حمص تستغيث لمدها بالخبز والدواء.. والأهالي يجمعون ما توفر لإدخاله لبابا عمرو المنكوب

مواطن حمصي: أولادنا جائعون ونفترش الملاجئ ويسقط أهلنا قتلى أمام أعيننا

TT

لا يزال التواصل مع الناشطين في حي بابا عمرو الذي يتعرض ومنذ نحو العشرة أيام لقصف عشوائي دمر الجزء الأكبر من المنازل مقطوعا كليا مع استمرار انقطاع الماء والاتصالات وافتقار أهالي الحي للخبز والدواء.

وقد انكب الناشطون في حي باب السباع في حمص، والذي يفتقر بدوره للمواد الغذائية الأساسية لجمع ما توفر منها لإدخالها لبابا عمرو. وقد أظهر فيديو انتشر على صفحات الثورة عبر الـ«فيس بوك»، عددا من الناشطين يعملون في أحد المخابز في حي باب السباع على جمع بعض الأرغفة وأكياس من البطاطا في شاحنة صغيرة تستعد لدخول بابا عمرو، في وقت وقف العشرات في الصف أمام المخبز عينه بانتظار دورهم للحصول على بعض الأرغفة.

الوضع المأساوي الذي ترزح تحته كل أحياء حمص، يتفاقم وبحسب الناشطين مع مرور الأيام إذ تكثر الأوبئة والأمراض، خاصة أن الطقس البارد وغياب التدفئة يفاقمان الأزمة. ويوضح أحد الناشطين في حمص أن الأولاد ينامون في الملاجئ على أغطية لافتقارهم للفراش حتى، ما يسرع انتشار الأمراض ويعقد المعالجات الجزئية ويقول: «إصرار قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد على استهداف المستشفيات الميدانية جعلنا في حال يرثى لها، إذ بتنا نفتقر للدواء والعلاج فإذا ما كانت الإصابة صغيرة تفاقمت خاصة في ظل رفض الأهالي زيارة المستشفيات الحكومية لتيقنهم من أن كل من يذهب إلى هناك سيتم اعتقاله أو تصفيته».

ورد الناشطون سبب إصرار النظام على محاصرة بابا عمرو بهذا الشكل وقصفه بكل أنواع الصواريخ والأسلحة لرغبته بمعاقبة أهاليه الذين رحبوا بالجيش السوري الحر وأدخلوه بيوتهم. وفي إطار تعليقه على الموضوع قال أبو ياسر من حمص: «نحن نعيش اليوم بأسوأ ظروف قد يتصورها عقل بشري، أولادنا جائعون، نفترش الملاجئ ويسقط أقاربنا وأهلنا قتلى أمام أعيننا يوميا فيما العالم يتفرج ويصدر المواقف التي لا تخدمنا بشيء».

وقد أظهر أكثر من فيديو تم تحميله على صفحة تنسيقية بابا عمرو على الـ«فيس بوك» مدى تردي الأوضاع التي يرزح تحتها الأهالي وبخاصة الأطفال، إذ ظهر في أحد المشاهد عشرات الأطفال يفترشون أرض أحد الملاجئ مستغيثين ومطالبين دول العالم بإنقاذهم.

وكانت فرنسا قد حذرت في وقت سابق من خطورة الوضع الإنساني في مدينة «حمص» السورية ووصفته بأنه «غير مقبول وينذر بالانزلاق في محنة إنسانية».

وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانا قالت فيه إن قافلة إغاثة تابعة للهلال الأحمر السوري وصلت إلى حمص ويقوم المتطوعون بتوزيع الإمدادات الغذائية والطبية والأغطية على آلاف الأشخاص المتضررين من جراء العنف.

وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان جاسر، إن «السكان، وخاصة الجرحى والمرضى يتحملون وطأة العنف». وقال النشطاء إن فرق مساعدة الصليب الأحمر ذهبت إلى ضواح يعيش فيها عدد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنهم لم يصلوا إلى الأحياء السنية التي تحملت وطأة القصف.

وأوضحت لقطات مصورة على موقع «يوتيوب» طبيبا في حي البياضة السوري مع جثث لثلاثة رجال على الأرض وجثة امرأة على طاولة ورجل مصاب على سرير مع عدم وجود ما يشير إلى وجود أدوات طبية، ما عدا أنبوبة الأكسجين. وقال الطبيب إنه ليس لديهم أي دواء أو أدوات أو طاقم، وإن المستشفى هو هذه الغرفة التي تتكون من أربعة أمتار في أربعة أمتار.

وأضاف أن الصليب الأحمر لم يصل إلى هناك لأن الجيش يقصفه إذا حاول ذلك، وإن معظم الحالات التي يستقبلونها تموت من النزيف لعدم توفر أي أكياس دم.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا تواصل مشاوراتها مع شركائها الدوليين لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا وسبل تقديم المساعدة للسوريين بما في ذلك إمكان إنشاء «ممرات إنسانية» داخل سوريا.