سكان دمشق يخرجون تعاطفا مع حمص.. وأحوازها جزء من «سوريا المحررة»

تقارير إعلامية بريطانية تتحدث عن لعبة القط والفأر بين أجهزة النظام والمعارضة

TT

تحدثت الصحافة البريطانية، أمس، في تقارير مختلفة عن أحواز حمص المحررة, بمعنى خضوعها للثوار و«الجيش الحر», كما نقلت مدى توسع الثورة، خاصة في دمشق، حيث تشجع ساكنوها على الخروج تضامنا مع حمص، وتعبيرا عن غضبهم ونقمتهم على ما يحدث فيها. ونشرت الـ«ديلي تلغراف» تقريرا موسعا حول سيطرة المعارضة المسلحة على منطقة خارج حمص، وتحويلها إلى «سوريا الحرة»، تحت عنوان «الثوار يتحدون الأسد بإعلانهم عن حصتهم في (سوريا الحرة)».

ويقول مراسل الصحيفة، ريتشارد سبنسر، إن الناس يتجولون في الشوارع بحرية على الرغم من أصوات القصف القريبة في حمص. ونقل الكاتب عن النشطاء الذين يقصدون المنطقة «العازلة» تلك قولهم إنه في النهاية تحقق ما كانوا يطالبون تركيا أو حلف الناتو بأن يفعله.

ويرتفع علم سوريا الجديدة في المنطقة، وهو علم البلاد مع الاستبدال باللون الأحمر فيه اللون الأخضر. ويمشي الناس في طرقات حمص بكل حرية ويتجول المقاتلون بأسلحتهم. وتحدث الكاتب بتفصيل عن تمكن الثوار، وبعد قتال طويل ليلة الخميس، من احتلال مركز للشرطة ومركز للاستخبارات. بعد أن هاجموهما بالصواريخ والقنابل اليدوية إلى أن سقطت جدرانهما, ولم يتراجع المقاتلون إلى أن رفعوا علمهم فوق المبنى وكلفتهم العملية ثلاثة قتلى، ولم يمكن تحديد عدد عناصر الأمن الذين فقدوا حسبما أعلن ناشط.

ومن جانبه، أعلن تلفزيون «الدنيا» الموالي للنظام عن مقتل 11 عنصرا خلال المواجهات.

وقال الكاتب إن «الحقيقة الآن أن المناطق المحيطة بحمص، التي تمتد حتى الحدود اللبنانية هي محررة من حكم بشار الأسد، ولكن تبقى المدينة مهددة؛ أين تتوجه قوات النظام للنصر؟». كما تحدث الكاتب على أن الحياة لا تسير بشكل عادي، مع استمرار تبادل إطلاق النار و«من الخطر التجرؤ على القيام بأي نشاط». وعن موقف السوريين من روسيا والصين، قال سبنسر: «كل شخص في سوريا الآن يكره سوريا والصين بقدر ما يكرهون الأسد».

ومن جانبها، كتبت شارلوت مكدونالدز غيبسون في الـ«إندبندنت» مقالا موسعا حول تعاطف أهل دمشق وعمل الناشطين فيها تضامنا مع حمص, الذي جاء تحت عنوان «الأسد.. أفق نحن مع حمص حتى الموت». وقامت الصحافية برصد الناشطين في دمشق.

ووصفت الكاتبة كيف كان يبدو الجميع هادئين جدا، والصمت الذي يطبق على جامع الفاروق بدمشق، ثم كيف أنه بعد الصلاة مباشرة ترتفع الأصوات وتعلو، ثم يتقدم عدد من الرجال الملثمين ويلقون المناشير ذات الألوان البيضاء والوردية في الساحة، التي كتب عليها «الأسد أفق انتهى وقتك».

وتواصل أنه، بعد أن كان عدد الملثمين قليلا، أصبح المتظاهرون الآن، الذين اجتمعوا أول من أمس، يعدون بالآلاف, والذين كانوا يبدون غاضبين مما حدث في حمص, وهتفوا هذه المرة أنهم مع حمص إلى الموت. واعتبرت تنظيم المسيرات كأنه بمثابة لعبة القط والفأر، فيتم تأجيل التنظيم أحيانا حتى الدقائق الأخيرة في محاولة لتجنب أن يتفطن الأمن والشبيحة لهم، تجنبا للمواجهات معهم. لكن لا يطول الوقت لتكتشف الأجهزة الأمنية وتحضر، وكما وصفت الكاتبة، في مواجهات أول من أمس، قدمت ثلاث سيارات أجرة تحمل مسلحين ببنادق الـ«كلاشنيكوف» ولم يكونوا يرتدون أزياءهم الرسمية، بل بدوا في أزياء مدنية. وكانوا جاهزين لبداية إطلاق النار.

ونقلت الكاتبة عن الناشطين أنه، وفي دمشق، ليس من الممكن على الإطلاق أن يتجدد مشهد ميدان التحرير، في إشارة إلى ميدان القاهرة، لأنهم، بكل بساطة، إن تجمعوا بمئات الآلاف فإن النظام سيسحقهم جميعا.