الثورة السورية تحيي الذكرى الثلاثين لمجزرة حماه

غليون لـ«الشرق الأوسط»: مجازر الأسد الابن امتداد لمجزرة الأب وتذكر بالطبيعة الإجرامية لهذا النظام

في احتجاجات ضد النظام السوري، فتيات يحملن شعارات ساخرة في إدلب أمس (صورة من موقع المركز الإعلامي السوري)
TT

تحيي الثورة السورية والمعارضة بكل أطرافها وممثليها اليوم الخميس وغدا الجمعة، الذكرى الثلاثين لمجزرة حماه، التي ارتكبها النظام السوري في الثاني من فبراير (شباط) من عام 1982. وأعلنت المعارضة السورية أنها دعت «كافة المجالس الثورية والتنسيقيات في سوريا والصفحات الإعلامية الثورية للمحافظات، للمشاركة الفعالة تضامنا مع ضحايا المجزرة، وما تعرضت له مدينة حماه من إجرام لمرتين؛ الأولى خلال المجزرة والثانية من خلال التعتيم عليها لمدة ثلاثين عاما».

وللمناسبة، اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، أن «المجازر التي يرتكبها الأسد الابن (الرئيس السوري بشار الأسد)، هي استمرار لمجزرة حماه التي ارتكبها الأسد الأب (الرئيس الراحل حافظ الأسد)، وهي تؤكد أن هذا النظام قائم على العنف والوحشية والإرهاب». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يشاهده العالم اليوم من مجازر مروعة في الأحياء والمدن والمناطق السورية، يذكر بطبيعة هذا النظام الذي ليست لديه سياسة». وقال «نأمل مع سقوط هذا النظام أن تطوي سوريا مرحلة مأساوية دامت أربعين عاما، ونأمل بهذه المناسبة (ذكرى المجزرة) أن تسلك المشاورات في مجلس الأمن الدولي منحى إيجابيا». ورأى أن «كل دول العالم وحتى روسيا باتت مقتنعة بأن هذا النظام يقتل شعبه لأنه يطالب بالحرية، وكل العالم يدرك الآن أن ما يجري في سوريا هي قضية شعب».

ويترافق إحياء الذكرى في الداخل السوري، مع تحرك في عدة دول عربية وأجنبية يتولاه المغتربون السوريون، ويبدأ بـ«إعداد ملف قضائي لمحاكمة مجرمي المجزرة أمام محكمة الجنايات الدولية وانتزاع اعتراف دولي بها». وقد أوضح عضو «مجلس ثوار حماه» أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط»، أن «إحياء هذه الذكرى للمرة الأولى هي لتذكير الناس الذين كانوا غائبين أو غيبوا قسرا عن تلك الأحداث الأليمة، أو الذين ولدوا بعد المجزرة، بحقيقة ما جرى». وقال «أعتقد لو أن المدن السورية الأخرى ناصرت حماه وانتفضت لكانت سوريا انتصرت على هذا النظام قبل 30 سنة ولما كانت المجازر ترتكب الآن على كل الأراضي السورية». مؤكدا أن «التاريخ يعيد نفسه، إذ لا اختلاف بين حافظ ورفعت وبشار الأسد، فهي الرؤوس نفسها التي تمعن في تدمير سوريا وقتل شعبها». وشدد الحموي على أن «برنامج التحرك (اليوم) يكون على أربع مراحل، الأولى: مظاهرات للتنديد بالمجزرة، ويرتدي خلالها المتظاهرون اللباس الأسود ويضعون في يدهم اليمنى شريطة حمراء ترمز إلى الدماء التي سالت في هذه المجزرة، والثانية: مخصصة لحرق صور حافظ ورفعت الأسد الذي كان (رفعت) قائدا لسرايا الدفاع وهو الذي دخل حماه وأشرف على المجزرة، الثالثة: إطلاق بالونات حمراء اللون في سماء كل المدن السورية ليتذكر عبرها الصامتون أنه في مثل هذا اليوم قتل أكثر من 40 ألف بريء، وانتهكت حرمات الأطفال والنساء والشيوخ وسنكتب على كل بالون، اسم شهيد من شهداء حماه، أما المرحلة الرابعة فمخصصة لإقامة صلاة الغائب والوقوف 30 ثانية حدادا على أرواح الشهداء».

وأطلقت المعارضة على برنامج نشاطاتها لليوم الخميس اسم «مجزرة حماه ومحاكمة مجرميها». أما تحرك الغد فعنوانه «جمعة عذراً حماه.. سامحينا». وأشارت إلى أن «المشاركين في تطبيق هذا البرنامج هم: المجلس الوطني السوري، الهيئة العامة للثورة السورية، لجان التنسيق المحلية، المجلس الأعلى لقيادة الثورة، مجلس ثوار محافظة حماه، صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد، شبكة شام الإخبارية، شبكة فلاش سوريا، شبكة أوغاريت الإخبارية، المركز الإعلامي السوري والصحافة السورية الحرة».