قصف متواصل على بابا عمرو.. والزبداني تحت الحصار لليوم الرابع على التوالي

ناشطون يحذرون من صور بالأقمار الصناعية تكشف أماكن وجود الجيش الحر حملها الوفد الروسي لنظام الأسد

عناصر من الجيش السوري الحر يتدربون بإدلب أمس (أ.ب)
TT

لم يحل انشغال النظام السوري أمس باستقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وحشد مسيرات مرحبة سارت في قلب العاصمة دمشق، دون استمرار عمليات قوات الأمن السورية، لا سيما في مدينة حمص التي شهدت منذ منتصف ليل أول من أمس قصفا كثيفا، فيما استمر دوي القذائف في حي بابا عمرو، وفق ما أكده ناشطون في المدينة.

وفيما أحصت لجان التنسيق المحلية مقتل 23 قتيلا حتى عصر أمس أكثر من نصفهم في حمص، أكدت وزارة الداخلية السورية أن «عملية ملاحقة المجموعات الإرهابية ستتواصل حتى استعادة الأمن والنظام في جميع أحياء حمص وريفها والقضاء على كل من يحمل السلاح ويروع المواطنين ويهددهم في أمنهم وأمانهم»، متحدثة عن «مقتل العشرات من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر»، خلال ملاحقتهم يوم الاثنين الفائت.

وصعدت قوات الجيش السوري النظامي عملياتها العسكرية في مدينة حمص، حيث استمر إطلاق النار الكثيف من أسلحة متوسطة وثقيلة مع نشاط كبير للقناصة وذلك لليوم الثالث على التوالي، ووجه ناشط حمصي محاصر نداء للعالم عبر اتصال مع «الشرق الأوسط»، وقال «الكهرباء مقطوعة منذ يومين والاتصالات الخلوية، أما الهاتف الأرضي فهناك مناطق فيها اتصالات وأخرى مقطوعة، كما أنها تتعرض لمراقبة شديدة، في البيت الذي أسكنه كل النوافذ تكسرت، والطقس بارد جدا ولا يوجد مازوت للتدفئة، والطعام نفد ولا يمكننا التنقل داخل البيت خشية الرصاص العشوائي.. وأصوت الانفجارات والقنابل والرصاص لا تحتمل».

من جانب آخر قال ناشطون إن القصف استمر يوم أمس على أحياء الخالدية وبابا عمرو والإنشاءات والبياضة ووادي السايح دير بعلبه، وأكد أحد الناشطين أن الأضرار كبيرة جدا وأنه إذا استمر القصف على الوتيرة ذاتها خلال يومين ستدمر أحياء كاملة، وقال إن بناءين كاملين في وادي السايح تحولا إلى ركام.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس بأن «طفلا قتل إثر إطلاق رصاص من قوات الأمن التي اقتحمت مدينة الحولة في ريف حمص ترافقها آليات عسكرية»، مشيرا إلى إصابة «ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بجروح إثر إطلاق رصاص من القوات المقتحمة». كما أكد ناشطون أن «قتيلين على الأقل وأكثر من عشرة جرحى أصيبوا قرب جامع الرحمة إثر قصف وإطلاق نار كثيف تعرض له حي البياضة».

وفي ريف دمشق، أكد ناشطون أن «عصابات من الشبيحة دخلوا إلى منطقة الضمير، عقب اشتباكات عنيفة وقعت ليل أول من أمس بين قوات من الجيش النظامي وعناصر من (الجيش الحر)، وأن انفجارات عدة هزت المدينة». وقالت لجان التنسيق إن «مدرعة دخلت مع آليات ثقيلة أخرى إلى مبنى المؤسسة العسكرية بعد إخلائها، وتم إحراق أجزاء منها لتصورها قناة الدنيا على أنها عمل العصابات المسلحة».

وفي داريا، استقدمت قوات الأمن تعزيزات إضافية اقتحمت المدينة من شارع الشهيد غياث مطر. كما جرى اعتقال 4 أطفال من أحد المنازل، وضعوا، وفق شهود عيان، في الصندوق الخلفي لسيارتين سياحيتين.

وفي مضايا، أفادت صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك» عن سقوط عدد من الجرحى، جراء سقوط قذيفة على أحد المنازل، لم يتم الوصول إليهم بسبب صعوبة التنقل في ظل القصف المتواصل من محاور عدة وانتشار القناصة الذين استهدفوا أي شيء يتحرك. وفي دوما، تخوف ناشطون من تعرض المدينة للقصف أو الاقتحام، بعد انسحاب مئات العناصر الأمنية من منطقة المنفوش وإخلائهم لأحد الحواجز الأمنية.

وفي الزبداني، تواصل القصف العنيف على المدينة أمس لليوم الرابع على التوالي، في ظل قطع كامل لخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات وخطوط الإنترنت. وذكرت تنسيقية الزبداني أن 5 قتلى سقطوا حتى ظهر أمس وأكثر من 35 جريحا، في موازاة تدمير أكثر من 20 منزلا. وأفادت بأن «مدفعية نشرتها كتائب الأسد على رؤوس الجبال ومن أرتال الدبابات المنتشرة في محيط الزبداني ومضايا تتولى عملية القصف، حيث تتشظى القذيفة في الهواء وتنشر شظاياها لتخلف عشرات الإصابات وتدمر منازل عند سقوطها».

وفي محافظة إدلب، أشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى قصف تعرضت له بلدة كفرتخاريم، واشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات الأمن بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى برصاص قوات الأمن التي فتحت النار على مشيعي الدكتور عبد الرؤوف ميلاتو، الذي قتل برصاصة قناص أصابته داخل صيدليته الواقعة أمام المشفى الوطني خلال قيامه بإسعاف مدير المركز الثقافي أحمد مصري الذي توفي أيضا.

وفي السويداء، تعرضت مظاهرة خرجت في منطقة شهبا ورفعت علم الاستقلال السوري لهجوم بالعصي والهراوات وإطلاق الرصاص، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في ظل انتشار لعناصر الشبيحة والأمن بين بيوت الناشطين، وفق ما ذكرته لجان التنسيق المحلية.

أما في درعا، فقد تعرضت بلدة بصر الحرير لقصف بالرشاشات الثقيلة والدبابات، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام وسبعين عسكريا انشقوا مع عتادهم فيها.

وفي معلومة لم يتم التأكد من دقتها، نشر ناشطون تحذيرا وجه لقيادة الجيش السوري الحر، حول تسريبات «شبه مؤكدة» من القصر الجمهوري «عن أن الوفد الاستخباراتي الروسي حمل للجانب السوري صورا ملتقطة بالأقمار الصناعية تظهر كل أماكن ومواقع الجيش السوري الحر وأماكن انتشاره للمساعدة في توجيه ضربة مفاجئة وقوية للقضاء عليه».