ميقاتي: أحترم رأي العاهل السعودي ولبنان «لا يستطيع الخروج من ثيابه العربية»

رئيس الوزراء اللبناني ردا على منتقديه: كفى نظريات من أطراف تبعد عنا آلاف الكيلومترات

TT

«لبنان لا يمكن أن يشارك في أي قرار ضد سوريا، لكنه لا يستطيع إلا أن ينفذ القرارات الدولية بحق سوريا»، هكذا لخص مصدر قريب من رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الموقف الذي دافع عنه الأخير في كل لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين في إطار زيارته الرسمية لباريس.

وفي لقاء مع الصحافة اللبنانية قبل ظهر أمس، في مقر إقامته، دافع ميقاتي بقوة عن هذا الموقف، مجددا تأكيده على أن مهمته كرئيس للحكومة هي «منع استيراد الأزمة السورية إلى لبنان» و«تقوية مناعته الداخلية»، والتزام نقطة توازن دقيقة بين ثلاثة عناصر هي العلاقة مع سوريا بسبب الوضع الجيوسياسي وتبعاته، والمحافظة على علاقات لبنان العربية لأن لبنان «لا يستطيع الخروج من ثيابه العربية»، وأخيرا مراعاة وضعية المجتمع اللبناني «غير المحصن». وخلاصة ميقاتي أنه «لا بديل» عن سياسة الحياد أو النأي بالنفس، مبديا الأسف لأنها «أصبحت لدى البعض موضوع تفكه»، بينما هي الخيار العقلاني الوحيد. وذكر ميقاتي منتقديه بأن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الذي زاره ميقاتي أمس، رفض أن يعلق لبنان على أحداث البحرين عندما كان لا يزال في قصر السرايا «لأنها شأن داخلي».

وأكد ميقاتي أن المجتمع اللبناني منقسم إلى نصفين: الأول يدعم سوريا والآخر يدعم المعارضة. لكنه تساءل «هل إذا وقفنا كلنا إلى جانب النظام ستكون لنا القدرة على حمايته؟ وهل إذا وقفنا إلى جانب المعارضة سنمكنها من الإطاحة بالنظام؟». وخلص ميقاتي إلى القول «كفى نظريات ونصائح من أطراف هي على بعد آلاف الكيلومترات عنا»، معبرا عن مخاوفه من الانعكاسات المترتبة على الأزمة السورية على استقرار لبنان. وتساءل «هل أستطيع أن أضمن ألا ينعكس الوضع على لبنان؟ الجواب كلا».

وفي هذا السياق، أعلن ميقاتي أنه اتصل بقائد الجيش العماد قهوجي، وبحث معه الوضع في طرابلس، ووعد بأن تكون قوات الجيش «صارمة» وأن يعود الهدوء إلى طرابلس في «الساعات القادمة»، منوها باجتماع نواب طرابلس وطلبهم أن يضرب الجيش من يتلاعب بالأمن.

وتعليقا على ما ورد هنا وهناك حول زيارته لفرنسا التي وصفها بـ«الناجحة والممتازة»، قال ميقاتي إنه يريد إبعادها عن أمرين: الأول أنها «ليست هدية لنجيب ميقاتي لأنه مول المحكمة الدولية، والثاني أنني لا أريد أن يستخدم ميقاتي أو الحكومة اللبنانية ضد سوريا».

وسئل ميقاتي عن مبادرة المملكة السعودية بتقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص سوريا، فرد أن لبنان «لم يدرسه بعد»، لكنه متمسك بعلاقات لبنان مع دول الخليج والعالم العربي، وأنه «يحترم» رأي العاهل السعودي في ما جرى في مجلس الأمن، متوقعا قيام اتصالات بين لبنان والعرب لتحديد «الموقف المنسجم» مع الاعتبارات التي تتحكم في سياسة لبنان. وخلص إلى القول إن لبنان «لن يكون ملكيا أكثر من الملك»، مشيرا إلى رد وزير الخارجية القطري عندما سئل في نهاية اجتماع الجامعة العربية الأخير عن موقف لبنان حيث أجاب «نقدر موقف لبنان ونتفهمه».

ونفى ميقاتي أن يكون بحث التمديد للمحكمة مع الجانب الفرنسي، ورفض مقولة أن حكومته هي حكومة حزب الله.

وكشف ميقاتي، الذي أفاد بأن نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان زاره في مقر إقامته، أن الوزير جوبيه أعلمه أن فرنسا عازمة على خفض عديد قواتها في لبنان «الأرجح أن يتناول التخفيض سحب 300 جندي من أصل 1300 حاليا». ووفق مصادره، فإن ميقاتي الذي سيعود اليوم من باريس يحمل في جعبته قرضا بقيمة 30 مليون يورو سيخصص لقطاع الكهرباء، وهو من حصة فرنسا بموجب التزامات مؤتمر «باريس 3»، واتفاقا لعمليات تمويل من صندوق التنمية الفرنسي بقيمة 70 مليون يورو. فضلا عن ذلك قدمت باريس 5 ملايين يورو لدعم الجيش اللبناني.

وأمس، أقام سفير لبنان في باريس بطرس عساكر حفل استقبال على شرف الرئيس ميقاتي دعا إليه مسؤولين فرنسيين ودبلوماسيين وعددا من أفراد الجالية اللبنانية في باريس.