اليمن: نائب الرئيس يدشن حملته الانتخابية وسط دعم عربي ودولي

المتحدث باسم هادي لـ «الشرق الأوسط»: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هما برنامج عمل النائب لدى توليه مهام الرئاسة

عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني في حفل تدشين حملته للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 21 فبراير الحالي (أ.ب)
TT

دشن نائب الرئيس اليمني، مرشح التوافق الوطني في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 من الشهر الحالي، أمس، حملته الانتخابية مرشحا وحيدا في الانتخابات التي تأتي في ضوء المبادرة الخليجية التي قبل بها الرئيس علي عبد الله صالح، التي تنص على تنحيه، في وقت أعلنت فيه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، التزامها الكامل بدعم العملية السياسية في اليمن. وتجري الانتخابات اليمنية في ظل غياب الرئيس علي عبد الله صالح عن المشهد السياسي بعد قبوله بالتنحي ووجوده، حاليا في الولايات المتحدة للعلاج. وأكد يحيى العراسي سكرتير نائب الرئيس اليمني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف في لندن، أن «تدشين الحملة الانتخابية يعني أننا الآن على أعتاب الانتخابات المقررة يوم 21 فبراير (شباط) الحالي، وهي خطوة مفصلية في هذا السياق». وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول وجود برنامج عمل لنائب الرئيس بعد انتخابه رئيسا انتقاليا للبلاد، قال العراسي: «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي برنامج عمل الأخ النائب منذ اليوم الأول لتوليه مهام الرئاسة».

وفي هذا الصدد انعقد، أمس، لقاء رسمي لتدشين حملة هادي لمنصب الرئاسة، في كلية الشرطة، قال فيه إن اللقاء «بقدر ما يمثل لي شخصيا من اعتزاز، فإنه سيمثل بالتأكيد رسالة أمل لأبناء هذا الشعب الذي تعب وكلّ وملّ من أزمة أنهكته ودمرت حياته، بأن عجلة التغيير قد بدأت في الدوران فعلا، وهو ما يحملنا مسؤولية وطنية وأخلاقية للمضي قدما في إتمام ما بدأناه باعتبار أن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب، خاصة أننا نحتكم جميعا لمرجعية ارتضيناها تتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الذي يتوجب على الموقعين عليها احترامها وتنفيذها؛ كل في ما يخصه وبحسب ترتيب بنودها وآليتها التنفيذية المزمنة، حيث أصبحت مظلة شرعية وطنيا وإقليميا ودوليا».

وقال هادي: «أستطيع القول إن اليمن قد اجتاز المرحلة الأصعب مهما اختلف البعض في تقدير نسبة نجاحها ومهما حاول البعض أن يمثل حجر عثرة في الطريق، إلا أن المضي صوب الإنجاز ظل وسيظل أقوى من التردد، أو المواربة، انطلاقا من تغليب المصلحة الوطنية العليا.. نعم قد تكون أياما حرجة، إلا أنني واثق من تخطيها لأسباب موضوعية؛ تتمثل في أن الشعب أولا لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الصبر على معاناة طالت أكثر مما يجب وأرهقته بأكثر مما يتحمل، وثانيا: القناعة التي لمستها لدى شركاء العمل السياسي بضرورة إخراج البلاد من أزمتها والناس من محنتهم إلى بر الأمان. وثالثا: ما أعلمه من تصميم إقليمي ودولي على متابعة مساعدة اليمن لكي يصل إلى بر الأمان».

وأشار مرشح الرئاسة اليمنية إلى أن «الانتخابات المقبلة تكتسب أهميتها لكونها تمثل المخرج الأمثل لأزمة سياسية كادت أن تتحول إلى حرب أهلية، ولأنها البوابة الوحيدة المتاحة التي من خلالها نعبر إلى فترة الانتقال التاريخية التي وإن كانت بحساب الزمن قد تكون قصيرة، إلا أنها وبحكم القضايا التي سيتم نقاشها والتغيير الذي ستحدثه في مختلف المجالات والمناحي الشاملة، ستكون بالتأكيد علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث».

وبالتزامن مع تدشين الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني، عبد ربه منصور هادي، أعلن سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي التزامهم «الكامل نحو عملية الانتقال السياسي المستندة إلى الاتفاقية الخليجية المبرمة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 لعام 2011».

ووصف سفراء تلك الدول، في بيان وزعته السفارة الأميركية وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الانتخابات بأنها «خطوة مهمة»، ودعوا «كل الأحزاب السياسية والسلطات العسكرية وزعماء القبائل والمناطق والشباب والجهات الفاعلة غير الحكومية في المجتمع المدني للعمل معا لضمان أن تكون الانتخابات الرئاسية شاملة قدر الإمكان، وأن تُجرى بعيدا عن العنف وفي ظل روح من التعاون البناء».

وأعربت الدول الخليجية والغربية عن أملها في التزام «جميع الأطراف بالعمل من أجل تحسين الظروف الأمنية في جميع أنحاء البلاد، وحماية المدنيين والبنية التحتية الوطنية مثل أنابيب النفط وإمدادات الكهرباء، واحترام حقوق الإنسان، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وتحقيق العدالة لجميع المتضررين من الأزمة في العام الماضي، والمصالحة الوطنية، وكذا توحيد الجهود لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة».

ويفترض أن تجري في 21 فبراير الحالي انتخابات رئاسية مبكرة في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، ولم يتقدم سوى عبد ربه منصور هادي لانتخابات الرئاسة، وقد زكاه حزبه، المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة، ومجلس النواب (البرلمان)، لخوض الانتخابات.

وفي الموضوع الأمني، قالت مصادر أمنية في محافظة أبين بجنوب البلاد، إن 2 من عناصر تنظيم «القاعدة» تمكنا، مساء أول من أمس، من الفرار من سجن في مديرية لودر، وذكرت المصادر أن 3 من العناصر حاولوا الفرار ومنهم زين أحمد عبد الله الجنيدي، وأن الجنيدي أصيب أثناء عملية الفرار وتمت ملاحقته من قبل المواطنين وما تسمى اللجان الشعبية التي شكلت قبل عدة أشهر في لودر لطرد عناصر «القاعدة». وأشارت إلى تمكن فرق الملاحقة من إلقاء القبض على الجنيدي واقتياده إلى العاصمة صنعاء، فيما تمكن زميلاه الآخران من الفرار وتجري عملية ملاحقتهم حاليا من قبل «حملة مشتركة من اللواء 111 مشاة واللجان الشعبية بالتعاون مع المواطنين في عدة أحياء داخل مدينة لودر ومناطق أخرى خارجها للقبض عليهما».