شهبا.. مدينة درزية تنضم لمناهضي نظام الأسد

حالة فوضى بعد اقتحامها من «الشبيحة» وإحراق منازل لناشطين

TT

لم يخطر ببال الرئيس السوري بشار الأسد أن مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والتي زارها قبل أسبوع فقط من اندلاع الثورة السورية واستقبلته آنذاك، بحفاوة بالغة، ستنتفض ضده وتعلن انضمامها إلى ثورة الشعب السوري.

المدينة التي تقع على بعد 85 كيلومترا إلى الجنوب، من العاصمة دمشق شهدت الثلاثاء الماضي اشتباكات عنيفة بين متظاهرين معارضين وعناصر من الشبيحة، حيث خرجت مظاهرات تطالب برحيل نظام بشار الأسد في أكثر من حي من أحياء المدينة وفقا لأحد الناشطين «مما دفع الأمن والشبيحة إلى الانتشار بكثافة في شوارع شهبا وملاحقة المتظاهرين واعتقال عدد منهم». ويشير الناشط إلى أن «المدينة شهدت حالة فوضى فقد تم اقتحام منازل بعض الناشطين وتخريب محتوياتها على يد الشبيحة». وقد أظهرت مجموعة من الصور قامت تنسيقية شهبا للثورة السورية بنشرها في صفحتها على «فيس بوك» بعض المنازل التي تم إضرام النيران بها وتخريبها.

هذا التصعيد في البلدة الدرزية التي تقع على أحد تلال جبل العرب، دفع مجلس الثورة في مدينة حمص إلى إصدار بيان يحيي فيه «هبة أبناء شهبا العرب لنصرتهم وغيرتهم على الدم السوري الواحد». كما دعا المجلس عبر بيانه أهالي شهبا للاستمرار في تصعيدهم دون خوف أو تردد «أنتم أهل البسالة والشجاعة، فلا تسمحوا لما قام به شبيحة النظام من قمع وترهيب أن يثني عزيمتكم عن المضي والاستمرار في تطوير تكتيكات المواجهة وفق خصوصية منطقتكم ونحن معكم بكل ما نستطيع. لا يغرنكم أسلحتهم وتعجرفهم، نحن خبرناهم وكشفنا جبنهم وكسرنا شوكتهم وأسقطنا نظامهم في حمص حتى في أعينهم أنفسهم، وهو أوهن عليكم من بيت العنكبوت إن توحدتم وآمنتم بقضيتكم النبيلة».

وشهبا هي إحدى بلدات محافظة السويداء، المحافظة التي تعد أكبر مدن جبل الدروز. ورغم أن درعا مهد الثورة السورية ومكان انطلاقتها، تحد مدينة السويداء من الغرب، فإن تأثيرات انتفاضة أهل درعا ومعظم قرى سهل حوران، اقتصرت في السويداء على النخبة والمحامين وبعض طلاب الجامعات حيث نظمت بعض الاعتصامات والأنشطة الإنسانية والتي لم تتحول إلى حركة شعبية شاملة. ويعزو سامر أحد الناشطين في مدينة السويداء ضعف مشاركة مدينته في الثورة السورية إلى «نجاح النظام السوري في ترويج خطاب تخويفي استهدف فيه الأقليات ومنهم الدروز والمسيحيون الذي يقطنون في هذه المدينة». ويضيف الناشط الذي يعاني من تضييق أمني شديد «هذا الخطاب بدأت مفاعيله تنتهي والناس في السويداء صارت تدرك أن النظام ليس حامية لها، هناك حالة معارضة شاملة في المدينة تنتظر رفع القبضة الأمنية لتنتفض ضد نظام الأسد». ويتساءل الناشط «كيف لنظام يقتل أكثر من 8000 من شعبه ويكون حاميا للأقلية؟» مؤكدا أن «السويداء ستنضم بقوة أكبر في الأيام المقبلة إلى مظاهرات الثورة السورية ولن تستطيع قطعان الشبيحة ردعنا عن مساندة إخوتنا في حمص وريف دمشق ودرعا».

يذكر أن محافظة السويداء تملك تاريخا طويلا بمقاومة الاحتلالات التي تعاقبت على سوريا، حيث قاوم أبناؤها العثمانيين وكانوا من أوائل من دخلوا دمشق بعد خروج الجيش العثماني. وتزعمهم بعد ذلك سلطان باشا الأطرش في الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الاحتلال الفرنسي.