مخاوف الانفلات الأمني تتجدد في الشارع المصري

في ذكرى غياب الشرطة عقب ثورة 25 يناير

الاشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الإخوان أمس تظهر أحد وجوه الغياب الأمني في شوارع مصر (أ.ب)
TT

رغم جهود حثيثة تبذلها وزارة الداخلية من أجل عودة القبضة الأمنية للشارع المصري، فإن الهاجس الأمني سيطر على أغلب كلمات النواب في جلسة البرلمان أمس.. ورغم استعراض وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الموقف الأمني أمام الأعضاء؛ فإن المحافظات المصرية تشهد تصاعد موجة كبيرة من الانفلات الأمني تنوعت بين الخطف والقتل والسطو المسلح، ويتزامن وقوع هذه الحوادث مع ذكرى مرور عام على أحداث الفوضى، التي صاحبت حالة الانفلات الأمني التي وقعت العام الماضي إبان ثورة «25 يناير (كانون الثاني)»، إثر انسحاب أجهزة الشرطة من جميع الشوارع المصرية وهروب مئات البلطجية و«المسجلين خطر» من السجون.

تأتي هذه الحوادث المتصاعدة على مدار الأيام السابقة بالتزامن مع مظاهرات ميدان التحرير وماسبيرو المتجهة نحو التصعيد السياسي بين المتظاهرين والمجلس العسكري (الذي يدير شؤون البلاد في هذه المرحلة الانتقالية)، مما عمل على إثارة المخاوف لدى المصريين من تجدد الانفلات الأمني مرة أخرى. وفي أقل من 72 ساعة، توالت أعمال السطو المسلح، التي كان من أبرزها ما حدث أمس من خطف مجموعة مسلحة 25 رهينة صينيا من العاملين بمصنع الإسمنت بوسط سيناء، مقابل الإفراج عن المعتقلين والمحبوسين على خلفية تفجيرات طابا وشرم الشيخ و«قسم ثاني العريش». وكذلك اقتحام مجموعة مسلحة في وضح النهار مكتب بريد بمنطقة حدائق حلوان بجنوب القاهرة، واستولوا منه على مبلغ 150 ألف جنيه (نحو 25 ألف دولار)، بعدما أشهروا الأسلحة النارية في وجه المارة والعاملين بالمكتب، وعقب ذلك استقلوا سيارتهم، ولاذوا بالفرار هاربين.

سبق ذلك قيام مجموعة مسلحة بمهاجمة وسرقة محل للصرافة في مدينة شرم الشيخ بمنطقة السوق التجارية القديمة، وأطلقوا النار عشوائيا على عدد من الموجودين في المنطقة المحيطة به، مما تسبب في مقتل سائح فرنسي وإصابة آخر ألماني ومصريين. وكذلك حادث السطو على فرع بنك «HSBC» بحي التجمع الخامس بالقاهرة وسرقة مليوني جنيه منه، وتمت السرقة في ظل انشغال القيادات الأمنية بتأمين وصول عدد من رموز النظام السابق للمحاكمة؛ المنعقدة بالضاحية ذاتها شمال شرقي العاصمة.

وشهد شارع جامعة الدول العربية في قلب القاهرة مشاجرة بين قائد سيارة ملاكي وأخرى ميكروباص بسبب اختلافهما على أولوية المرور بالشارع، تطورت إلى اشتباك بالأيادي بين الطرفين، مما دعا إلى قيام قائد السيارة الملاكي بإطلاق عيار ناري من سلاح مرخص كان بحوزته على سائق السيارة الأجرة، فأدى إلى إصابة الأخير ونقله إلى المستشفى، إلا أنه توفي متأثرا بإصابته، وهو ما تبعه إغلاق بعض السائقين الغاضبين الشارع لعدة ساعات أمام حركة المرور. وشهد حي حلوان (جنوب القاهرة) قيام ثلاثة مسلحين بالسطو على سيارة لنقل الأموال، وقاموا بالاستيلاء على أربع حقائب بداخلها وسرقة 3 ملايين و250 ألف جنيه قبل نقلها من بنك مصر فرع مدينة التبين. كما اعترضت مجموعة مسلحة سيارة نقل أموال تابعة لإحدى شركات نقل الأموال، وهددت طاقمها بالقتل وإطلاق الرصاص عليهم، واستولت على مبلغ 6 ملايين و100 ألف جنيه (نحو مليون دولار أميركي)، بعد إحداث إصابات طفيفة بطاقم السيارة وإتلاف إطاراتها، وهربوا بالأموال.

وشهدت قرية بمحافظة الشرقية قيام أهلها بذبح اثنين من البلطجية وتعليق جثتيهما على اثنين من أعمدة الإنارة ورجمهما بالحجارة، بعد قيامهما بقتل أحد أبناء القرية بإطلاق عدة أعيرة نارية عليه، مما دفع شباب القرية إلى مطاردة البلطجية وتبادل إطلاق النار معهم حتى تمكنوا من القبض على اثنين منهم، وقاموا بذبحهما انتقاما لابن قريتهم.

ورغم ما يشهده الشارع المصري من هذه الجرائم، فإن أعضاء موقعي «فيس بوك» و«تويتر» تعاملوا بطرافة مع هذه الحوادث، التي ظهرت من خلال تعليقاتهم بنوع من الكوميديا السوداء، التي تنتقد ما يقع من حوادث، مثل تعليقات جاءت مضمونها على غرار: «يعني حيبقي فيه عيد قومي للبلطجة والفوضى»، و«بقينا عايشين في فيلم أمريكاني بطولة لصوص مصريين»، و«بعد ما أحيينا ذكرى الثورة.. البلطجية يحيون ذكرى الانفلات الأمني».