خلافات بين المرشحين للرئاسة في روسيا حول سوريا.. وأنباء عن إرسال إيران 15 ألف مقاتل من فيلق القدس لمساعدة الأسد

جيرينوفسكي يطالب بتنحي الأسد.. وبروخوروف ينتقد وزارة الخارجية الروسية

TT

بينما تتواصل في موسكو وكبريات المدن الروسية اللقاءات الجماهيرية والمؤتمرات الانتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية في الرابع من مارس (آذار) المقبل، أفادت تقارير إعلامية أول من أمس بأن طهران قد أرسلت 15 ألف مقاتل من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، للمساعدة في مجابهة الاضطرابات في المدن السورية.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن صحف صينية قولها إن السلطات السورية طلبت في وقت سابق من الجمهورية الإسلامية إرسال مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني. ولم تؤكد أي مصادر رسمية أخرى هذا الخبر، حسب موقع «روسيا اليوم». ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن مصادر خبرا مفاده أن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية دمشق للمساهمة الفعلية في مواجهة الاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهرا ضد النظام.

وجاءت هذه الأنباء رغم إعلان رضا مقدسي، مدير عام وكالة «مهر» الحكومية الإيرانية للأنباء، في حديث أدلى به لإذاعة «صوت روسيا» أول من أمس، أن القيادة الإيرانية لم توافق ولا تنوي الموافقة على برنامج إرسال العسكريين الإيرانيين إلى سوريا.

وفي ما يتعلق بالانتخابات الروسية، وعلى الرغم من حدة الملاسنات اللفظية والاختلافات والتناقضات بين مواقف المرشحين الخمسة حول الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الداخلية وسبل تطور المجتمع في المرحلة المقبلة، فإن هناك ما يكشف عن اختلافات جذرية في مواقف هؤلاء المرشحين تجاه السبل والسياسات الرامية للخروج من المأزق الراهن في سوريا، لا سيما في ما يتعلق باستمرار الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.

أما غينادي زيوغانوف، زعيم الشيوعيين الروس، فلم يجد في ذلك الموقف ما يستحق النقد أو الاعتراض، مؤكدا اتفاقه مع بوتين في عدم جواز التدخل الخارجي في سوريا. وقال في تصريحاته لوكالة «إنترفاكس» إن «موقف روسيا تجاه الأحداث في سوريا صائب تماما»، وإنه على قناعة بأن الرئيس بشار الأسد لا يجب عليه الاستقالة من منصبه. وأضاف بقوله «إن موسكو كانت محقة في موقفها، عندما حالت في مجلس الأمن دون صدور القرار بشأن سوريا، الذي يرمي عمليا إلى الإطاحة بسلطتها الشرعية». وذكر زيوغانوف أن هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي أصدرت بيانا خاصا بشأن هذا الموضوع، عكست فيه بجلاء موقف الشيوعيين الروس من الوضع في سوريا.

ومن جانبه، طالب فلاديمير جيرينوفسكي القومي المتشدد روسيا بوقف الأميركان على مسافات بعيدة، على حد قوله، مشيرا إلى أنه «يجب على روسيا في كل الأحوال دعم سوريا، وذلك من أجل التصدي لضغط الولايات المتحدة على هذا البلد». ونقلت عنه وكالة «إنترفاكس» قوله «نعول على ألا تترك روسيا سوريا بمفردها، لأنه من المفيد لنا إيقاف الأميركيين عند حدود بعيدة، ويتعين علينا دعم البلدان، التي تقاوم الولايات المتحدة، في كل مكان». وعلى الرغم من قوله «إنه من الخطأ إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالاستسلام»، فقد عاد جيرينوفسكي ليتخذ موقفا مغايرا في ما يتعلق بتقديره للرئيس السوري ونظام الحزب الواحد بقوله «إن النظام الحالي في سوريا شبيه بالأنظمة في العراق وليبيا ومصر واليمن في الماضي القريب، وكوريا الشمالية»، والتي قال إنها «قلدت النظام الستاليني، نظام الحزب الواحد والزعيم الواحد وجهاز إدارة شؤون البلد الواحد». وأشار إلى أن «بشار الأسد حكم سوريا مع والده 40 عاما، كالقذافي ومبارك وصالح وصدام حسين، وأسرة كيم في كوريا الشمالية منذ أكثر من 60 عاما». وأضاف جيرينوفسكي رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي أن «المواطنين السوريين تعبوا، لذلك يودون من جانب العيش في بلد ديمقراطي مرن أكثر، ومن جانب آخر تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على كل العالم العربي، خاصة هناك، حيث يوجد نفط، أو أنابيب نفط». أما الملياردير ميخائيل بروخوروف، الذي تكاد تبدو فرصته في الفوز بالرئاسة في روسيا أقرب إلى المعدومة، فقد اتخذ موقفا يقترب في بعض أوجهه من مواقف جيرينوفسكي تجاه الرئيس السوري، حيث قال بوجوب أن تكون روسيا حاسمة في تذكيره بعدم جواز قصف الجيش للمدن السورية. وكتب بروخوروف في موقعه على الشبكة الإلكترونية الدولية أنه «لا يجوز بالطبع قصف المدن بالمدفعية، وأن روسيا ملزمة بمواجهة الأسد بوضوح وصلابة وبأعلى صوتها بذلك». لكنه عاد ليقول إنه يجب أن ترد الأخبار عن الوضع في سوريا، من «مصادر مستقلة، وليس من قنوات تعود لشيخ قطر والكويت، فهاتان الدولتان ليستا ديمقراطيتين ولا ليبراليتين».

الى ذلك انتقد معارضون سوريون، أمس، في فيينا، دور إيران وروسيا في قمع سوريا لمعارضيها، متهمين موسكو وطهران بتزويد الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة والرجال. وأكدت الناشطة سهير الأتاسي خلال لقاء لسوريين معارضين في المنفى، قدموا من 18 بلدا ويجتمعون بانتظام في العاصمة النمساوية، أن «روسيا ترسل دبابات للنظام وإيران ترسل جنودا». كما انتقد الناشطون استخدام الصين وروسيا «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، وأوضحوا أنه «لو كان ذلك مراعاة لمصالح اقتصادية، فالأفضل لهم أن يساندوا الانتفاضة لأن المستقبل تملكه سوريا الجديدة».

وقال عامر الخطيب، وهو من الشخصيات السورية المنفية في النمسا، إن المعارضين عقدوا هذا الاجتماع لمناقشة مستقبل سوريا، مضيفا «كما نبحث أيضا في طريقة إدارة الفوضى التي قد تحصل بعد سقوط النظام ومحاولة احتوائها بأفضل طريقة».