مؤذن مجلس الشعب المصري لـ«الشرق الأوسط»: مصمم على رفع الجلسات في أوقات الصلاة

النائب السلفي ممدوح إسماعيل: لو عاقبني البرلمان ستكون سبة في تاريخ «الإخوان»

النائب البرلماني ممدوح إسماعيل خلال رفعه أذان العصر وسط قاعة المجلس وقت انعقاد الجلسة أمس
TT

قال النائب السلفي في مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) المصري، ممدوح إسماعيل، الذي رفع آذان العصر أثناء جلسة للمجلس، أمس، في واقعة نادرة، إنه مصمم على مطلبه لرئيس البرلمان، سعد الكتاتني، وهو قيادي بجماعة الإخوان، بإلزامه برفع جلسات المجلس في أوقات الصلاة.

وحذر إسماعيل الجماعة في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» أمس، بقوله: «إذا عاقبني البرلمان، ذو الأغلبية الإخوانية، فستكون سبة في تاريخ الجماعة». ومن جانبه اعتبر الكتاتني ما قام به إسماعيل مزايدة قائلا إنه «ليس أكثر منا إسلاما».

وأضاف الرجل الذي أصبح البعض في مجلس الشعب يطلق عليه بعد واقعة أمس اسم «مؤذن المجلس»، إنه فوجئ بهجوم «الإخوان» عليه، حين قام برفع الآذان، بينما التزم السلفيون الصمت. وينتمي النائب إسماعيل لحزب الأصالة السلفي، رغم قوله أمس إنه جمد عضويته في هذا الحزب دون ذكر أسباب.

ويحوز الإسلاميون نحو 74 في المائة من مقاعد البرلمان، ويخضعون لمتابعة من الرأي العام المحلي والدولي في أول تجربة لهم كأغلبية نيابية في بلد كبير يتلمس مستقبله. و«الأصالة» أحد الأحزاب المنتمية للتيارات الإسلامية التي وافقت لها السلطات على العمل بعد أن كانت محظورة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. ويعرف إسماعيل بأنه محام للإسلاميين.

وعن سبب قيامه برفع الآذان في الجلسة، قال إسماعيل إنه يرجع لرفض الكتاتني رفع الجلسات أثناء وقت الصلاة. وأذَّن بينما النواب يتناقشون، بعد أن وقف حيث كان يجلس في آخر الصفوف في قاعة البرلمان، التي شهدت في السابق ما يسميه نواب «شطحات» و«كلمات» و«مواقف» ممن سبقوهم، وظلت عالقة في ذاكرة البرلمان بعمره البالغ 130 سنة، سواء أثناء صراع حكومة «الوفد» مع الملك، أو في أيام حكم العسكر بعد عام 1952.

وعن تفسيره لاعتراض نواب «الإخوان» على ما قام به، قال إسماعيل: «جماعة الإخوان تريد أن تسيِّر المجلس كيفما ترى. لو فعل واحد منهم ذلك لصفقوا له، فالمسألة تدار بمنطلق الحزبية والعصبية فقط، مع احترامي وتقديري لهم».

وعما إذا كان يتوقع إحالته للجنة القيم ذات العقوبات المشددة في البرلمان، قال إسماعيل: «لا.. لأن نوابا كثيرين فعلوا أكثر من ذلك، وشاغبوا وتلفظوا بألفاظ غير لائقة، ولم يتخذ معهم أي إجراء.. أنا قمت بالآذان فقط، ولو اتخذ معي إجراء تبقى سبة في تاريخ الإخوان المسلمين»، مشيرا إلى أنه يفكر في تكرار رفع الآذان مرة أخرى، قائلا إنه يحاول «وضع حد لهذا التسيب، وسأعيد التحدث مع رئيس البرلمان لرفع الجلسة أثناء الصلاة». ويوجد مسجد في مجلس الشعب يقع بين المدخلين الخارجي والداخلي. وحين رفع إسماعيل الآذان أثناء سير الجلسة، طلب منه الكتاتني الجلوس، وقال له «من يريد أن يؤذن فليذهب إلى المسجد، وهو على بعد خطوات من قاعة المجلس»، مشيرا إلى أن «الموجودين من الأعضاء داخل القاعة مسلمون، ولست بأفضل منهم». بينما عقب الشيخ سيد عسكر، وهو من نواب «الإخوان» ورئيس لجنة الشؤون الدينية بالمجلس، بأنه يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر قصرا لعدم الوقوع في الحرج، لكن إسماعيل قال إن عسكر «تكلم برؤية فقهية، كأنه مفتي جماعة الإخوان، وليس عالم دين». وأضاف: «أنا أتحدث عن أصول شرعية.. جمع الصلاة لا يكون إلا لعلة مطر أو علة مرض فقط».