صالح يدعو أنصاره للمشاركة في الانتخابات.. وعلماء اليمن يدعمون هادي

مشردو حروب الحوثيين يشهرون رابطتهم.. وثورة سلمية ضد شيخ قبلي

جانب من اجتماع «علماء اليمن» في صنعاء أمس لدعم انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا (أ.ف.ب)
TT

وصف الرئيس المنتهية ولايته، علي عبد الله صالح، الربيع العربي الذي أجبر زعماء عربيين على التنحي بـ«لوثة الفوضى التخريبية العارمة»، وقال إنها أصابت الأنظمة بأضرار جسيمة ما زالت تعانيها حتى اليوم. وفي كلمة له، نشرت أمس الاثنين في افتتاحية صحيفة حزبه، قال صالح: «إن بلادنا تعيش اليوم مرحلة تاريخية بالغة الأهمية، بعد أن استطاعت أن تتغلب، إلى غير رجعة، على لوثة الفوضى التخريبية العارمة التي طالت الكثير من الأقطار العربية وأصابت أنظمتها بأضرار جسيمة ما زالت تعانيها بعد أن كادت تذهب بها إلى محنة الحرب الأهلية المدمرة». وأجبرت ثورات شعبية اندلعت في تونس ومصر وليبيا واليمن زعماء تلك الدول على التنحي، ومن بينهم الرئيس صالح الذي وقَّع على اتفاق لنقل السلطة يدخل اليمن إلى مرحلة انتقالية تستمر عامين. وقال صالح إنه تنازل «طواعية» عن السلطة لحقن دماء اليمنيين. وأضاف: «الرئيس تخلى عن حقه الدستوري طواعية وقدم الكثير من التنازلات، لا خوفا ولا جبنا؛ فالجميع يعرف من هو علي عبد الله صالح، صغيرا وكبيرا، لكن حرصا منه على عدم إراقة الدم اليمني». وأضاف: «قدمنا الكثير من المقترحات والمبادرات بهدف الحيلولة دون الوصول إلى ما وصلت إليه التداعيات خلال العام الماضي، غير أن النزعات الانقلابية المستحكمة لدى البعض وحب التقليد ومجاراة الآخرين في الأقطار التي تقف اليوم على مشارف الضياع حالت دون ذلك». ودعا صالح أنصاره إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية «حماية للشرعية الدستورية وصيانة لكل المكتسبات الوطنية الديمقراطية والإنمائية وحرصا على تأكيد مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه وألا سبيل للوصول إلى سدة الحكم إلا عبر إرادة الشعب واختياره». إلى ذلك، دعا علماء اليمن، أمس الاثنين، اليمنيين إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي من المقرر إجراؤها في 21 فبراير (شباط) الحالي. وأكد بيان علماء اليمن، خلال مؤتمر صحافي عقد صباح أمس بصنعاء، ضرورة جمع كلمة أبناء اليمن والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن، وتمكين مرشح الوفاق الوطني عبد ربه منصور هادي من القيام بواجباته في صيانة الدماء. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد تحت عنوان «نداء علماء اليمن بشأن الانتخابات الرئاسية المبكرة»، قال بيان العلماء: «إن المشاركة في الانتخابات تأتي انطلاقا من واجب النصح للأمة وحرصا منهم على حقن الدماء ومنع تدمير البلاد وضرب أبناء الشعب بعضهم ببعض، وإسهاما في التغيير والانتقال السلمي للسلطة».

وأوضح العلماء في بيانهم، الذي حمل توقيع 200 عالم دين، أبرزهم القاضي محمد بن إسماعيل العمراني والشيخ عبد المجيد الزنداني، أن دعوتهم اليمنيين للمشاركة في الانتخابات «إفشال لمخططات أعداء الأمة الرامية إلى إشعال الحروب والفتن وتمزيق البلاد».

وحذر العلماء مما سموها «الشائعات والأراجيف الكاذبة التي تهدف إلى عرقلة المشاركة الواسعة لإظهار الشعب اليمني بمظهر عدم الرغبة في التغيير الذي ينشده لتحقيق الاستقرار والأمن وتحسين المستوى المعيشي والنهضة الشاملة في كل ميادين الحياة».

في شأن آخر، قالت مصادر محلية في مديرية العدين بمحافظة إب: إن تابعين للشيخ صادق باشا اختطفوا، صباح الأحد، أربعة من مواطني قرية دار عمير بعزلة قصع. وأفاد المحامي فيصل الحميدي، مسؤول فرع منظمة «هود»، في إب، بأنه تلقى بلاغا عن جريمة اختطاف المواطنين الأربعة، وأنه تم على «خلفية موقفهم من الثورة الشعبية، وثورة العدين بوجه خاص. وأضاف أن المختطفين محتجزون حاليا في سجن «دار العدن» التابع للشيخ المذكور بعزلة قصع. وطالب المحامي الحميدي قيادة السلطة المحلية في المحافظة بسرعة الإفراج الفوري عن المخطوفين، وبتشكيل لجنة تحقيق عاجل للحد من جرائم الشيخ باشا ضد المواطنين. جدير بالذكر أن عددا من أهالي مديرية العدين يواصلون اعتصامهم المفتوح بساحة أطلقوا عليها «ساحة نصرة المظلوم» منذ أكثر من 4 أسابيع، في إطار ثورتهم السلمية ضد حكم المشايخ واستبدادهم، على خلفية مقتل المواطن الجعوش ونجله بداية يناير (كانون الثاني) الماضي على يد أحد المشايخ.

إلى ذلك، عقد النازحون والمهجرون من محافظة صعدة، ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، صباح الاثنين، في صنعاء، فعالية تدشين وإشهار لـ«رابطة أبناء محافظة صعدة، وحرف سفيان». وقال عضو اللجنة التحضيرية للرابطة، عمر مجلي لـ«مأرب برس» إن الرابطة تضم الآلاف من مشايخ ووجهاء ونشطاء وأبناء محافظة صعدة وحرف سفيان، بهدف توحيد موقف أبناء محافظة صعدة وحرف سفيان أمام حكومة الوفاق الوطني، والمنظمات الحقوقية اليمنية والخارجية، والتعريف بجرائم الحوثيين ضد أبناء محافظة صعدة، وحرف سفيان ومنعهم عودة آلاف المهجرين إلى قراهم ومناطقهم.

وبينما أشار مجلي إلى أن عدد النازحين والمهجرين يقدر بنحو 149 ألف نازح ومهجر، أكد أن الرابطة ستكون منظمة مدنية تطالب بترسيخ الأمن والاستقرار في صعدة وحرف سفيان، والتعايش السلمي، وضمان الحقوق والحريات للمهجرين من المحافظة، والمطالبة بعودة أبناء صعدة إلى مناطقهم.