سفير سوريا لدى مصر يهاجم العرب وتركيا من منزل دبلوماسي إيراني

يوسف أحمد: لا انشقاقات في الجيش.. بل حالات فرار تعد على الأصابع

يوسف أحمد
TT

دافع سفير سوريا لدى مصر، يوسف أحمد، عن آلة قتل المواطنين والأطفال في بلاده، واصفا إياهم بأنهم يعملون وفقا لمخطط أميركي وإسرائيلي، وهاجم، في الوقت نفسه، تركيا وقطر، وأثنى، في المقابل، على نظام طهران، وذلك في حديث له في منزل رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، خلال مشاركته في احتفال بمناسبة الذكرى الـ33 لاندلاع الثورة الإسلامية في إيران.

وشن يوسف أحمد هجوما حادا على تركيا، وقال إنها مستعدة، في سبيل أن تدخل النادي الأوروبي، أن تفعل أي شيء، مضيفا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب «أردوغان ونظامه يتعريان حتى من ورقة التوت»، لكنهما لا يتنافسان، بل كل منهما مطلوب منه أداء وظيفة.. وهما مجرد أداتين للسيد الأميركي ويبحثان عن أداء هذه الوظيفة خدمة للسيد المخطط وهو الأميركي القابع في واشنطن، على حد قوله.

كان السفير السوري يتحدث في منزل رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية الواقع في شرق العاصمة المصرية، وهو يرد على أسئلة الصحافيين حول التنافس التركي - الفرنسي لاحتضان مؤتمر خاص بالمعارضة السورية، وموقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد من المعارضة في الداخل وسقوط القتلى يوميا، وكذا الموقف من الدول العربية التي تحاول وقف نزيف الدم السوري، وإيران التي تعتبر حليفا استراتيجيا لنظام الأسد.

وحول ما يتردد عن أن تركيا تحاول تصدير نموذج الحكم فيها إلى الدول العربية، قال السفير السوري متسائلا: هل سمعتم مرة عن أن نظاما في العالم نجح في تصدير نظامه إلى دول أخرى؟ مشيرا إلى أن كل دولة في العالم لها خصوصياتها وسماتها الخاصة وتركيباتها ومشكلاتها، ولا يمكن بالتالي أن تتطابق دولتان في هذه المواصفات.

وأشار السفير السوري إلى أن تصدير تجربة دولة إلى أخرى هو تعبير ملطف «لاستعمار البلد الأول» أو لمحاولة «فرض الوصاية» أو شكل من أشكال الهيمنة على البلد الآخر. وقال: «أعتقد أننا ناضلنا كثيرا حتى تخلصنا من الاستعمار العثماني، وليس في نيتنا ولا في نية أحد من العرب أن يستعيد تلك الذكريات الأليمة للاستعمار العثماني».

ووصف سفير سوريا الوضع الراهن في سوريا بأنه «يسير في الاتجاه الصحيح بما يؤشر على انتصار سوريا وشعبها ضد كل التحديات التي تواجهها وضد كل الذين ينضمون إلى التيار الأميركي الصهيوني من خليجيين وعرب آخرين»، على حد قوله.

وحول موقف قطر من الوضع في سوريا، وصف يوسف أحمد قطر بأنها «رأس الحربة في العدوان على الأمة العربية» وقال: «إن قطر بأميرها (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) ورئيس وزرائها (الشيخ حمد بن جاسم) هي اليوم الجسر الذي يعبر عليه العدوان الأميركي - الإسرائيلي على الدول العربية».

وحول ما رددته بعض الدول العربية من أن استخدام روسيا والصين «الفيتو» في ملف سوريا سيضعف علاقاتهما بالدول العربية، قال أحمد: «إن هذا موقف المهزومين والمتآمرين على أشقائهم والذين يأتمرون بالأمر الأميركي وينفذونه من دون أي تفكير». وتساءل: «ماذا فعل مجلس الأمن لأي دولة في العالم تدخل فيها؟ ماذا فعل في أفغانستان وفي العراق وفي ليبيا وفي أي قضية عربية تدخل فيها؟». وحول القتلى الذين يسقطون يوميا برصاص الجيش السوري، تساءل السفير السوري: «هل هناك أي دولة في العالم تتعرض لعصابات مسلحة تستهدف مواطنيها ورجال الأمن والجيش ويمكن أن تتركها تعيث فسادا في الأرض؟». وأجاب قائلا: «بالتأكيد سوف تقاتلها وتصارعها»، وأضاف أنه «في هذا الطريق يسقط بالتأكيد ضحايا، فالحرية لها ضحايا بالتأكيد»، حسب تعبيره.

وحول الأطفال القتلى، قال يوسف أحمد إنه عندما يزج بهؤلاء الأطفال في مسيرات تسير وراءها تلك العصابات المسلحة ويبدأون القصف باتجاه الجيش ورجال حفظ النظام والمواطنين الآخرين فهل يتركون لتحقيق مآربهم أم أنه بالتأكيد سيقوم رجال الأمن بواجبهم في مواجهتهم؟ وأضاف أن المسألة تتركز في من يضعون هؤلاء الأطفال كذريعة لعملهم الخبيث هذا، وفقا لما قاله.

وحول الانشقاق داخل الجيش السوري، قال السفير السوري: «هذا كلام سخيف؛ فالجيش العربي السوري قوي متماسك ويقف في مواجهة كل عدوان على سوريا والمنطقة والأمة العربية». وشدد على أن «الجيش السوري ليس به انشقاقات على الإطلاق، بل هناك فقط بعض حالات الفرار التي تعد على الأصابع».

وتابع السفير السوري: «في كل جيش في العالم هناك أحيانا أناس يهربون من الخدمة وهؤلاء نحن نسميهم (فارِّين) ويسمون أنفسهم اليوم الجيش الحر، فلا هو جيش ولا هو حر.. بل هو عبارة عن غطاء لهذه المنظمات والعصابات التي تحمل السلاح في مواجهة الشعب السوري والقوة السورية».