الجيش اللبناني ينفذ عمليات دهم في بلدات حدودية بحثا عن «مهربي أسلحة» إلى سوريا

أحمد الحريري لـ «الشرق الأوسط»: نحذر من زج الجيش في دهاليز ما يرسمه نظام الأسد

TT

نفذ الجيش اللبناني على مدى الـ24 ساعة الماضية عملية انتشار واسعة في بلدات جبل أكروم ووادي خالد القريبة من الحدود السورية، وربطت مصادر بين هذه التحركات وما نشرته بعض وسائل الإعلام اللبنانية الموالية للنظام السوري، عن وجود تدريبات لعناصر من الجيش السوري الحر في منطقة وادي خالد، وعمليات تهريب أسلحة. وأفادت مصادر ميدانية بأن الجيش «أقام حواجز تفتيش في عدد من النقاط داخل عدد من البلدات، كما عزز وجوده على الحدود مع سوريا».

وفي حين حمل نواب عكار (شمال لبنان) بعنف على هذه الإجراءات، عبر الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، عن تخوفه من «أيام عصيبة سيواجهها لبنان». ورأى في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «البعض في لبنان مصرّ على إدخالنا في أتون الأزمة السورية التي على ما يبدو بدأت شظاياها تصل إلى لبنان من خلال ما يقوم به الجيش اللبناني في بعض مناطق عكار». وسأل ما معنى دعوة الجيش اللبناني للذهاب إلى بلدات أكروم ووادي خالد وعرسال (الواقعة على الحدود السورية) استجابة لإشاعات تتحدث عن عناصر من الجيش السوري الحر في هذه المناطق؟ ألا تؤدي هذه التصرفات إلى فرط الجيش اللبناني وانقسامه؟ ودعا الحريري قيادة الجيش إلى «عدم زج الجيش في متاهات ودهاليز ما يخطط له النظام السوري»، مشيرا إلى أن «ما يقوم به الجيش في عكار الآن لا تستطيع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أن تغطيه».

ورأى نواب منطقة عكار في كتلة المستقبل: معين المرعبي، خالد ضاهر، وخالد زهرمان أنه «بعد تلقي رئيسي الجمهورية (ميشال سليمان) والحكومة (نجيب ميقاتي) وقائد الجيش (العماد جان قهوجي) لأوامر مشددة من السفير الأسدي (السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي) ورئيس المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، وتزامنا مع التصعيد المجرم من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الذي قام بقتل أكثر من 300 شهيد وجرح أكثر من 1300 مواطن سوري خلال يوم واحد، قامت قيادة الجيش اللبناني بتحريك عدد من قطعاتها إلى داخل منطقة أكروم ووادي خالد بدلا من نشرها على الحدود الشمالية لمنع التعديات الأسدية على الأهالي في هذه المنطقة من الوطن».

وقال النواب في بيان لهم: «إننا إذ نرحب أشد الترحيب بوجود الجيش اللبناني في الربوع العكارية، نحذر من أن تكون الغاية من هذه التحركات إرهاب أهالي المنطقة وضيوفهم اللاجئين السوريين بدلا من الانتشار على الحدود لصون الكرامة والسيادة الوطنية ولحماية المنازل والأهالي والأطفال والنساء والشيوخ من اعتداءات قوى النظام الغاشم». ودعوا قيادة الجيش إلى «القيام بواجبها الوطني للانتشار على الحدود الشمالية منعا لكل التعديات»، كما دعوا «جميع أهالي عكار إلى الوقوف صفا واحدا لحماية الإخوة السوريين اللاجئين بسبب المجازر والقتل والتعذيب والاعتقال والممارسات التي ما أنزل الله بها من سلطان».

إلى ذلك أوضح أحد أبناء وادي خالد، الناشط أحمد سليمان، أن «الجيش اللبناني نفذ ليل أمس (أول من أمس) عملية إنزال في وادي خالد وقام بعمليات دهم محدودة وأقام حواجز تفتيش في المنطقة». وقال سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن ينتشر الجيش على الحدود مع سوريا ويضبط هذه الحدود بشكل كامل، ويضع حدا للأكاذيب التي دأب الإعلام اللبناني الموالي للنظام السوري على ترويجها، بأن هناك معسكرات تدريب للجيش السوري الحر في وادي خالد». مؤكدا أنه «لا وجود لا للجيش الحر ولا لأي مظاهر مسلحة ولا تهريب للسلاح، بل هناك دس واستهداف للمنطقة من الإعلام المغرض». وحول مقاطع الفيديو التي تسوق لمن قيل إنهم عناصر من الجيش الحر يتدربون في وادي خالد، رد بالقول: «لقد طالبنا وزارة الدفاع بأن تحضر هذه الأشرطة المضللة وتحقق في صحتها ومكان تصويرها وتتخذ الإجراءات المناسبة، فنحن ليس لدينا سلاح أو مسلحون وليبق الجيش في المنطقة لأنه يطمئننا، ويحمينا مما يخططه الجانب السوري لمنطقتنا، في ظل انتشار عدد كبير من الدبابات السورية التي تتمركز على طول الحدود».