الجعفري يعطي دروسا في التاريخ ويهاجم الدول العربية

تحدث عن صحافي في «الجزيرة» أبلغه أن هناك تعليمات جاءت بالتسخين

TT

بدأ سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري كلمته بالإشارة إلى «دروس التاريخ»، وإلى رواية «دكتور فاوست» للأديب الألماني يوهانس غوته، عن «مخاطر شخص ما، ولو كان عاقلا جدا، ببيع روحه إلى الشيطان». وأيضا، أشار إلى جملة قالها رمزي كلارك، وزير العدل الأميركي السابق، عن «أن الأمم المتحدة خلقت لوقف الحرب، لكنها أصبحت أداة للحرب».

وقال إن الدول الغربية تريد حل مشاكلها «على حساب الشعوب النامية». لكن دولا أخرى تعارض ذلك. وأشاد بموقف روسيا والصين من دون أن يستعمل اسميهما.

وقال إن مجلس الأمن صار «يهدد الأمن العالمي»، بدلا من المحافظة عليه. وقال إن سوريا التي ظلت «تدافع عن حقوق الشعوب»، صارت «ضحية أطراف لا تريد الخير لها». وأشار إلى استعمال السلاح والإعلام «لتدمير سوريا»، وإلى «تخريب» بنى أساسية، منها خطوط نفط، وسكك حديدية، ومبان حكومية.

ونفى السفير أن حكومته يمكن أن تقوم بعمل عنيف في يوم يجتمع فيه مجلس الأمن. وأشار إلى «أعمال إجرامية» تقوم بها المعارضة، وإلى الهجوم على السفارات السورية في عدة عواصم، وانتقد مجلس الأمن لأنه لم يدِن ذلك.

وقال إن «نوايانا صادقة»، وأشار إلى أن تقرير مراقبي الجامعة العربية «أنصف سوريا»، وأكد تنفيذ سوريا لالتزاماتها. وقال: «إذا توقف القتل، توقفت الدول التي تقدم مليارات الدولارات للجماعات المسلحة، كانت سوريا أوفت بتنفيذ الخطة العربية».

وانتقد بعض الدول الخليجية، وقال إنها «نقلت القضية إلى مجلس الأمن لتدويل شأن عربي، خلافا لأحكام الجامعة العربية نفسها». وانتقد الحكام العرب، وقال إنهم كانوا يريدون تدويل الأزمة السورية.

وقال إن تقرير المراقبين أشار إلى «تجاوب من الجانب الحكومي»، وتسهيل المقابلات، وعدم فرض أي قيود على تحركات أعضاء البعثة.

وشن هجوما عنيفا على قناة «الجزيرة»، وأشار إلى برامج ظهر فيها الرئيس التونسي الحالي، قبل أن يصبح رئيسا، وناشط سوري. وأن مقدم البرنامج قال للرئيس التونسي: «لا تسألني عن مصادر معلوماتي، ولكني تلقيتها من مستويات عليا في الدوحة. وهي تفيد بأن النظام السوري سيتغير بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني)، في نفس يوم اجتماع الجامعة العربية الذي حول القضية إلى مجلس الأمن».

وقال السفير إن مجلس الأمن يجب أن ينتقد أيضا الدول التي تخرق حقوق الإنسان. وقال إن هذه الدول، من دون أن يسميها، هي نفسها التي منعت إصدار قرار يطرح مشروعا لتحقيق الحرية في كل الدول العربية، من دون إصدار قرار عن سوريا فقط.

وقال إن هناك دولا عربية تبنت مشروع القرار، تمنع مشاهدة النساء لمباريات كرة القدم، وتطلب من سوريا «أن تكون ديمقراطية».

وقال إن الإصلاح من حق كل المواطنين، لكن سوريا ترفض الفوضى، وزعزعة الاستقرار. ورحب بـ«كل من يريد حل المشكلة سلميا». وانتقد السفير مشروع القرار لأنه، رغم أنه أكد أهمية الحوار، لم يشر إلى «الذين يعارضون الحوار». وقال إن الحكومة السورية كررت أنها مستعدة «لحوار وطني شامل لا يستثني أحدا».

وقال إن الذين عارضوا الحوار من السوريين عارضوه لأن دولا خارجية تدعمهم. وإنه يأمل من الدول التي صوتت مع مشروع القرار بأن تنصح المعارضة للدخول في حوار وطني. وبأن تتحاشى التدخل في شؤون سوريا الداخلية. وأضاف أن سوريا «ستبقى وطن التسامح والانفتاح». وأن «السوريين سيحققون ذلك بأنفسهم من دون تدخل خارجي»، ومن دون نصائح من دول، وصفها بالانتهازية وبخرق حقوق الإنسان.

وأشار إلى كلمة السفيرة الأميركية سوزان رايس التي قالت فيها إنها تحس بالاشمئزاز بسبب الفيتو من جانب روسيا والصين. وقال إن الولايات المتحدة استعملت ستين فيتو في مجلس الأمن للحيلولة دون حل عادل للمشكلة بين العرب وإسرائيل.

وفي نهاية خطابه أشار إلى صحافي في مكتب «الجزيرة» بلندن أبلغه بأن «توجيهات صدرت من الخارجية القطرية بتسخين التغطية هذه الليلة، قبل ساعات من قرار مجلس الأمن». وتساءل عن أوامر سياسية إلى قناة «تدعي أنها إعلامية». ونفى أن تكون «هناك مذابح تجري في سوريا».