغم من أن العبرة تبقى في التنفيذ»، مشيرا إلى أنه «لا إمكانية لأي تسوية فيما يتعلق بمسألة بقاء النظام السوري، والمساومة تحصل لجهة كيفية رحيل هذا النظام».