عراك بين صحافي لبناني وصحافي سوري معارض على الهواء مباشرة

جوزيف أبو فاضل كال الشتائم لمحيي الدين اللاذقاني... ثم توجه نحوه وضربه

أبو فاضل يتوجه نحو اللاذقاني قبل أن يضربه على الهواء
TT

تحول نقاش سياسي حول الأزمة السورية بين الصحافي اللبناني جوزيف أبو فاضل، المقرب من فريق «8 آذار» والنظام السوري، والصحافي والمعارض السوري الدكتور محيي الدين اللاذقاني، في برنامج «الاتجاه المعاكس» الذي يقدمه الإعلامي فيصل قاسم مباشرة على قناة «الجزيرة» القطرية أول من أمس، إلى مواجهة ثنائية تخللها سيل من الشتائم وتضارب بالأيدي، في مشهد أعاد إلى الأذهان شجارا مماثلا حصل بين الوزير «البعثي» السابق فيصل شكر والنائب السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش، على خلفية نقاش في الملف السوري أيضا.

وفي التفاصيل، فإن أبو فاضل بعد توجيهه انتقادات حادة إلى الدول العربية، وبينها قطر، متهما إياها بالتآمر على سوريا، رد عليه اللاذقاني سائلا إياه: «ألم تكن أنت شخصيا ترفع لافتة تشكر قطر»، فما كان من أبو فاضل إلا أن فقد أعصابه وبدأ يكيل الشتائم يمنة ويسارا متلفظا بعبارات نابية مباشرة على الهواء، ثم ما لبث أن وقف عن كرسيه متوجها باتجاه اللاذقاني الذي اكتفى بالرد عليه كلاميا، وبدأ بضربه مباشرة على الهواء، من دون أن يتمكن قاسم من ثني ضيفه اللبناني عن تصرفاته هذه.

ويأتي هذا المشهد الذي لم تعتد عليه القنوات العربية كثيرا، بعد إشكال مماثل حصل مباشرة على الهواء، منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، حين تابع مشاهدو برنامج «بموضوعية» مع الإعلامي وليد عبود على قناة «إم تي في» اللبنانية نقاشا حاميا بين مصطفى علوش (المستقبل) وفايز شكر (البعث)، عكس التباين القائم في وجهات النظر اللبنانية حيال مقاربة الملف السوري. وبدأ الإشكال حينها مع إشارة علوش إلى أنه لا يصدق كلام الرئيس السوري بشار الأسد واصفا إياه بالكاذب، بعد استفزازه من قبل شكر الذي سارع إلى توجيه كلام مهين وجارح لخصمه، لترتفع بعدها حدة النقاش المتشنج مع استخدام كلام ناب من الطرفين، تطور إلى رشق شكر لعلوش بكوب من الماء. وما كان من علوش إلا أن قام من مقعده متوجها نحو شكر، الذي لم يجد أمامه إلا كرسيه، وما إن هم برفعه حتى تدخل فريق عمل البرنامج لتهدئة الضيفين وتم قطع البث بالكامل. ثم عاد عبود بعد فاصل إعلاني طويل ليعتذر للمشاهدين باسمه وباسم ضيفيه، ويكمل حوارا قصيرا معهما، كل على حدة.

وفي حين نفى أبو فاضل، الذي عاد إلى بيروت أمس، ما تم تداوله عن توقيفه من قبل السلطات القطرية بعد توقيف بث الحلقة، لافتا إلى أنه «لقي تعاونا كاملا وتسهيلا من السلطات القطرية»، أكد اللاذقاني أمس أن أبو فاضل هدده بالقتل حين انتفض واقفا وهو غاضب ليلة أول من أمس. وقال، في تصريح صحافي أمس: «صرخ بي مرتين: (بدي أقتلك.. بدي أقتلك)، ثم مد يده داخل جيبه، وبعدها هجم نحوي وراح يشتمني، وعلى الرغم من ذلك لم أتلفظ بأي كلمة مشينة نحوه كي لا أنزل إلى مستواه». ولفت إلى أنه «فكر في لحظة غضبه بأن يضرب أبو فاضل بجهاز حاسوب محمول كان أمامه على الطاولة «لكن أخلاقي كانت أسرع من غضبي فأرجعتني إلى مستواي الإنساني، وبقيت فقط أحذره بأنني قد أضربه وأذله، لكنه استمر بالاعتداء والشتيمة».

وعلى الرغم من قطع بث الحلقة خلال الشجار، فإن الضيفين أكدا أمس أنه استمر لدقائق. وبعدما لم يتمكن قاسم من تهدئة ضيفيه، تدخل أحد المصورين لفض الاشتباك، ونجح في ذلك بعد أن نال حصته من الضرب ووقع أرضا.

وفيما لم يقنع انفعال أبو فاضل مشاهدين كثيرين، وهو ما عكسته التعليقات المنشورة على مواقع الإنترنت، خصوصا أن ما جاء على لسان اللاذقاني لم يستأهل عصبية خصمه اللبناني التي بدت «مفرطة»، أكد اللاذقاني أنه لن يدعي على أبو فاضل و«لن ينزل إلى مستواه، تماما كما تفعل الثورة المباركة في سوريا، فهي ترفض أن تمارس ما يمارسه النظام في حقها».