مزيد من القتلى.. وقوات الأسد تحاول اقتحام الرستن وتستقدم تعزيزات لإدلب

استمرار قصف بابا عمرو.. والمعارضة تخطط لمرحلة جديدة من العصيان المدني

سوري يقف إلى جانب بناية تحترق في حي بابا عمرو في حمص (أ.ب)
TT

واصل النظام السوري أمس حملته العسكرية، وتحديدا في محافظتي حمص وريف دمشق، فيما تخوف ناشطون من أن تكون قوات الأمن تخطط لعملية اقتحام جديدة في إدلب، مع تأكيد شهود عيان استقدام تعزيزات أمنية كبيرة. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، التي أشارت في حصيلة أولية عصر أمس إلى مقتل 11 شخصا بينهم طفلان وجندي منشق، إلى أنه تم رصد قافلة عسكرية متجهة إلى محافظة إدلب من بانياس، تضم 62 دبابة وناقلات جنود ومدرعات مضادة للطيران وشاحنات عسكرية محملة بالجنود.

في موازاة ذلك، أطلقت المعارضة السورية حملة «التصعيد الثوري»، وقوامها كما نشرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، وهي صفحة الـ«فيس بوك» الرسمية للمعارضة السورية، «إغلاق جميع الطرقات، وتعطيل سكك الحديد وصهاريج النفط التي تزود الدبابات، ومعاقبة الشبيحة بكل الوسائل، وتحويل العملة السورية إلى عملة صعبة». وتأتي هذه الحملة في إطار خطة المعارضة السورية لبدء مرحلة جديدة من العصيان المدني تساند المهام التي يقوم بها «الجيش الحر عسكريا» من أجل تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ميدانيا، شهدت مدينة الرستن في ريف حمص قصفا عنيفا أمس إثر محاولة اقتحام فاشلة قام بها الجيش النظامي أمس، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «3 جنود سوريين قتلوا أمس أثناء محاولة (فاشلة) قام بها الجيش السوري لاقتحام الرستن فجرا من المدخل الجنوبي للمدينة». وقال: إن «عملية الاقتحام أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 3 جنود وتدمير آلية مدرعة، فيما لم ترد معلومات موثقة عن الخسائر البشرية أو المادية داخل المدينة والتي نتجت عن القصف بسبب صعوبة الاتصالات».

وفي حمص، تعرض حي بابا عمرو لقصف مدفعي متقطع منذ ساعات الصباح الأولى أمس، وأفاد المرصد السوري عن «اشتباكات عنيفة دارت بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش السوري الذي اقتحم منطقة اللجاة (حمص) واعتقل 4 نساء من أمهات عناصر منشقة».

وفي ريف دمشق، شهدت قطنا انتشارا أمنيا كثيفا وإطلاق نار غير مسبوق، في ظل إغلاق الشارعين الرئيسيين في المدينة وفرض منع التجول ومنع المركبات من التحرك. وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه تمت مهاجمة مظاهرة طلابية في المدينة، كما سقط عدد من الجرحى إثر إصابتهم بإطلاق نار كثيف ومستمر استهدف دوار المحراب، ومدخل المدينة.

وفي جسر الشغور، أفاد ناشطون عن وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة من جهة اللاذقية، بالتزامن مع تواجد أكثر من 50 آلية عسكرية على الأوتوستراد في منطقة الغسانية، فضلا عن وصول عدد من الدبابات ليلا إلى كرم الزيتون.

وفي الزبداني، واصل الجيش النظامي تنفيذ انتشار عسكري كثيف. وقال ناشطون إنه تمت إقامة حواجز تفتيش متتالية يبعد كل واحد عن الآخر مسافة 50 مترا، في ظل انتشار لقرابة 100 جندي، وتنفيذ عمليات اعتقال طالت عددا من أفراد العائلات النازحة المطلوبين والذين قرروا العودة إلى المدينة.

وفي كفربطنا، قالت لجان التنسيق المحلية إن «القوات النظامية اقتحمت ثانوية الغوطة الشرقية وأجبرت المدير والمدرسين والطلاب على الخروج في مسيرة مؤيدة للنظام»، في وقت استمر فيه القصف بالأسلحة الثقيلة على مزارع مدينة رنكوس المنكوبة، حيث استمر سماع دوي الانفجارات وإطلاق الرصاص بالتزامن مع عمليات تمشيط واسعة للمزارع، قام بها العناصر الأمنية.

وفي مضايا، أفادت لجان التنسيق عن مقتل طفلين من آل جديد (3 أعوام و9 أعوام)، كما جرح والدهما بعد إطلاق النار على سيارتهم من أحد الحواجز عند مدخل مضايا.

وفي حران العواميد، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات طالت ما يقارب 50 شخصا، في موازاة مواصلتها لحملة تخريب للبيوت والممتلكات وإهانة الأهالي منذ 3 أيام شملت كذلك مناطق النشابية والعبادة والقاسمية والعتيبة.

وفي حماه، أصيب 5 أشخاص بجروح وإصابات حرجة نتيجة انهيار منزلهم عليهم، نتيجة قصف قوات النظام للمدينة، فيما ذكر المرصد السوري أن «مدنيا قتل برصاص قناصة في حماه».

وفي العاصمة دمشق، ذكرت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك»، أن مجموعة من الشباب والشابات قاموا «بلصق صور السفاح الأب (الرئيس الراحل حافظ الأسد) وأخيه مع صور مجازر الثمانينات، وصور السفاح الابن (بشار الأسد) وأخيه مع صور مجازر حمص على الحائط الجنوبي لجامع الدقاق»، كما وجهوا «بأقلامهم رسائل استنكارية للمجازر، ورسائل من القلب لأهلنا الصابرين المناضلين على امتداد سوريا الأبية»، قبل أن يقرأوا الفاتحة على «أرواح شهداء الثورة السورية».

كذلك، خرجت مظاهرة صامتة في دمشق القديمة جانب جامع الأموي تضامنا مع حمص والمدن المنكوبة، ومظاهرة طلابية في شارع الثورة في حي الحجر الأسود، حيث أطلقت قوات الأمن النار لتفريقها.