الانشقاقات المتزايدة في النقاط الساخنة مردها تضليل الجيش وإعطاؤه أوامر بقتل المدنيين

الجيش السوري الحر: أكثرها في المناطق التي يستفحل فيها ظلم النظام

أحدهم يشير لصور ضحايا مجزرة حماه، في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

أثارت حركة الانشقاقات المتزايدة في صفوف الجيش السوري في المناطق الساخنة انتباه المتابعين لتطورات الأحداث السورية، خصوصا في المدن والقرى التي دائما ما تكون مسرحا للمواجهة بين الجيش النظامي وقوات الأمن من جهة، والثوار المدنيين من جهة أخرى. وأجمعت آراء ضباط قادة في «الجيش السوري الحر»، وناشطين في صفوف الثوار، على أن السبب الرئيسي لهذه الانشقاقات هو «تضليل الجنود بأنهم يواجهون على الأرض عصابات مسلحة، بينما يجد هؤلاء أن معركتهم المفروضة عليهم هي مع أهلهم من المدنيين العزل». فقد اعتبر المقدم المظلي المنشق خالد الحمود، أن «الانشقاقات تحصل بشكل أكبر في المناطق التي يتجذر فيها ظلم النظام منذ بداية الثمانينات». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر هذه الانشقاقات كانت في منطقتي جبل الزاوية وحمص، اللتين تخلص أبناؤهما من عقدة الخوف وقرروا مواجهة النظام وأزلامه على الأرض، ثم توسعت إلى مناطق أخرى في حماه وإدلب وريف دمشق ودرعا». وقال إن «بلدة أبديتا التي هي بلدة العقيد رياض الأسعد وبلدتي لم يبق ضابط واحد من أبنائها في الجيش النظامي، فكلهم تمردوا وانتفضوا على النظام وانشقوا والتحقوا بالجيش الحر». وأضاف الحمود «أنا على تواصل دائم مع عدد كبير من الضباط الذين ما زالوا في الجيش النظامي، وكلهم يبدون رغبتهم في الانشقاق، لكن عامل الخوف يغلب عليهم وكذلك عدم تأمين الممرات الآمنة لهم، وهذه الرغبة تنبع من كون الجيش السوري يعيش تحت حكم المخابرات وعصابات ومافيا النظام».

بدوره، عزا المتحدث باسم «المجلس العسكري للجيش السوري الحر» الرائد ماهر النعيمي «سبب الانشقاق في المناطق الساخنة إلى إعطاء الأوامر للجيش بقتل المدنيين العزل». وأوضح النعيمي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في كل مواجهة مع المتظاهرين يزج الجيش بها، فإن قسما من الضباط والجنود يرفضون تنفيذ الأوامر وينشقون عن الجيش»، مشيرا إلى أن «ارتفاع أو انخفاض عدد المنشقين مرتبط بمدى حدة وضراوة الضغط الناري والقتالي في هذه المنطقة أو تلك». وكشف أن «عمليات الفرار والانشقاق لم تقتصر على الضباط والجنود السنة، فهناك ضابط علوي أعلن انشقاقه منذ أشهر، وكذلك جنود ورتباء علويون، ولكن لم يلتحق هؤلاء بنا، وربما آثروا عدم القتال وفروا إلى مناطقهم وقراهم واختبأوا فيها».

أما الناشط السوري آدم الحمصي، فرأى أن «التصعيد العسكري غير المبرر هو الدافع الأساسي لعمليات الانشقاق على الأرض». وأعلن لـ«الشرق الأوسط» أنه عاين عدة حالات انشقاق في مدينة حمص، بحيث كان الجنود يتركون مراكزهم العسكرية ويلتحقون بالمتظاهرين». وقال «إن المنشقين كانوا يخبروننا بأن النظام كان يكلفهم بمهام القضاء على العصابات المسلحة، وعندما ينزلون على الأرض يجدون الأمر مختلفا ولا يشاهدون إلا تحركات المدنيين العزل، حتى إن بعض الجنود عندما يتسنى لهم الاتصال بأهلهم ينصحهم الأهل بألا يقتلوا شعبهم». وأعلن أن «المدنيين يستقبلون المنشقين بصدورهم الرحبة ويؤمنون لهم المأكل واللباس والمسكن رغم المخاطرة الكبيرة في ذلك». وقال آدم «لقد شهدت أكثر من عملية انشقاق وصورتها، وهذه الانشقاقات هي التي يراهن عليها الشعب السوري وستقلب الموازين على الأرض».