دول مجلس التعاون الخليجي تطرد سفراء النظام السوري المعتمدين لديها

مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»: الرياض طلبت مغادرة السفير السوري بصفة مباشرة وفورية أمس

مظاهرات خرجت في إدلب أمس احتجاجا على زيارة وزير الخارجية الروسي (أوغاريت)
TT

قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سحب جميع سفرائها من سوريا، بينما دعت سفراء سوريا المعتمدين لديها إلى مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وشددت في بيان صدر أمس عن الأمانة العامة لدول المجلس لانتفاء الحاجة لبقائهم «بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق».

ورأت دول المجلس، أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل «أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل».

وكان بيان صدر أمس عن رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في ما يلي نصه: «تتابع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة، في أعمال شنيعة، أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل، دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية.

والمملكة العربية السعودية رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون تعلن أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا، والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم، بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق.

وترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل.

وإذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال، فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي، ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».

وكشفت مصادر دبلوماسية سعودية لـ«الشرق الأوسط» أن الرياض أبلغت السفير السوري لدى المملكة بصفة مباشرة وفورية مغادرة أراضيها، وذلك بناء على قرار مجلس التعاون.

وكانت الرياض أعلنت سحب سفيرها بناء على خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في 8 أغسطس (آب) الماضي، وهنا علق المصدر بالقول «الخليج بأكمله سحب سفراءه، وطلب من السفراء السوريين مغادرة دول الخليج، بعدما فشلت كافة الحلول المطروحة».

وأكدت مصادر عربية دبلوماسية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن الجديد الذي انفردت به دول مجلس التعاون الخليجي هو طرد السفراء السوريين من دولهم، في إطار الضغط على النظام السوري لوقف المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري، وكذلك للتجاوب مع قرارات وزراء الخارجية العرب.

وأكدت المصادر الدبلوماسية، التي تحدثت شريطة عدم ذكر أسمائها، أن القرار الخليجي يعد ضمن وسائل الضغط التي ستلجأ إليها دول الخليج لردع النظام السوري عن مواصلة انتهاكاته، كما يمكن اعتبارها خطوة في إجراءات تصعيدية لإبعاد النظام السوري عن التصعيد الدموي، وقالت المصادر «يبدو أن النظام السوري غير قادر على الحسم، وكذلك المعارضة السورية، ومن ثم لا بد من دور عربي يساهم في اتخاذ الموقف الذي يخدم أمن واستقرار الشعب السوري».

ولم تستبعد المصادر أن تتخذ الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، مواقف أكثر تصعيدا ضد النظام السوري، من بينها التفكير في الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري، كاشفة أن هذا الأمر ستتم مناقشته خلال اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي صباح الأحد المقبل في القاهرة، وكذلك اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد ظهر نفس اليوم، كما ستتعرض هذه الاجتماعات للمطالبة بتنفيذ كل القرارات التي صدرت عن وزراء الخارجية العرب، خاصة بنود المقاطعة ومنع الطيران السوري من الوصول إلى العواصم العربية.

وأفادت المصادر بأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ورئيس المخابرات الروسي، ذهبا إلى دمشق، في محاولة جديدة لحقن الدماء، وإعطاء الفرصة للحل السلمي وفتح حوار حقيقي يؤدي إلى حلول.