الرئيس التونسي يعلن طرد السفير السوري من تونس ويطالب الأسد بالتنحي

راشد الغنوشي يساند قرار غلق السفارة

TT

أعلن رئيس الجمهورية التونسية، المنصف المرزوقي، أمس، قرار طرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق «مع تزايد سقوط قتلى في سوريا على يد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد».

وقال بيان رئاسة الجمهورية: «تعلن تونس عن الشروع في الإجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق».

وأضاف أن «تونس تعبر عن تضامنها الكامل مع الأشقاء في سوريا، معتقدة أن هذه المأساة لن تعرف طريقها إلى الحل إلا بتنحي نظام بشار الأسد عن الحكم في دمشق وفسح المجال لانتقال ديمقراطي للسلطة يحقق للشعب السوري الشقيق الأمن على أرواح وممتلكات بناته وأبنائه».

وأعلن راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الإسلامي، من ناحيته، عن تأييد تونس «للمجلس الوطني السوري واعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري»، وساند قرار «غلق السفارة وطرد السفير السوري من تونس». كان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد هدد أي دولة تعترف بـ«المجلس الوطني» باتخاذ إجراءات صارمة ضدها، واصفا المجلس بـ«غير الشرعي»، وهو ما قد يضع العلاقات التونسية - السورية أمام أكثر من احتمال. وترك قرار المرزوقي طرد السفير السوري من تونس أكثر من تساؤل حول تداعيات هذا الموقف على الصراع الدائر في سوريا منذ أشهر. ورأت أطراف سياسية أن هذا القرار يحمل خطوة إلى الأمام نحو سحب البساط من تحت أقدام نظام بشار الأسد وهو قد يشجع دولا أخرى على اتخاذ الموقف نفسه، في حين اعتبرت أطراف أخرى الموقف عاديا وهو يندرج في إطار التماشي السياسي التونسي نفسه؛ حيث كان المرزوقي قد سارع منذ فترة إلى افتتاح مؤتمر المجلس الوطني السوري، وهو ما اعتبر منذ ذلك التاريخ اعترافا غير مباشر بالثورة السورية وانتظارا للتوقيت المناسب للاعتراف بالمجلس.

حول هذا القرار، قال عبد الله التركماني، عضو المجلس الوطني السوري من تونس: إن القرار جريء، وهو يقطع خطوة مهمة وأساسية نحو الاعتراف الكامل بالمجلس والقطع مع النظام السوري الذي يسعى إلى إبادة ما تبقى من السوريين. وصرح التركماني، وهو يشارك في وقفة احتجاجية نظمت أمس أمام مبنى السفارة السورية في تونس، بأن ما يفعله النظام السوري ضد كل الأعراف الإنسانية (في إشارة إلى قتل 200 سوري في حمص ليلة الاحتفال بالمولد النبوي)، وهو بذلك قد فقد آخر أوراق التوت، على حد تعبيره.

وحول الموضوع ذاته، قال المنذر ثابت (محلل سياسي تونسي) إن الأمر فيه الكثير من المجازفة السياسية وخلخلة شبكة العلاقات التقليدية بين تونس ومحيطها العربي. واعتبر ثابت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تونس ليست في وضع من يعطي دروسا في الديمقراطية، والحال أن الانتقال الديمقراطي لا يزال يهدده العنف والتعصب. وصرح ثابت بأن الموقف التونسي لا يبتعد كثيرا عن الموقف الأميركي الأكثر تأثيرا على الجبهة المنادية بالإطاحة بالنظام السوري. واعتبر الإطاحة بنظام الأسد خطوة مهمة نحو تفكيك حزب الله اللبناني وبسط الهيمنة الأميركية على منطقة الخليج استعدادا للانقضاض على إيران.

وبشأن تأثير هذا القرار على بقية مسار الثورة السورية، قال ثابت إن تصريحات المسؤولين في تونس تزعج الكثير من الأطراف العربية، وهو ما يدعو إلى مراجعة بعض المواقف حفاظا على علاقات تونس مع عدة دول عربية.